الفصل_الثامن_عشر

13.1K 432 15
                                    


#الجوكر_والأسطورة....4.......(#صراع_الشياطين.....).......

( الفصل الأول من الجزء الرابع )

أحياناً تفرض عليك الحياة طريقٍ مظلم وتجبرك على المضي قدماً، لا يهمها ما ستلاقاه من عواقب وخيمة؛ ولكن يسعها كونك تجازف، جعلتها تجتاز إختباراً قاسي حينما فقدت عشق طفولتها، ثم منحتها أمل كاذب بعودته، فعادت لتنتزعه منها من جديد، فجعلتها مشتتة الذهن، لا تعلم أي من الطريقين الأصح لها، هي تعلم بأن أي طريق ستسلكه سيكون ممتلئ بالأشواك التي قد تجرح جسدها، تعلم بأن الطريق الذي ستختاره ربما سيتنزف روحها، وبعد كل تلك المعاناة مازال هناك جرحٍ جديد وألم أصعب، كلمات "طلعت زيدان" مازالت تتردد بذهنها، أخبرها بطريقةٍ صريحة بأنها غير مرحب بها بمملكته، أخبرها بأن تبتعد عن ابنه فهي الشوكة التي تحني ظهره وتسقط به في بئرٍ الماضي الموجع، تهدجت دمعتها وكأنها تواسيها عما تلاقاه بتلك الحياة، تريد الإبتعاد عنه وعن مملكته ولكنها بحاجة لأن تراه للمرة الأخيرة، تريده أن يمنحها الغفران والمسامحة حتى تستطيع أن تغادر هذا المكان، أغلقت "شجن" عينيها بضعفٍ وهي تحسم مصيرها المؤلم بين ما تخفيه حوائط قصره، ولكنها ليست قوية بما يكفي لمجابهة أحداً بقدر أبيه، فقررت الرحيل بالغد وليقتل قلبها اللعين فهي تستحق ذلك بعد الذي فعلته...

*********************

طرقت على باب جناحه طرقات مترددة، لا تعلم إن كان الوقت مناسب للحديث أم لا، فأنسحبت للمغادرة بخجلٍ من أن يكون غير مستعد لرؤية أحداً بوقتٍ كهذا

_ماما "نجلاء"..

صوته المنادي أوقفها عن التراجع، فأستدارت تجاهه، لتجده يقترب منها بنظراتٍ قلق، فأسرع بالحديث وعينيه تتفحص قسمات وجهها الحزين:

_في حاجة؟! ، أنتِ كويسة؟....

إنسدلت دمعاتها المتأثرة بما يحدث مع قصة ابنها الغير مكتملة، فكلما حاول جمع أطرافه يأتي من يحطم ما فعله، كلما تسلل الحب بأعماق قلبها تجاهه تبتعد عنه ألف خطوة، أزاحت"نجلاء" الدموع العالقة بأهدابها ثم قالت وهي تتطلع إليه:

_"فريد" فين يا "مراد"؟....

أجابها الجوكر بهدوءٍ، وهو يشير لها بالجلوس على المقعد المجاور لجناحه:

_أنتِ عارفة إنه في مهمة بره مصر..

أشارت له بإعتراضٍ، وهي تضيف لكلماتها:

_لو في مهمة زي ما بتقول مكنتش لسه قاعد مكانك هنا...

إبتسم"مراد" وهو يجيبها بنظرة حنونة:

_أنا مكاني هنا لأنه منعني أسافر معاه لحد ما أخلص مهمتي اللي هو فرضها عليا..

وقال كلمته الأخيرة بضيقٍ مصطنع وكأنه وكاله بخوض معركة قتالية، وضعت يدها المجعدة قليلاً على يديه الموضوعة على يد المقعد قائلة بلهجة أشبه للرجاء:

الجوكر والأسطورة ..4... صراع الشياطين .. آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now