الفصل التاسع عشر

5.9K 380 7
                                    


#الجوكر_والأسطورة4........(#صراع_الشياطين......)......

#الفصل_الثاني ...... من الجزء الرابع --- الفصل التاسع عشر 

صوتها المتعب المنادي بحروفٍ اسمه، نظراتها المنكسرة التي تطالعه بها، دقت أبواب قلبه بكل ما أوتيت من قوةٍ، ليسقط بابه حطامٍ، المخدر مازال يسيطر على جسدها بتمكنٍ، فتجاهد بالا تفقد الوعي، تجبر عينيها الثقيلة على التطلع له علها تكشف إن كانت تتوهم أم لا، إنسابت دمعاتها ببطءٍ شديد على وجنتها وهي تحاول ترك عينيها مفتوحتين؛ ولكنها تنغلق من تلقاء ذاتها، تخشى بأن تكون ترسم صورته من أمامها إشتياقٍ لرؤياه، عادت لتهمس من جديدٍ بصوتٍ حروفه مهزوزة:

_"رحيم"....

نادلته مرتين بأسماءه المطلقة على شخصه الغامض، ترقبت أن يتحدث فتستمع لصوته، أو حتى يرمش له جفن فتعلم بكونه لجوارها، لم تكن تمتلك الوقت الكافي لتعلم إن كان وجوده حقيقاً أم مجرد وهمٍ خلقته لشوقها إليه، فأغلقت عينيها إستسلاماً لنومٍ عميق تاركة دمعاتها تتدفق على وجنتها بألمٍ، قرب أصابعه من وجهها ليزيح دمعاتها بنظراته الثاقبة، ثم عاد ليحتضن يدها بلائحة يديه، ومد يديه الأخرى أسفل رأسها ليسندها عليه بخبرة التعامل مع الإصابات المستهدفة للرأس، قربها ببطءٍ منه، فتأمل ملامحها بتمعن قربه الشديد منها، أسندها على كتفيه وهو يحتضنها برفقٍ حتى لا يؤلمها، أخترقت رائحتها الممزوجة بالمخدر برائحة البرفنيوم الخاص به، لتنتقل نثراتها لكلاً منهما، صمته المطبق يتحكم بقسماتٍ وجهه القاتم، لا أحداً يعلم ما الذي يشعر به، الغضب أم الحزن، فوجهه كالثلج العتيق لا ينصهر على الفورٍ، أغلق زيتونية عينيه بتأثر بها، بوجودها، بتثاقل أنفاسها التي تلفح رقبته، تأثراً بدقاتٍ قلبها القريب من مسمعه، شفتيها التي تهمس بكلماتٍ غير مسموعة إليه فقرب أذنيه منها ليجدها تنطق بوهنٍ شديد:

_ف، ر، ي، د..... "فريد"......

فتح عينيه ليجدها تحاول بصعوبةٍ فتح عينيها؛ ولكنها لا تتمكن من ذلك، بكائها يتلخص بالدموعٍ المنسابة، إقترب بوجهها منها، ليطبع قبلة ملتاعة بمشاعره على وجنتها، ثم وضعها بحرصٍ شديد على الوسادة، ليستقيم بوقفته بشموخٍ غريب، وكأنه يحاول تذكار نفسه بعهده بتنفيذ مخططه تجاهها، ليعلم أي شخص تريده، توجه للمغادرة بعد قرار مصيري بالا يترك لها ما يعلمها بوجوده، ولكن دمعاتها وبكائها الصمت فتك بقلبه، اللعنة على هذا القلب الذي يقسو على عالم بأكمله ويجثو أمامها، عاد همسها بأسمه يخترق آذنيه، صوته يرتفع وكأنها تريد بقائه، رفع نظراته عنها ليتطلع لباقة الورد من جواره، فجذب أحداهن ليقربها من صدره حتى تلفحها لائحة البرفنيوم الخاصة به، ثم فتح أصابع يدها المطبقة على بعضها ليضعها بين أصابعها، ليتوجه سريعاً للمغادرة قبل أن تؤثر به مشاعره فتجبره على البقاء، رفع يديه على باب الغرفة فأذا بصوتها يصل لمسمعه رغم فقدانها للوعي:

الجوكر والأسطورة ..4... صراع الشياطين .. آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now