16

479 21 9
                                    

لم تستطع إيميلي الخروج من غرفتها منذ دخلت، تفكيرها كان مشتتا للغاية.

هي لم تشعر بالوقت حتى غربت الشمس، و ما زالت مستلقية على السرير تحاول عدم التفكير في أي شيء.

بعد لحظات، قامت من مكانها لتقف في الشرفة التي تُطِلُ على البحر.

استنشقت الهواء حتى ملأت رئتيها برائحة البحر المالحة ثم زفرته.

لسبب ما، شعرت بالإختناق، مهما تنفست فإن الهواء الموجود حولها لا يكفيها.

كأنه يختفي من حولها.

صوت الطرق على الباب جعل ذهنها يتوقف عن التفكير حول كمية الهواء التي تتنفسها.

التفتت لترى إدوارد المتكئ على الباب بقميصه الأسود و الذي قال "أعددتُ العشاء"

لم تشعر إيميلي برغبة في الأكل، لكن إدوارد تقدم ناحيتها بخطوات سريعة ثم أمسك يدها "لم تتناولي الغداء، لذا ستأكلين الآن دون نقاش"

و إيميلي لا تعلم حقا لما ابتسمت و هي تراقبه و هو يسحبها.

لأول مرة هي لم تقارن بينه و بين كارل.

حيث أن هذا الأخير كان يحدد وقت وجباتها، يجب أن تأكل حين يسمح لها، و أن تمتنع عن الأكل إن رفض ذلك.

إيميلي لم تفكر في كارل منذ البارحة، حاولت تناسيه، مع أن الأمر صعب لكن على الأقل لم تعد تقارن إدوارد به.

جلسا حول مائدة الطعام، و إدوارد ملأ صحن إيميلي مردفا "لا أعلم ما الذي تحبينه بالضبط، لكن أتمنى أن يُعجبكِ"

يجب على إيميلي الإعتراف، هي لا تحب الطعام البحري، و عشاء اليوم عبارة عن سمك.

الكثير من أنواع الأسماك.

و مع ذلك، هي أكلت دون قول شيء، إن كان إدوارد من طبخ فهي لن تتردد في أكله.

و حين أنهت صحنها هي قالت "في العادة، أنا لا أتناول السمك... لكن طبخك إستثناء"

إبتسم إدوارد بامتنان "من الجيد أنه أعجبك" أنهى هو الآخر طعامه ليسأل "رأيتكِ تنظرين للبحر قبل لحظات... أترغبين بالذهاب إليه؟"

فكرت إيميلي في الأمر قليلا، ثم أردفت "إن كنتَ تريد الحقيقة... أنا أكره البحر، و أي شيء له علاقة به"

عقد إدوارد حاجبيه باستغراب "لما؟"

هزت إيميلي كتفيها "لا أعلم... أنا فقط أكره البحر، و المأكولات البحرية، و فصل الصيف، و الشمس"

|•Hide & Seek•| +18√Where stories live. Discover now