الفصل_الأربعون

4.6K 332 1
                                    


#الجوكر_والاسطورة4....(#صراع_الشياطين....)...

#الفصل_الأربعون....

لوعة العشق يصاحبها آنين خافت، يطالب القلب بمزيدٍ من الآلآم، يعاتبه حينما يحتضنه خفقة من السعادةٍ في حين أن المعشوق غائب عن العاشق، يتملكه بحصارٍ من التعاسةٍ والعذاب عله يناجيه فيستمع للفؤاد المنادي بحسرةٍ الفراق والتمني باللقاءٍ مجدداً، حينها تحاصره هالة الذكريات شفقة منها فتمنحه بعض اللقطات التي حملت أسمى المعاني لعله يحظى بأيامٍ إضافية للبقاء على قيد الحياة، كالزهرة هي إقتلعت جذورها بفراقه عنها، تساقطت بتلات أوراقها أولاً ثم ذبلت وأصبحت عودتها لما سبق بعهدها أمراً محال، مازالت بمخضعها ترفض تصديق ما رأته منذ قليل، ترفض تصديق سماع صوته الذي يناديها مراراً وتكراراً، ترفض تصديق يديه التي تحرك وجهها بخوفٍ ولهفة، تشعر برأسها تتكئ على صدره القاسي بعدما نزع قلبه من جسده ليبقى بعيداً عنها كل تلك الفترة، حملها "مراد" للأريكة القريبة منه، فوزع نظراته بالمكانٍ ليجد زجاجة من المياه موضوعة على الكوماد، أسرع بخطاه ليلتقطها فوقعت عينيه على ملاكه الصغير التي تحتل فراش جناحه، بسمة صغيرة زينت وجهه المعتم ود لو تمكن من حملها بين ذراعيه ليضمها اليه ولكن كان عليه التحرك، عاد سريعاً إليها، ففتح الزجاجة لينثر بعض من قطرات المياه على وجهها، رمشت بعينيها عدة مرات حتى تمكنت من فتحهما وإن كان على مهلٍ، التقت عيناها اللامعة بالدمع بعينيه المتلهفة للإطمئنان عليها، وجدها تطالعه بنظراتٍ صلبة لا ترمش لها جفن، يعلم ما الذي ارتكبه ولكنه غلب على أمره، قرب يديه من وجهها فوجدها مازالت تنظر للفراغ، حثها بندائه علها تنتبه اليه:

_"حنين"، أنا جانبك يا حبيبتي...

بسمة ساخرة رسمت على شفتيها، فقالت بصوتها الخافت:

_لحد أمته؟..

ضيق عينيه بعدم فهم، فأسترسلت حديثها بدموعٍ:

_هتفضل جانبي لحد أمته وهتسبني برضه أمته ويا ترى فترة الغياب المرادي هتكون أد أيه؟، شهر ولا سنة ولا العمر كله؟..

إخترقت قلبه بسهامها النافذة، فتلامست أصابعه وجهها برقةٍ لتزيح دمعاتها المنسدلة، قائلاً بتحدٍ لكلماتها المؤلمة:

_لحد ما الموت يرحب بيا، وقتها مش هقدر أكون جانبك..

رمشت بعينها عدة مرات، ثم استقامت بجلستها، فقالت بهدوءٍ مخيف:

_وأنا المفروض أخمن بغيابك إذا كنت عايش ولا لأ؟!..

وبنظرة عاتبته أشارت له بيدها قائلة:

_أنت عارف أنا اتوجعت أد أيه أنت اتخليت عني في أكتر وقت أنا أحتاجتلك تكون فيه جانبي...

يعلم جيداً المعركة المصيرية التي عليه أن يخوضها، ترك مقعده الذي يقابلها ثم جلس لجوارها، الصمت أطبق عليه لدقائق لا يعلم بها كيف سيقص عليها ما تعرض له، كسر حاجزه حينما أمسك بيدها ليقربها اليه ثم قال بعد تردد ملحوظ ونظراته على الفراش البعيد عنه بمسافة:

الجوكر والأسطورة ..4... صراع الشياطين .. آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now