الفصل_الرابع_والعشرون

5K 368 2
                                    


#الجوكر_والاسطورة4..... (#صراع_الشياطين........)....

#الفصل_الرابع_والعشرون.......

وخزات حادة إخترقت قلبها وهي تركض من جهة لأخرى، باحثة عن رضيعها بكل مكان، بكائها المتواصل جعلها بحالة مذرية للغاية وهى تجاهد فقدان الوعي بهذا الوقت بالتحديد، ألقت الأكياس التي تحملها عن يديها ثم ركضت على الدرج مسرعةٍ والدموع تتوالى على وجهها بإنكسارٍ، وقفت أمام باب المنزل الذي تقطن به فجابت نظراتها الحائرة الطريق يساراً ويميناً فرددت وهي تبكي بقهرٍ:

_ابني!!!!....

جلست أرضاً بجسدها الثقيل وهي تصرخ ببكاءٍ حارق:

_ابني، لأ......

انهمر الدمع على وجنتها وهي تراقب الطريق بعينٍ ملتاعة بالأماني فربما يخرج من أحد الطرق ليرتمي بأحضانها ولكن كيف سيفعلها وهو طفلاً صغير لم يتعدى السبعة أشهر، إلتف حولها عدد مهول من المارة، فتجمهر حولها النساء وهن يطرحن أسئلة لا بأس بها عن سبب بكائها، كلماتهن والهمسات الجانبية فيما بينهما إخترقت أذنها؛ ولكنها لم تكن مفهومة لما تحاربه من أفكارٍ تحوم بها كالوحش المفترس، وجميعها تسوقها لمطاف أخير يحوم حول "إياد"، نهضت"صباح" بعزمٍ وهي تهم بإيقاف سيارة أجرة فما أن صعدت إليها حتى طرح سؤاله المعتاد:

_على فين يا آنسة؟...

قالت بعينٍ غائرة يشوبها بصيص من الغضب والقوة بآنٍ واحد:

_قصور "طلعت زيدان"....

القصور الخمس زاع سيطها منذ زمانٍ بعيد لدرجة أنها صارت حديث الجميع وربما انتاب بعضهم الفضول لرؤياها، تحرك السائق بالحالٍ لمعرفة مكان القصور المتوقع للجميع من سماع الأقاويل عنها، أما هي فتبلد عينيها هالة مخيفة من الكره لمجرد التفكير بكونه من فعلها...

********************

إنطبقت حدقتيه بذهولٍ وهو يرى من تقف أمامه، أخر مكانٍ توقع أن يرآها به، والسؤال الأهم بالنسبة له هل أصبح زوجها واضيعاً لتلك الدرجة التي تجعله يبيع زوجته ليخلعها بضاعة رخيصة الثمن يتمتع بها كل من دفع مبلغ طائل، غامت عينيه الزيتونية بدهشةٍ عظيمة وهو يقارن ما قاله بما يراه، هل كذب حينما أخبره بوفاتها!...

سماع اسمها الحقيقي من فمٍ شخص غريب جعلها تتأهب بوقفتها وهي تبتلع ريقها الذي جف فور سماعه، لتسأله بصوتٍ مرتجف:

_عرفت اسمي الحقيقي إزاي؟....

رفع رأسه بشموخٍ تجاهها وهو يفضل البقاء صامتٍ بغموضٍ يهيأه لمعرفة ما يجرى هنا، أمسكت يديه بقوةٍ وهي تسأله من جديدٍ بلهفة وحزنٍ:

_قولي أرجوك عرفت اسمي الحقيقي إزاي وأنا بالنسبة للكل ميتة؟...

أجابته عما يشغل تفكيره بدون أدنى مجهود منه، فرسمت بسمة جانبية على طرف شفتيه، سحب"رحيم" يديه التي تتمسك بها كأنها وجدت طوق نجاة بعد تلك السنوات التي نست بهما اسمها وكناياتها الحقيقة، وضع كلتا يديه بجيوب بنطاله وهو يتحرك بالغرفة ليشملها بنظرةٍ ساخرة، تتبعته "ريحانة" وهي تملي بسؤالها الفضولي:

الجوكر والأسطورة ..4... صراع الشياطين .. آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now