أجنية بقلب صعيدي

الفصل الثالث و العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

إزيّك..
أنا جاي افكرك إن هروبك من اللي واجعك هيوجعك أكتر، إتألِم لحد ما تتعافي.

__________________________________

الأجواء مشحونة بالتوتر و الأجساد مشدودة غضباً و قلقاً و توتراً.......

_ الموضوع بدأ لما أبوك قرر يبعد عنى وعن شغل العيلة تمامًا ده كان حلمه انه يكبر بنفسه و يبنى نفسه بعيد عن أبوه وفلوسه و سلطتة، كبر سليم و كبر شغلة و اسمه بدأ يشتهر فى السوق و بين رجال الأعمال، و رغم ذلك عينى مغفلتش عنه لحظه واحده، كل أخبارة بتوصلنى، راح فين و جاى منين، عمل اى و كل خطوة بيخطها لحد أوقات اكله ونومه و سفره، حتى أعدائه الى مكنش يعرفهم كنت أنا أعرفهم وكنت بحمية منهم فى الخفاء والى كان بيأذية مكنتش بفكر ثانية واحده فى عقابه ولو كررها كانت بتبقا نهايته الموت... لحد ما سافر فى يوم ايطاليا علشان عقد صفقة هناك... من هنا بدأت أولى المشكلات
قابل والدتكم.. كانت عالمة و بتشتغل فى معمل أدوية تبع شركة ايطالة وكان ليها مكان كبير.. لفتت انتباهه و انشد ليها ومبقاش بيعدى يوم غير لما يشوفها..  اتعلق بيها و حبها
كل خطواته دى كانت بتوصلنى، بدأت أدور ورا البنت دى لحد ما كانت الصدمه الى خلتنى أعيش حياتى قلبى بياكلنى من الخوف على ولدى..  لما عرفت انها تبقا بنت أكبر رجل مافيا فى العالم، بنته الوحيده... ألبيرتينو ڤيتوريو زعيم عصابات المافيا حول العالم وكل العالم بيخاف منه و يعمله ألف حساب وحساب.. قولت خلاص حياة ابنى ضاعت... سليم الوحيد الى جيه بعد معاناة كبيرة أووى علشان كده عشت عمرى من وهو صغير برعاه و بخاف عليه و مراقب كل حركاته علشان أحميه... مرت الشهور وهو لسه على علاقة مع روزالين وهى كمان بدأت تحبه..  أبوها عرف و هد الدنيا وأذى أبوكم كتير فى شغله لدرجه انه عذبة عذاب شديد ورغم ذلك سليم ما استسلمش وفضل متمسك بيها...  ألبرتينو كان بيعمل كده علشان يعرف هيفضل متمسك ببنته ولا يبعها ولما وصل لمراده جوزه بنته..  الدنيا مشت حلوه ومرت السنين و أبوك جاب فرح.. الى كان يوم مولدها فعلاً فرح.. سماها فرحه علشان هى أول فرحه ليه ومرت السنين و روزالين حملت تانى ويوم الولاده عرفنا انها حامل فى أربعه.. و ماتت..  ماتت بسبب الضعف ومقدرتش تستحمل..  أبوكم وقتها انهار و فرح دخلت فى حالة نفسية سيئة، سليم اتمسك بالحياة علشانكم وهى الى بدأت ترعاكم مرت الشهور و اتحايلنا عليه علشان يتجوز تانى الا انه رفض، كانت فرح هى أمكم من صغرها مكنتوش بتسكوتوا غير معاها هى، مجرد ما كنتم بتشفوها أو تشيلكم كنتم بتسكتوا و تضحكوا، لحد ما جيه عيد ميلاد فرح السابع و قررنا نعملها عيد ميلاد وسطينا ذى كل سنه...  رفض سليم انه ياخدكم معاه فى المره دى وكأن قلبه كان حاسس... يومها عمل الحادثة الى راح فيها... روحنا ماتت بموته وحمدنا ربنا ان فرح خرجت من الحادثة دى على سلام، بس خسارة أبوها كانت أكبر ألم ليها خصوصاً انها كانت متعلقة بيه جداً، ورغم ده مدخلتش فى حالة نفسية سيئة ذى محصلها فى وفاة أمها ولا عيطت ولا عملت أى حاجه.. خوفنا جداً عليها وعرضناها على دكاترة نفسية كتير قالوا مفهاش حاجه.. وكل ما حد يكلمها فى موضوع باباها تقول.. سليم لسه ماماتش، لسه دفنتة مش دلوقتى.. كلنا استغربنا كلامها والدكاتره قالوا انها صدمه، بعد إسبوع من الوفاة رفضت انها تعيش معانا وتمسكت جداً بيكم وقالت انها هترجع بيتها وبيت أبوها، كانت بتتكلم وكأن الى قدامنا هو سليم، حاولنا كتير معاها وأخر ما يأسنا رجعت معاها أنا وجدتها لبيت سليم وكنت بروح البلد وأرجع ليهم وعشت سنه على هذا الوضع.. هنية معجبهاش الوضع قالت لازم نرجع بالاولاد البلد ولما فرح عرفت كلمت جدها وتانى يوم كان هنا.. حصل بينا شد و جذب وأخدكم منى بالقوة وقال انه هيهتم بيهم، بأحفادة.. فضلت أزوركم مرتين فى الأسبوع وهو كمان كان بيسافر لبلدة علشان مصالحه، قعدنا على الحال ده سنه كمان و بدأنا نلاحظ تغير فرح و بدأت كل ما تشوفنى أنا او حد من عمامها تصرخ وتقول خرجوهم بره لحد ما ألبيرتينو منعنا تماماً اننا نشوفها... مرت السنين و هى حالتها بتزداد سوء كنت بحاول أزوركم على قد ما أقدر وأقعد أترجى ألبيرتينو علشان أشوفكم حتى من بعيد لخد ما كان بيوافق و يخرجكم فى الجنينه وأنا أقف أتفرج عليكم من بعيد وأمشى لما يدخلكم.. وبعدها بسنتين عرفت انه أخدكم وسافر وقفل كل حاجه هنا تخص سليم.. خصوصاً ان سليم قبل ما يموت كتب كل أملاكه باسم فرح وخلى ألبيرتينو هو الوصى عليها علشان كده مقدرناش ناخدكم منه.. لحد ما عدى 8 سنين.. 8 سنين وأنا مشوفتش أحفادى ولا أعرف عنهم حاجه وجدتكم حالتها الصحيه كانت فى النازل لحد ما عرفت انكم رجعتم البلد تانى.. مستنيتش لحظه و جريت على طول عندكم وأول ما شوفت... شوفت بنت جميلة.. شابه فى أوائل العشرين قوية بملامح جامدة محدش يقدر يبصلها ولا يقف فى وشها، مش فرح أبداً الطفلة الرقيقه الدلوعة.. أول مقابلة بينا بعد 8 سنين كانت برضو أخر مقابلة بينا.. يومها قابلتنى بجمود ولما طلبت منها انها ترجع معايا البلد رفضت وطلبت منها أشوفكم برضو رفضت وقالت اننا ملناش دعوه بيكم بعد كده وانها متعرفش حد مننا ولا هى بنتنا.. هى بنت سليم وخلاص سليم مات وانها متبريه مننا تماماً، ما استغربتش جمودها وتحولها لأنها اتربت على ايد ألبيرتينو، الراجل الى ميعرفش عن الرحمه حاجه بس استغربت كرهها لينا.. ميأستش برضو وحاولت معاها كتير وكل مره كانت بترفض تخلينى أشوفكم لحد ما هددتها انى أقدر أخدكم منها بالعافية وأقدر أخد منها كل حاجه.. فى الوقت ده هى رجعت وفتحت الشركات من جديد وبدأت تشتغل فيهم وحدها وتبنى من جديد الى سليم بناه.. جن جنونها لما قولتلها كده وهددتنى انى لو لمست شعرة منكم هتكون نسفانا من على وش الأرض ولا هيرف ليها جفن.. عاندت قصادها وفكرتها بترد تهديدى لحد ما خوفتها فى مره وخطفتكم منها بس أنا فهمتها كده فهمتها انى خطفتكم بس أنا جبتكم هنا تشوفوا جدتكم الى ردت فيها الروح لما شافتكم..  كان عندكم وقتها عشر سنين.. جن جنونها أكتر وهدت الدنيا مقعدتهاش رغم انها كانت بالنسبة لينا لسه طفلة مبلغتش الا انها كانت قوية وقادرة و ألبيرتينو كان أكبر داعم ليها.. مسكتتش وجات وقتها الصعيد وقالتلى أرجعكم وأنا رفضت.. حرقت كل الى كان بيقف فى وشها.. حرقت وقتها أراضى الصعيد كلها الى كانت ملكنا والى مكنتش.. و حرقت القصر و المخازن بتاعتنا وقتلت غفر من رجالتى كتير لحد ما وصلتلى وقالتلى فين اخواتى رفضت برضو انى أقول هما فين.. ضربتنى.. هه رغم انى جدها الا انها كانت بتعذب فيا لحد ما خلاص كانت هتضرب رصاصه فى نص راسى لولا توفيق الى لحقنى وجابكم ليها بعدت عنى وقالتلى وقتها جمله واحده كانت كفيلة انها تهز كيانا كلنا " لسه متخلقش الى يقف فى وش فرح سليم او يلوى دراعها " تأكدت ان دى مش فرح وان دى مش بنت سليم الى كلنا نعرفها.. دى مش مننا دى شيطان متحرك على الأرض وحش ومحدش قادر علية.. تراجعت وعرفت ان فى وراكم الى يقدر يحميكم أكتر منى بعد ماشوفت كل الى عملته..  حرقت وقتلت وخطفت بكل دم بارد بدون ما يتهز ليها رمش.. عرفت ان انا خلاص خسرت أخر حاجه كانت فاضلة ليا من ريحة ولدى ومن بعد المرة دى مر عشرين سنه واحنا بعاد عنكم ومنعرفش عنكم حاجه حتى الأخبار الى كانت بتوصلنى اتقطعت... لحد انتم ما كبرتوا ودخلتوا الكليات و أصريتوا تعرفوا مين هما أهلكم وقررتوا تيجوا تشوفونا وتقفوا فى وشها، رغم انها كانت ممكن بكل سهولة تبعدكم عننا بس هى متقدرش ترفض ليكم طلب علشان كده سابتكم.... ودى كانت كل القصه وكل الماضى أما بخصوص جسمها فأنا معرفش ده من اى..  فرح عاشت معانا أشهر معدوده وباقى عمرها عاشته مع جدها.