الفصل_الحادي_والثلاثون

4.8K 359 1
                                    


#الجوكر_والاسطورة4....(#صراع_الشياطين......)......

#الفصل_الحادي_والثلاثون...

خصلات شعرها المتناثرة على وسادته جعلته يشم عبيرها التي امتزجت مع رائحته، مازال يستند بمرفقه على الوسادة المطولة يتأملها ببسمة عشق مشتقة من صمام القلب المهوس بها، ربما لم ينجح عقله المشوش بالسيطرةٍ عليه تلك المرة فكانت هي من تجذبه للتطلع إليه، ولكن نجح جنينها الصغير بالاستيلاءٍ على إهتمامه حينما تحرك بخفة ليداعب بطنها برفقٍ، جعل الأخر يقرب أنامله بحذرٍ شديد ليتفقد حركته، ابتسامة لطيفة رُسمت على جانبي شفتيه، فأنخفض لمستوى صغيرته مناجياً بصوتٍ منخفض للغاية:

_أنتي كمان مش جايلك نوم ولا أيه؟...

شعر بحركتها أسفل يديه فاتسعت بسمته شيئاً فشيء وهو يستكمل كلماته بحريةٍ مستغلاً نوم قصيرته الثقيل:

_شكلنا كده هتجمعنا صفات كتيرة مشتركة، أنا متفائل إنك هتكوني قوية وزكية زيي بس الأهم من كل ده..

وأشرأب بعنقه ليتأكد من غفلت "حنين" ليستكمل بحرصٍ:

_إنك هتكوني طويلة زيي مش قصيرة لأمك..

الدقائق لجوارها يشعر وكأنها كنز ثمين لا يعوضه مال ولا سلطة، يود بأن يستغل كل ثانية أتاحت له بالبقاء لجوارها، إهتز هاتفه الجوال لينبهه بإستلامه مكالمة، قرب "مراد" الهاتف إليه بحاجبي معقود حينما وجد رقم مغربي وبالأخص رقم "فطيمة"، تعجب من اتصالها فهو بالفعل تلاقى مكالمة منها منذ ما يقرب اليومين حينما كانت تدعوه لحضور حفل زفافها، ضغط على زر الإجابة ثم قال ببسمةٍ مشرقة:

_اهلاً بعروستنا الجميلة....

أتاه صوتها المتلعثم وكأنها تحاول جاهدة ان توصل له رسالة سرية مخبأة بلهجةٍ صوتها المنكسر؛ ولكنها تخشى ليس على ذاتها ولكن على شقيقتها المسكينة التي ستدفع هي الثمن، فقالت بصوتٍ مرتجف ما املى عليها:

_"مراد" في حاجات مهمة لازم تعرفها، أرجوك تعالى بأسرع وقت على المكان اللي هبعتلك عنوانه في رسالة..

وقبل أن تضيف كلمة اغلق "عمران" الهاتف سريعاً ليجعله بحالةٍ من الحيرةٍ والتخبط، حاول الإتصال بها مجدداً ولكنه لم يستطيع، مكالمتها غامضة، زرعت القلق بداخله، فعلى الفور استعلم من المطار على اقرب طائرة ستصل لدولة المغرب الحبيب ثم اعد حقيبته بهدوءٍ شديد حتى لا تستيقظ حنين فتتعلق به وترفض تركه كالفتاة الصغيرة التي تتمسك بذراعٍ ابيها حينما يخرج من المنزل للعمل، شعور غريب احتل قلبه، لا يعلم إن كان سيعود مرة أخرى أم ستكون تلك الاخيرة، ساقته قدميه تجاه خزانته السرية، فأخرج منها عُلبة قطيفة اللون، فتحها بابتسامةٍ زينت وجهه وخاصة حينما يتعلق الأمر بحوريته وفتاته الصغيرة، لامست أصابعه السلسال الصغير المشابه للسلسال الكبير الذي شراه لحنين من قبل فطلب مسبقاً تصميم طوق صغير مشابه له حتى يقدمه لفتاته الصغيرة بعد ولادتها، لا يعلم لما أخرجها بذاك الوقت بالتحديد ولكنه يخشى عدم استطاعته على تسليمها اياه، منح "حنين" نظرة أخيرة ثم طبع قبلة مطولة على يدها الموضوعة على جنينها بتملك ليخرج من غرفته فوجد الحارس بانتظاره، اشار له بحدةٍ وبجدية تامة وهو يتحرك تجاه غرفة "رحيم":

الجوكر والأسطورة ..4... صراع الشياطين .. آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now