الفصل الحادي عشر

512 10 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

نعم أغار عليك وأخلق المشاكل من أتفه الأشياء ، وذلک من شدة جنونى بك ❤️

قسوة المعاناه
تضربني الحياة بقوة ولا تبالي لنزيفي، أتحمل و أتحمل وأنا في الخلفِ أموتُ، أعاني قسوتها ولا تبالي بحالي، حالَ ميتٍ في بحر يتلفظ الأنفاس الأخيرة، تضربه الأمواج بقوه  بدون رحمةٍ ولا غفرانِ، أُثَبِتُ قدمايَّ في الأرض وهي حتي لا تحملاني، ولازالت هي بقبضتها تضربُ وكأنها تريد أن تقضيني، حجارةً قويةً و قبضةُ جلادٍ لا يرحم وبما فيه من حملٍ تؤتيني، في الصميم وفي القلب وعلي الرأس بعافيتها تضربني و بدون رحمة تؤذيني، انحنيتُ كحال عجوزٍ حاربَ في الحياةِ ومازال صامدً لم يموتُ، وأنا شابٌ قويٌ ضعيفٌ جعلتني كهلً منسيٌ وحيدُ، أنهكتني ولازلتُ أصدها بيدايا النازفتان دماً و بجسدي الهزيلُ، أعاني قسوتها و القسوة وحدها معاناةُ.

_________________________________________

في صباح يوم جديد في منزل سمير بالقاهره
يجلسون علي مائدة الإفطار وسط ضحكاتهم و طرفات جنا و كانت منضمة لهم هنا فقال سمير بعد الانتهاء من الفطور / جهزوا نفسكم علشان هنسافر الصعيد النهارده هنمشي الساعه 4 العصر
نظروا البنات له في استغراب فقالت جنا بفضول / هنسافر الصعيد ليه يا بابا
سمير / عيد ميلاد فرح و جدها عزمنا و زين هيبعتلنا طيارته هنسافر بيها
صفقت بحراره هاتفه بسعاده / هااااا هنسافر في طيارة خاصه يا الله هااا أنا هقوم اجهز من دلوقتي ثم جرت علي غرفتها فخبطت كوثر علي رأسها قائلة في يأس / البنت دي ميئوس منها
ابتسمت هنا علي جنان اختها وقالت / اعذرني يا بابا أنا مش هقدر أجي معاكم
كوثر بحده / ليه بقا انشاء الله وراكي الدواوين هنا
سمير / اهدي يا كوثر، نظر لابنته مش عايزه تروحي ليه
_ كده يا بابا مش عايزه أجي
سمير / هتروحي معانا يا هنا وده أخر كلام ليا ثم تركهم و خرج وهو منزعج فنظرت لها والدتها بلوم / الله يسامحك يابت بطني علي بتعمليه فينا وفي نفسك ثم تركتها هي الأخري ونهضت
في صعيد مصر خرجت من غرفة تبديل الثياب علي صوت التخبيط علي باب غرفتها  وهي تجفف شعرها و ترتدي بنطال قماش أسود به خطين حمراوين من كل جنب عليه تيشيرت أحمر بنصف كم قصير فوضعت الفوطه علي السرير واتجهت للباب لتفتحه
بالخارج قالت ورد / كفياكي يا نور خبط علي الباب أكيد هي نايمه دي الساعه 6 الصبح
نور / وه ولو نايمه تصحالنا مش كفايه ان ستك مرضيتش نطلعلها لما جات امبارح..
ندهت بصوت عالي / اصحي يا فرح انتي جايه تنامي حدانا
فتحت فرح الباب وهي تبتسم لها قائله / لأ يا ست نور مش جايه انام حداكم بس راعي اننا لسه الصبح وكنت في الحمام
نظرت لها بسعاده واحتضنتها بشده / اتوحشتيني جوووي يا فرح
بادلتها فرح العناق بحب / وانتي وحشتيني أكتر يا نور
خرجت من أحضانها وهي تنظر لها بحب فوجهت أنظارها للفتاتين الواقفتين يحدقان فيها بأفواه مفتوحه فقالت / مين دول يا نور
ضحكت نور علي منظر بنات عمها وقالت / دي ولاء ودي ورد بنات عمي فوزي
هتفت ولاء بصدمه ولازالت تحدق بها و فمها مفتوح / وه يا بووووووووي دي أجنيه جوووي
ورد بنفس البلاهه / دي أجمل من الصور بكتيييييير جووووي
انفجرت نور في الضحك بينما ضحكت فرح بخفه فهذا حال اي احد يراها لأول مره وقد تعودت فَ فاقت الاثنتين وقالت ولاء بنشداه / وه يا بت دانتي حلوه جوووي كيف عيسيبوكي تاجي حدانا اكده دول لو شافوكي عيكلوكي.. شعر أحمر وعيون وه وه يا بوي دي عيون بشر ولا عيون ديب ووجك أبيض كيف التلج ومنور كيف الشمس
فرح بضحكه /  لأ عيون بشر وبعدين مين دول
ولاء بنفس الانشداه / غفر بلدتنا
هنا انفجرت فرح في الضحك وقد وصلت رناتها العذبه لغرفته فابتسم بتوهان علي ضحكتها التي سلبت لبه كم تمني أن يراها كما يسمعها هكذا
هدأت قليلاً وقالت / انتي جميله اووي انا أول مره أضحك كده بجد
ورد بابتسامة / والله يا بت عمي انتي الي جميله جووي
توردت خدودها من مدحها لها فصفرت ولاء بشده قائلة بصوت عالي قد وصل لأذان هذا العاشق / وه يا بووووي دي عتتكسف يخربيتك احلويتي أكتر دانتي المفروض يحطوكي في متحف كيف سايبينك تمشي في الدنيا اكده
انفجرت مره اخري في الضحك وقد ادمعت عيناها وهو يجلس بغرفته يستمع لها وكأنه يستمع لمعزوفة سيمفونيه جميله وكم تمني أن يري خجلها التي جعل ابنة عمه تصفر هكذا بحراره
أخذت فرح أنفاسها بصعوبه قائلة / يا الله بجد مش قادره
نطقت ورد قائلة / هي ولاء اكده تجعدي معاها يا تموتك ضحك يا تلبسك توب الذنوب من كترة النم علي مخاليق ربنا
ابتسمت فرح بسعادة قائلة / انا حقيقي حبيتكم جداً
ورد / واحنا حبيناكي جداً يا فرح
ابتسمت لهم بحب وقالت وهي تنهض / طيب أنا هنزل دلوقتي علشان ألحق أعمل الرياضه بتاعتي وأشوفكم علي الفطار
نظروا لها ورد و ولاء باستغراب فضحكت نور قائلة / ماشي يا فروحه روحي واحنا هنستناكي
نظرت لها فرح بغيظ قائلة / فروحه!! مش عايزه اسمع الاسم ده حسيته ملزق
فضحكت نور و أمائت لها بينما هبطت فرح للأسفل و نظروا الفتيات لنور فحكت لهم كل شيء
هبطت للأسفل فأوقفها صوت جدها / رايحة فين يا فرح
نظرت له ببرود قائلة / خارجه أعمل رياضه
صمت قليلاً  والنظرات بينهم دائرة فنطق / متعوقيش جوي و خلي بالك من نفسيك... هزت رأسها وانطلقت للخارج
في تمام الثامنه صباحاً
استيقظ جميع من بالقصر وتجمعوا بالأسفل ماعدا اخوة فرح فقالت بهيه / نور مصحتيش بنت عمك ليه
ولاء / صحيناها يا ستي دي جات من بكير جوووي تصحينا و طلعنالها الساعه 6 بس هي خرجت
فوزي بضيق / خرجت بخلجاتها الي تفضح دي
_ فوزززززي
هتف بها والده بقوه و هو ينظر له بحده / لو اسمعك عتجول شيء عن حفيدتي عقتلك مكانك ولما تاجي اياك اسمع حسك فاهم يا اما تقوم من اهنيه خالص..، مدام أنا عايش محدش ليه يجول لحفيدتي تلبس اي و معتلبسش ايه والي عيضايقها بكلمه هطرده من البيت خالص و الكلام للكل فاهميييين
انكسوا رؤوسهم جميعاً بينما كان الغل يتأكل بداخل فوزي و الحقد والكراهيه بداخله يزدادون تجاه ابنة اخيه وكم ود أن يقتلها حتي ينتهي من هذه الفتاه
دخلت فرح بعد فتره وهي تتصبب عرقاً و ثيابها من الأعلي غارقة بالمياة و ملتصقة علي جسدها كحال شعرها التي يلتصق علي وجهها واحمرار بشرتها من الشمس و الجري اعطاها منظراً مغرياً بحق قالت بأنفاس متهدجة / صباح الخير
ردوا التحيه فقالت / أنا بعتذر علي تأخيري بس المسافه الي جريتها رجعتها مشي علشان كده اتأخرت ثم ابتسمت مكملة:_ وكنت بكتشف القرية
رد عمران بابتسامه / و عجبتك بلدتنا يا فرح
فرح بابتسامة / جداً  .. فيها حاجات كتير حلوه.. مجاري مائية كتير و أراضي كتيرة فيها زرع أخضر و أصفر شكله جميل ثم عبست بوجهها    ..  بس أكتر حاجه مضيقاني ان الجو هنا حر بغباء
ضحك الجميع علي تشبيهها فنطقت ولاء و نور بصوت واحد / دي اسمها ترعه من مجاري هههههه
ورد / المجاري دي حاجه تانيه يا فرح
نظرت لهم بعبوس فقالت جدتها
هنيه / عتتعودي يا بتي.. يالا اطلعي غيري خلجاتك دي علشان الفطور
_ حاضر بس فين اخواتي
هنيه بيأس / يووه عليهم بجالي ساعه عصحي فيهم وهما نايمين كيف القتله
ضحكت فرح علي تشبيه جدتها فهو تشبيه مثالي قائلة / خمس دقايق هخليهم قدامك دلوقتي
ثم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها والجميع ينظرون لها بترقب ضغطت بعض الأزرار و وضعته علي أذنها وقالت بحزم بعد أن أتاها صوت أخيها الناعس / زين خمس دقايق تكون قدامي انت و اخواتك فوراً
ثم أغلقت الهاتف و نظرت لجدتها بابتسامه / خمس دقايق و ثانيه لو منزلوش قوليلي
ثم تركتهم و صعدت لتبدل ملابسها
مرت خمس دقائق وكان الأربعة يقفون بالأسفل ينتظرون هبوط أختهم بينما الجالسون يكتمون ضحكاتهم علي هيئتهم
هبطت وهي ترتدي بنطال جينز بني و فوقه بلوزة من نفس اللون مخططه أبيض و حذاء رياضي أبيض
نظر لها اخوتها بصدمه فصفر زيد بشده وهو يقول بصدمه / فرح و الجينز ده اي الي هيحصل في الدنيا
نظرت له بغيظ فقال زين / والله باقيت أخاف عليكي من العيون
ابتسمت فرح وما لبس ان تحولت نظراتها لحازمه / نزلتوا بعد قد اي
الأربعه بصوت واحد / خمس دقايق الا ثانيه
فرح وهي تتخطاهم / تمام.. بعد كده لما تيته تدخل تصاحيكم يبقا تقوموا من أول مره انتو فاهمين
الأربعة بنفس الوضعية / حاضر
هنا انفجرت الفتيات من الضحك بينما ابتسم الباقية فنظر لهم الشباب بغيظ
هتف تامر بشماته وهو ينظر لهم بخبث / هي دي الي معلماكوا الأدب بحق
الأربعة بشر له / واحنا برضو هنعلمك الأدب
ابتلع تامر ريقة بخوف قائلاً بسماجه / ههه انا بهزر يا شباب
هتف عمران منهياً هذا الجدال / الوكل جهز يا ولد قوموا يلا
نهضوا جميعهم ليتجمعوا أمام مائدة الطعام جلس عمران علي رأس المائده و مقابل له ابنه الكبير بينما جلس علي يمينه ابنه توفيق وعلي يساره زوجته و بجانبها فرح وبجانبها سيف و بجانبه يزد و يزن وأمامهم زوجة توفيق و بجانبها تامر و زوجته و بجانبهم زيد و زين و أمامهم مصطفي و نور مقابل بعض و ورد و ولاء مقابل بعض و بجانهم والدتهم وظل كرسي فارغ علي يمين فوزي
نظرت فرح للطعام باستغراب فهي لأول مرة تري مثل هذا الطعام..  شرعوا جميعهم في الطعام بينما هي ظلت تنظر له فنظرت فرح لإخوتها زيد و زين ففهموا نظراتها بينما همس سيف لها / ليه معتكليش
كادت أن ترد عليه ولكن سبقتها جدتها قائلة / ما عتكليش ليه يا بتي الوكل ما عيعجبكيش
فرح / لا يا تيته بس أنا معرفش ايه الأكل ده.. أول مره اشوفه
جدتها ( هنيه)  / وه كيف يعني أول مره تشوفي وكل كيف ديه.. ده فطير مشلتت و قشطه و جبنه بيضة و ديه بيض مسلوق وديه عسل
_ تيته انا مش بسألك علي اسم الأكل.. أنا أول مره أشوف أكل زي ده.. هتفت بها بلطف
فقال سيف / دوقية بس هيعجبك
همست له بهدوء / الفكره مش في اني أدوقه أنا مبعرفش أكل حاجه غريبة عني
ابتسم علي لطافتها فقال زين / خلاص يا فرح هطلبلك أكل
ابتسمت له قائلة / تمام كملوا أكل انتم وأنا هطلع أتمشي شوية في الحديقه ثم تركتهم وخرجت
فقالت هنيه بحزن / ليه يا ولدي ماقولتش انها ما عتكولش من وكلنا كنت عملتلها الي بدها اياه
زيد بلطف / متتعبيش نفسك يا تيته اختي وأنا عارفها هخلص أكل وهحتاجك معايا في المطبخ بس وأنا هعملها
هنيه / ماشي يا ولدي الي عتحبه حسويلها اياه
نظر الأربعة لبعضهم بابتسامه وقالوا / هنرجع لأيام الشقاوة
بينما البقية كانوا ينظرون لهم في استغراب
بمكان نذهب له لأول مره
في احدي القصور بالقاهرة علي مائدة الإفطار يجلس رجل عمره بمنتصف الخميس له هيبه تقابله علي مقعد سيده غاية في الأناقة يبدو علي وجهها الهدوء و الطيبه
نطق الرجل ( اللواء محمود العريني)  / مصحيتيش روڤيده ليه يا حبيبتي
عبست زوجته ( رندا ) قائلة / صحيتها يا محمود بس دلعك في البت أنا مش حباه و هيفسدها.. دي بت وحيده وأنا خايفه عليها
محمود / أديكي قولتيها بت وحيده يعني مش هشد عليها وبعدين متخافيش عليها طول منا موجود
رندا / يا حبيبي ربنا يخليك لينا بس...
محمود بحزم / خلاص يا رندا أنا قولت اي
صمتت في حزن داعية لإبنتها و زوجها بالهدايه
بينما استمعوا لصوت كعب عالي يطرق أرضية السلم بقوة وكانت ابنتهم روڤيده التي مالت علي والدها مقبله اياه من خده قائلة / صباح الخير علي أحلي بابي
محمود بابتسامة / صباح الجمال يا روڤي
اتجهت لوالدتها وقبلتها أيضاً / صباح النور يا حبيبتي
رندا بابتسامة / صباح الخير يا حبيبتي
جلست وشرعوا في تناول فطورهم وسط حواراتهم العائلية وعند الانتهاء قال محمود / جهزوا نفسكم هنسافر الصعيد النهارده
_ الصعيد!! ليه يا بابي
_ الرائد سيف جده عامل وليمه علي شرف مولود حفيدة و عزمنا هنمشي الضهر انشاء الله
_ هنسافر بري يا بابي ولا طيران
_ لا يا حبيبة بابي هنسافر طيران
التمعت عيناها ونهضت لتجهز نفسها فهي ستكون علي لقاء اليوم لمن تحب بعد فترة كبيرة جداً من الفراق وهي لم تراه أحست بدرجه الحرارة تزداد فوق رأسها فذهبت وجلست تحت إحدي الأشجار وأخذت تعبث بهاتفها و تري أخر الأخبار
بينما بالداخل انهوا طعامهم وذهب فوزي و توفيق لعملهم بينما جلس سيف بجانب تامر و زوجته و سميه و صفية و البنات الثلاثه و هنيه واخوات فرح يحتسون الشاي انهي الأربعة شايهم في ثانية و نهضوا بسرعه فقال زين / أنا هعمل الشاورما
زيد / وأنا هعمل البطاطس
يزن / وأنا هعمل الطوميه و الخلطه
يزد / وأنا هخبز العيش
نظروا لهم باستغراب فقالت بهيه / اي الي عتحكوه ده يا ولدي وعيش ايه ديه الي عايز تخبزه
زين / هنعمل أكل لفرح يا تيته بس بعد إذنك لو خادمات جوه خرجيهم لحد ما نخلص بس
نظرت لهم ولأحفادها مصطفي وتامر وسيف ثم مسحت دمعه وهميه قائلة بتمثيل / الولاد دول حنيتهم دي بتخليني حعيط
نظر لها الفتيات وانفجروا في الضحك بينما نظر لها الشباب بغيظ فقالت بمرح / خلاص يا ولدي عهزر
نادت بأعلي صوت حتي أتت فتاه فقالت / أمرك يا ست هنيه
هنيه / خرجي البنته الي جوه و جوليلهم ينضفوا المطبخ الأول و يرتبوه و يجهزوا الحاجات الي عيمليكي اياها سيدك
أخذ زين يملي عليها ما يريده ثم انسحبت الفتاه وأتت بعد خمس دقائق / كل شيء جاهز يا ست هانم و البنات مشيوا
هنيه / ماشي روحي انتي ولما اعوزك حناديكي
ذهبت الفتاه بينما دخل الفتيان للمطبخ وأخذوا يجهزون متطلبات الطعام فقالت نور / أني عايزه اعمل وياكم
ولاء بحماس / وأني كُمان
نظر يزن بحب لولاء قائلاً بلطف / بس احنا مش عايزين نتعبكم
وكزه زين في ذراعه قائلاً بخبث / اتكلم عن نفسك
توردت خجلاً من حديثه فنظر له مصطفي بضيق قائلاً / اتلم وخلي يومك يعدي
فحمحم يزن بحرج و بدأوا في اعداد الطعام
زين و يزن و زيد و يزد و مصطفي و سيف و تامر و ولاء و نور و ورد بينما حنين كانت تجلس فقط و تامر يطعمها وهو يعمل وسط ضحكاتهم التي ملئت أرجاء القصر
علي باب المطبخ تقف هنيه و سميه و صفية فقالت هنيه / شفتوا كيف الفرحه حلوه علي وشهم، أول مره أشوف أحفادي متجمعين اكده و عيضحكوا سوي من غير اي هموم
هتفت صفية بحب / ولاد سليم بيدخلوا الفرحه علي البيت ديه لما يدخلوه، قعدتهم وسطينا ماليه علينا الدار ومخليين الاخوه يتجمعوا كلك مع بعضيهم
تراجعت سميه للوراء وهي تنظر لأبنائها والفرحه مرسومه علي وجههم ونابعه من قلوبهم بصدق هي لم تكره أولاد سليم يوماً ولن تكرههم فهي لم تري منهم ولا من أبيهم شيء سيئ أبداً ولكن كلما رأت أختهم تلك الفتاة الأجنية التي تشبه والدتها بكل شيء تتأكل بداخلها من الحقد والغل تجاهها فهي لم تحب والدتها يوماً ودائماً ما كانت تكرهها وجائت هي لتذكرها بتلك الأيام
هاتفها قلبها _ وهل ستأخذين ذنب فتاه مسكينه مثلها بذنب والدتها، فتاه لم تؤذيكي بيوم بل هي لم تكن تعرفكي حتي أترضيها لإبنتكِ لا والله أبداً
وجدت من يضع يده علي كتفها فوجدت زوجها ينظر لها بغموض فسحبها من يدها ذاهبين لغرفتهم فأغلق الباب وقال / اقعدي يا سميه عتحدت وياكي في موضوع
فجلست علي السرير وجلس بجانبها أمسك بيدها وقال / عتتذكري أيام ما كنا شباب، عتتذكري كيف كنا نعامل بعض
بدأت بتذكر أيام الماضي تلك الأيام الجميلة التي عاشتها معه كانوا يعشقون بعض ولا زالوا إلا الأن
فأكمل / عتتذكري كيف كنا نحب بعض و نعشق بعض حاربنا أهلي وأهلك بس علشان نكون سوا
ردت بحزن / بس دلوقتي معتش تحبني يا توفيق
ضغط علي يدها بقوة / دلوقتي ععشقك يا سميه عمري في يوم ما حبي ليكي قل كل يوم بحبك أكتر.. حبيتك و حبيت طيبة قلبك.. ربيتي عيالنا و كبرتيهم علي الحب عمر ماكان قلبك اسود.. فاكره لما اختك كانت عايزه تسيطر عليكي بقلبها الاسود بس انتي كنتي تتجنبيها بس علشان قلبك أبيض..
اسمعي يا سميه أنا عمر ما دخل قلبي ست غيرك ولا حتى بصيت لست غيرك واتحرمت عليا كل نساء العالم من بعدك
نظرت له بحيره لما يخبرها كل هذا فقرأ هذه الحيره بعينيها فقال / عريحك من حيرتك دي..أول يوم جات فيه فرح علي البيت ديه قابلتيها وحش وعاملتيها بطريقة عفشه رغم انها معملتش ليكي أيوتها حاجة عفشه، لما حلفت عليكي ووديتك عند أهلك زعلت مني وحست انها هتكون سبب في زعل ولا خراب لو دخلت البيت ديه وقالتلي انها معتجيش هنا تاني علشان ميوحصلش مشاكل، فرح قلبها طيب كيف سليم أخوي الله يرحمه أنا عارف انك معتحبيهاش علشان امها علشان مفكره ان أني كنت عحبها زمان بس أنا قولتلك ان مفيش ست دخلت قلبي ولا بصيت لست تانيه غيرك وغلاوت عيالي عندي وغلاوتك عندي وحياة أخوي سليم أني عمري ما حبيت مرت أخوي ولا عمري بصيتلها حتي، بس كل الي جواكي ديه كان غيره منيها كنتي مفكره انها عتخدني منيكي مبصيتيش لسليم اخوي كان عيعشقها ولا هي كيف كانت عتعشقه، مبصيتيش لحبي ليكي، مبصيتيش لرغم كل الأذيه الي أذيتيهالها إلا انها كانت عتحبك ولا يوم أذيتك ولا عملتلك حاجه عفشه ودلوقتي هي ماتت ومعدتش في حياتنا.. متخديش بنتها بذنبها وهي أصلاً ملهاش ذنب في شيء
بصي لفرح نفسها بصي لإنها بت سليم الي فضل واقف ويانا لحد ما اتجوزنا وفضل واقف في وش أبوي وطرده شهر بحاله من البيت لحد ما بقينا لبعض.. حطي نور بتك مكانها ولو ترضي حد يعاملها وحش اكده و يكرهها ارضيها لفرح.. وخليكي فاكره دايماً ان ابنك سيف عيحبها و عيعشقها وفضل السنين دي كلها علي حبه ليها.. متعمليش شيء تخليه يخسر حبيبته و يخسرك يا سميه.. قربي منها وصدقيني هتلاقيها نسخه من سليم أخوي الله  يرحمه وهتحبيها صدقيني عتحبيها جوي دي هتكون كيف بتك و مرت ابنك.. فكري بكلامي يا سميه وأنا عارف ان قلبك طيب ومعيرداش الأذيه لبنت ملهاش ذنب و يتيمه بنت اتحملت مسؤلية أربع أطفال لحد ما خلاتهم رجالة عليهم العين بنت اتحرمت من ابوها وأمها.. خليكي مكان أمها وحبيها فرح طيبه وقلبها أبيض كيف قلبك بالظبط.. ربنا يهديكي للصح يا حبيبتي، قبل جبينها بعمق وتركها لأفكارها دموعها تغرق وجنتيها لكل كلمه يقولها هو محق الفتاه لم تفعل لها شيء سيئ أبداً اذاً لما تكرهها،.. مهلاً هي لم تكرهها يوماً بل كل هذه غيره منها فقط لا يمكن أن تؤذيها مجرد فكرة أنها وضعت ابنتها محلها ألامتها كثيراً.. مهما كان هي حبيبة ابنها ولن تفعل شيء يجعل ابنها يحزن أبداً،لذا عزمت علي أن تبدأ صفحه جديدة معها علي الأقل ترد جميل أبيها وأمها عليها في ابنائهم مسحت دموعها وقررت أن تبدل ملابسها وتهبط للأسفل لهم
بالحديقه دخلت تلك المدعوه بحلا من باب القصر فوقفت منشده لما تراه فتاه غريبة تمكث تحت شجر الحديقه في بيتها( يالا سخافتها منذ متي وهو بيتها أصلاً ) توجهت لها وهي تدب الأرض بغل وتدعوا أن تكون شكوكها خطأ فوقفت أمامها محمحمه بصوت متضايق فرفعت فرح نظرها لتلك الواقفه فوجدتها فتاه ترتدي عباءه سوداء ملتصقة علي جسدها بشده ترسم مفاتنها بسخاء و تلف طرحتها علي نصف شعرها وتضع مساحيق تجميل وكأنها طلاء شقه و تتشدق بالعلكه بفمها بطريقه مقززه فقالت بهدوء / نعم 
هتفت حلاوتهم بضيق وهي تعوج فمها / هو اي ده الي نعم يا اختي مين انتي وكيف تدخلي اهنيه
نهضت فرح قائلة ببرود / عذراً !!  انتي مين أصلاً علشان تكلميني كده
حلاوتهم بغرور / أني مين أني اهنيه ست البيت ثم أكملت بوقاحه وصوت عالي / وأما تتكلمي مع أسيادك تقفي عدل  وعينك في الأرض
نظرت لها فرح ببرود وقالت بحده / اسمعي يا بتاعة انتي مش فرح سليم الي يتقلها الكلمتين دول وانتي شكلك واحده من الخدم ومتعرفيش انا مين وده هيكون أخر يوم ليكي
شهقت حلاوتهم بحده خابطه علي صدرها فقد تأكدت من شكوكها انها الأجنية التي يعشقها ابن خالتها فقالت بغل / حلا هانم يتقالها انها واحده من الخدم دانتي ليلتك سوده
خطت فرح خطوه بعيد عنها متجاهلاها فشدتها حلاوتهم بشده وغل من شعرها جعلت فرح تطلق صرخه مدويه
كانت سميه في هذا الوقت تبحث عنها لتجلس معها قليلاً فسمعت صراخ جعلها تركض للخارج بينما بالمطبخ كانوا ينتظرون الطعام ليستوي بينما زين كان يعد لها بيتزا ويحمل طبق به طحين وعندما سمع صراخ اخته التي شق أرجاء القصر وقع منه الطبق متحطماً قائلاً بخوف / دي فرح
أطلق العنان لقدميه جارياً للخارج والجميع ورائه
وصلت سميه الحديقه وجدت ابنة اختها تمسك فرح من شعرها بشده وهي تصرخ تحت يدها فجرت لها وقالت لها بحده وهي تبعدها عنها / بعدي يا حلاوتهم عتعملي ايه في البنيه بعدي..تحاول باستماته ان تبعدها عنها والأخري كأنها غرا والتصق بها
جاء الجميع وجدوا هذا المنظر فدفعت سميه حلاوتهم عن فرح بشده بعد عناء بينما جلست فرح علي الأرض لا تري أمامها من شدة الألم برأسها فأخذتها سميه بأحضانها تفحصها بخوف وهي تقول / فرح يا بتي فيكي اي حاسه بوجع
نظرت لها فرح بدموع قطعت قلب الأخري عليها وقالت بحشرجه وهي تشعر بألم شديد / راسي مش حاسه..بي..بيها ثم وقعت مغشي عليها بأحضانها فأطلقت سميه صرخه مدويه لوعةً عليها فوصل الجميع لها وأخذها زين من يدها قائلاً / مين عمل فيها كده واي الي حصلها
سميه / اغمي عليها يا ولدي خودها طلعها ليكون حصلها حاجه
حملها زين بين ذراعيه ونهض بها للداخل وجرت ورائه هنيه وهي تبكي لأجلها بينما وقفت سميه امام حلاوتهم قائلة بغضب / يومك أسود يا بت اختي والله لو يحصلها حاجه لأكون قتلاكي بيدي
قال سيف / اي الي حصل ياما
سميه / أني خرجت علي صراخ فرح لاقيت حلاوتهم ماسكاها من شعرها وعتضرب فيها
نظر لها سيف بغضب فقالت هي بخوف / والله يا سيف هي الي قالتلي اني خدامه واني معرفش هي مين فضربتها من غضبي
انقضت عليها نور وهي تشد في شعرها بغل وتقول بغضب / الي ضربتيها دي بنت عمي يا حربايه والله لقلعلك شعرك الأكرت ديه يا حربايه يا غلاويه.. أخذت تضرب فيها بشده وتشد في شعرها بقوه والأخري تصرخ تحت يدها لم تتحرك سميه من مكانها وكذلك سيف فتحركت ولاء و ورد يبعدونها عنها فقالت ولاء بضحك / يا أبيه الله يخليك باعد نور عتقتلها بيدها
نظر لها بابتسامه ثم انتشل اخته بيد واحده ونور تصرخ قائلة  / باعد عني يا سيف سيبني أربي الحربايه  دي بجا بتضربي أختي والله لأقتلك باعد قلتلك يا سيف باعد
حاوطها سيف بذراعيه قائلاً بحزم / كفايه يا نور هي خادت حقها
وجه نظره لحلاوتهم قائلاً بحده / تطلعي من البيت ديه ومتدخلهوش تاني وادعي ربنا جدي ميعرفش حاجه لأنه لو عرف مش بس هيهد الدنيا عليكم مش بعيد يخرجكم من البلد كلاتها ثم تركوها وذهبوا للأعلي حيث غرفة فرح وهي ظلت تستشاط غضباً محلها وتقول / كل ديه علشان الأجنبية وحياتك يا نور لردلك الضرب ديه بضربة توجعك جوي أني هعرفكم مين هي حلاوتهم
ثم رحلت بعيداً عن القصر الي بيتها
بالأعلي وضع زين فرح علي السرير وجلست بجانبها هنيه جدتها والجانب الأخر صفيه بينما كان يقف مصطفي وتامر و حنين وزين و يزد و يزن، أحضر زيد حقيبته الطبيه وأخذ يفحصها فلم يجد بها شيء فجلب زجاجة عطر وأخذ يضع منها عند أنفها فهتفت هنيه بقلق / قولي يا ولدي فيها ايه
زيد / متقلقيش يا تيته هي مفيهاش حاجه أُغمي عليها بس
بدأت ترمش بعيونها وعندما فتحت عيناها داهمها ألم شديد فأخذتها هنيه بأحضانها قائلة بخوف / حمدلله علي سلامتك يا بتي
وصل سيف والفتيات وسميه وجدوها قد استفاقت فقال زيد / حاسه بايه يا فرح
فرح بوهن / مش حاسه براسي وحاسه بألم شديد فيها بدأت دموعها تهبط و شهقاتها تعلو
فجلس بجانبها بعد أن نهضت صفيه / طب اهدي متبكيش علشان دماغك ميوجعكيش أكتر
وضع يده علي رأسها فصرخت بشده من الألم فانقلع قلبه وأخذ ينظر لها البقيه بخوف وقلق فأخذ رأسها علي قدمه وفرق بين شعرها بينما هي قالت بدموع / زيد ابعد ايدك بتوجعني
أكمل زيد عمله فقال بصدمه / الحيوانه دي عملت فيكي
سميه بخوف / مالها يا ولدي متوقفش قلبنا
هتف بغضب / فروة راسها حمره جداً ومش بعيد تورم
شهقوا بخوف بينما ازداد بكاء فرح فقال بهدهده / اهدي يا حبيبتي انشاء الله هتبقي كويسه.. يزد هات أنبوبة مرهم بيضه عندك في أزرق،  أحضرها وأعطاها لاخيه ففرق بصيلات شعرها وأخذ يضع منه علي رأسها حتي يخفف الألم وبعد أن انتهي قال بحنان وهدوء / شويه وهتحسي بالألم بيخف بس انتي نامي
هي ببكاء / حاسه بصداع شديد
أحضر بعض المسكنات وجلعها تتناولها ثم قبلها من جبينها قائلاً بحنان / نامي شويه ولما تفوقي هتبقي أحسن انشاء الله
هزت رأسها فتوجه لها زين مقبلاً اياها قائلاً / حمدلله علي سلامتك يا فرحتي
يزد مقبلاً اياها / ألف سلامه عليكي يا فرحتي
وكذلك يزن فتوجهت لها نور قائلة / ألف سلامه عليكي يا فرح أنا خدتلك حقك من الحربايه النتنه دي و قلعتلها شعرها كله علشان تحرم تمد يدها عليكي تاني
قالت ولاء بمرح حتي تخفف عنها / طول ما المعلمه نور في ضهرك متقلقيش دي مسكت البت قتلتها من الضرب ومكناش قادرين نشيلها من عليها
ابتسمت فرح وقالت بوهن / متشكره جداً
اطمئن عليها الجميع ثم تركوها وحدها حتي تستريح قليلاً وهبطوا للأسفل
جهز زين واخوتها باقي الأطعمه لها لكي تأكل فهي لم تأكل شيء منذ الصباح 
مر الوقت وأتي موعد الغداء وحضر عمران للمنزل فوجد كل شخص بمكان عدا السيدات يجلسن بالأسفل فقال / فين فرح
هنيه / فوق نايمه شويه
عمران باستغراب / نايمه!! كيف يعني
هنيه بتوتر / هي.. عترتاح بس شويه
هتفت نور بضيق / ليه عتداري عليه يا ستي.. فرح نايمه يا جدي لأنها تعبانه
عمران بخوف / تعبانه كيف يعني ومن ميتي جبتولها دكتور ولا لاه
نور / ايوه يا جدي زيد كشف عليها
_ وحصلها ايه ولاقي ايه عندها
قصت عليه نور ما رأته فقال بغضب / وه بنت المحروق دي كيف تمد يدها علي حفيدتي وغلاوتها عندي لأطربق الدنيا فوق راسهم
هنيه / اهدي بس يا عمران واطلع شوف حفيدتك الأول
صعد للأعلي في غضب فوجهت هنيه نظرات ناريه لنور / هقطعلك لسانك ديه بس استني عليا
نور بضيق / وه يا ستي ونا مالي، خليه يعلم الحربايه دي علشان تتعلم الأدب وغلاوة فرح عندي لو أشوفها اهنيه لأقطعها بسناني
هزت هنيه رأسها بيأس من حفيدتها تلك
صعد عمران وطرق الباب بخفه ففتح زيد الباب وجد جده يقف فقال / جدي اتفضل
عمران ومازال يقف بالخارج / فرح صحيت يا ولدي ولا لسه
زيد / ايوه يا جدي اتفضل
دخل عمران يبحث عنها بعينيه بأرجاء الغرفه فوجدها تجلس علي قدم يزد ويضع كيس من الثلج علي رأسها وهي تأن بألم فتقدم منها بقلب وجل قائلاً / اي الي حصلك يا بتي
نظرت له فرح بدموع وأغمضت عيناها فقال
زيد بغضب / الغبيه شادتها من راسها جامد لما راسها ورمت ورحمة أبويا لأعلمها الأدب علي الي عملته
خبط عمران بعصاه الأرض بشده هاتفاً بغضب / بت المحروق دي ماشي لأوريكي يابت حمدان
زين / مين البت دي يا جدي
عمران / بت أخت سمية مرت عمك
نظر لجده بغضب وصمت ففهم عمران صمته فهتف بثقه / والله لو بت الوزير نفسيها لأخليها تاجي تبوس رجليها وتستسمحها
ابتسم اخوته له فنهض وقبّلَ فرح من جبينها بعمق ففتحت عيناها لتتلاقي بعينه التي وجدت بهم حب وحنان كبير فقال بحب / ألف سلامه عليكي يا حبيبة قلبي
اعتدل في وقفته / قومي يالا اكده علشان تقعدي تاكلي ويانا خلصوا يا ولدي والحقوني لتحت علشان الغدا
زيد / ماشي يا جدي مش هنغيب ونيجي وراك
هز رأسه بإيجاب وتركهم وخرج بينما دهن زيد رأس اخته وعندما انتهي قال بهدوء / فرح ألملك شعرك لفوق علشان متحسيش انه بيوجعك
هتفت برفض / لأ سيبه مفرود
_ طب هلفهولك بشال علشان يحكم راسك شويه
_ لأ الجو حر أصلاً هنا وهيضايقني
_ صدقيني لحد بالليل بس علشان تصحي يا حبيبتي
زفرت بضيق وخنقه فسمعوا طرقات علي الباب وبعدها دخل سيف فقال / عامله اي دلوقتي يا فرح
تجمعت الدموع بعينيها وهي تنظر له ثم اشاحت بوجهها للناحيه الأخري فازداد غضبه من تلك الغبية ابنة خالته وحزناً علي حالتها فتنهد زيد قائلاً / انشاء الله هتبقا كويسه.. سيف ممكن تجيبلي شال من عند حد من البنات
_ شال!!  ليه
_ هلف بيه دماغها شويه علشان المرهم الي حطيته ليها
أومأ برأسه وذهب للأسفل غاب لدقيقه وجاء بيده شال مزخرف أبيض بلون سماوي جميل وأعطاه لزيد فهتف بحنان / يالا يا حبيبتي ادخلي غيري هدومك وأنا مستنيكي
فقالت بخنقه / بس أنا مش هعرف ألبس البلوزه من راسي
زيد / حبيبتي البسي فستان
فرح بتردد / بس..  فهم سيف ما ستقوله
فقال بجديه / فرح البسي الي انتي مرتاحه فيه محدش يقدر يقولك حاجه وجدي قالك قبل كده برضو انت حفيدة عمران مهران يعني محدش يقدر يرفع عينه فيكي ادخلي البسي الي انتي عيزاه ويريحك ثم اهداها ابتسامه ثقه مهلكه
فهزت رأسها بابتسامه ودخلت تبدل ملابسها وخرجت بعد دقائق ترتدي ميني دريس سماوي يظهر ترقوتاها مفتوح حتي الكتفين تتدلي أكمامه علي طول ذراعيها ولكنهم مفتوحين ممكسه بيدها حذاء بكعب أبيض فأخذ ينظر لتلك الملاك التي تقف أمامه بتلك الطله التى تهلك رجولته لم يزيح عينه من عليها فنهض زيد عن كرسيه بينما هو ظل جالساً ينظر لها بعشق يزداد يوماً عن يوم، تقدم منها زيد وأجلسها علي الكرسي أمام المرآه فقال بهدوء / زيد مترفعش شعري عن رقبتي خليه مداريها
زيد / من عيون زيد يا قلب زيد
بدأ يمشط رأسها برفق شديد ثم لف رأسها بالشال وربط طرفي الشال من أطراف شعرها ورفعها للأعلي قليلاً حتي بان كأنه مثني وأخرج لها بعض الخصلات تتدلي علي طول وجنتيها فكان شكلها مهلك جداً نظرت لنفسها في المرآة برضا ورفعت عيونها لأخيها بحب قائلة / شكرا
فقبلها من خدها بحنان / بتشكريني علي اي ده أقل شيء ممكن أعمله علشان خاطر عيون فرحتي
وقفت من مكانها واتجهت له محتضنه اياه بحب / بحبك أووي يا زيد ربنا يخليك ليا
بادلها العناق بشدة / ويخليكي ليا يا فرحتي
بينما ذلك الجالس كان يستشيط غضباً فحمحم بشده قائلاً  / يالا علشان ننزل
أمسك زيد يد أخته / يالا يا فرحتي
_ ثواني هلبس الشوذ
أخذه من يدها وأجلسها علي حافة السرير وألبسها اياه وسط اعتراضها ثم أخذها ونزلوا

بالأسفل كان زين ويزد و يزن جهزوا الطعام لفرح ورصوه علي المائده بينما السيدات يجلسن في جو صامت وعندما رأوا فرح تهبط بيد أخيها وسيف هبت هنيه واقفه واتجهت له قائلة بخوف / كيفك دلوق يا حبة قلبي لسه حاسه بوجع
اهدتها فرح ابتسامه جميله / لا يا تيته انا بخير الحمدلله
زفرت براحه فتقدمت منها سميه قائلة بحزن / انا بعتذرلك يا بتي علي الي بت اختي عملته والله سيف طردها من اهنيه ومعتعتبش البيت ديه طول مانتي هنا حقك عليا
فرح بلطف وابتسامه هادئة / حضرتك بتعتذري ليه مش انتي الي غلطتي هي الي غلطت وبعدين أنا معرفش والله انها بنت اختك لأني لاقيتها لابسه كده شبه الخدم ولافه طرحه علي وسطا علشان كده قولتلها انها خدامه انا الي بعتذر منك
سميه بصدمه / وه بعد كل الي عملته فيكي ديه عتعتزريلي
هنا انفجرت نور من الضحك وهي تقول لفرح / طب احلفي انك قولتلها دانتي خدامه
فرح باستغراب / ايوه والله قولتلها كده
فانفجرت نور في الضحك أكثر مما جعل الجميع يبتسم فتابعت بفرحه / والله عفارم عليكي يابت عمي مبسوطه منيكي
ابتسمت فرح علي مرحها فهي جميلة ومجنونه جداً
جلسوا جميعهم علي المائده وبدأوا في تناول الطعام وأخذت فرح تأكل بشراهه فقالت ورد بمرح / علي مهلك يا فرح حتزوري اكده وتموتي
نظرت لها بغيظ ثم قالت بخبث وهي تنظر للطعام امامها ثم نظرت لها / تاخدي حته
قالت بحماس وهي تمد يدها / اااااه هاتي
ردت عليها ببرود وهي تقطم البيتزا / لأ
فانفجر الجميع ضحكاً عليها وقالت نور بشماته / رده في منتصف القلب قاتله
فنظرت لهم ورد بغيظ وضيق فحملت فرح طبق مملوء من أمامها ووضعته أمام ورد فنظرت لها بابتسامه وأخذت تأكل بشراهه فقالت فرح بنفس لهجتها / علي مهلك يا ورد حتزوري اكده وتموتي
فانفجرت نور مره اخري وهي تشير بيدها انها كسفه للمره الثانيه فنظرت لها ورد بغيظ كبير والطعام يملوء فمها وهنا انفجرت فرح ضحكاً بصوتها الرنان العذب فأخذ ينظر الجميع لها بانشداه  وحب بينما ذلك العاشق كان مغتاظاً جداً فالجميع ينظرون لها بإعجاب

بقلمي / رحمة مرعي
" انين الخياة "
________________________________________

الأربعاء _ 10_ أغسطس
الساعه _ 9:25 مساءً

4847 كلمة

أجنية بقلب صعيدي Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz