الفصل_الثاني_والأربعون

17.1K 487 4
                                    


#الجوكر_والاسطورة ... 5 ..(#متى_يهتدي_الوصال؟...)...

#الفصل_الثاني_والأربعون...

يترنح الهواء عالياً بين أشجار البتولا الجبلية المنخفضة التي تتخللها بعض أشجار الصنوبر حيث لا توجد الغابات الحقيقية إلا في المناطق الشجرية القليلة، والتي تكثر فيها أشجار الصنوبر أو التنوب، وقفت بفستانها الأزرق بعيداً عن الخيمة السوداء المنصوبة بحرافيةٍ فائقة تتأمل الأشجار التي تهتز أوراقها بدلالٍ،ابتسامة ساحرة رسمت على طرفي شفتيها وهي تفرد ذراعيها بالهواء الطلق، للحظةٍ شعرت بالرضا لإنصياعها أخيراً لقرار "رحيم" حينما قرر التخييم على أحد جزر فنلندا، أمتد بصرها للستنقعات المفتوحة بين الغابات، منها مستنقعات كبيرة للغاية في المناطق المنخفضة بالرغم من أن الغابات تضم أنواعًا قليلة من الأشجار في مدينة فنلندا فهي تختلف كثيرًا عن بعضها البعض وقد تتجاور غابات التنوب مع غابات الصنوبر التي تضيئها الشمس، والتجاويف المستنقعية والصخور السفلية المفتوحة حيث تتسم كثير من الغابات بالرطوبة والتربة الطينية، لذا قد توصف بأنها مستنقعات هذا، وتغطي مختلف أنواع المستنقعات ثلث مساحة فنلندا وتتكون سدس هذه المساحة من أراضٍ طينية ليست فيها أشجار في مدينة "فنلندا"، دقائق مرت ومازالت"حنين" تقف بمحلها تتأمل المكان بإعجابٍ شديد وخاصة مع انسدال خيوط الشمس بأشعتها الذهبية فتزيد من الجمالٍ جمال، فأمس حينما وصلوا لهذة البقعة بالتحديدٍ كان الليل قد احتجز المكان بظلمته، استدارت برأسها تجاه الخيمة الصفراء المجاورة لهما علها تستكشف إن كانت رفيقتها قد إستيقظت ام مازال النوم يغلبها بهذا المكان الساحر، إسترقت بسمعها لصوتٍ يأتي بالقربٍ منها فتحركت تجاهه وعينيها تترقب بشوقٍ رؤياه، لامست بأطراف يدها الحشائش من حولها حتى وجدته يجلس بجوار أحدى الأشجار، راقبته بنظراتٍ ماكرة فوجدته يرتشف مشروبه الخاص من زجاجة بلورية، أنتباها فكرة مشاكسة فأنحنت أرضاً تجمع بعض الحصوات ثم بدأت بحذر تسدد الضربات إليه قاصدة إرعبه، ضربة تلو الأخرى حتى أنهت حصتها من الحصى فأنحنت لجمع المزيد ثم انتصبت بوقفتها لتعيد ما فعلته من جديد، انزوى حاجبها باستغرابٍ حينما لم تجده بمحله، فبحثت عنه بلهفةٍ وخوف، شعرت بقوةٍ غريبة تسحبها للخلف ليظهر من خلفها الجوكر المزعوم مردداً بسخريةٍ:

_مش هتفكك من حوارات الطفولة دي وتكبري!..

ضمت يدها حول يديه الملتفة على خصرها لتجيبه بدلالٍ:

_طول ما أنا معاك مش بلاقي نفسي غير طفلة وبتدور على أبوها في كل مكان...

كلماتها التلقائية منحته ذكرة عابرة لما فعله بأبيها، للحظةٍ انقبض قلبه بخوفٍ من أن تتزعزع العلاقة بينهما حينما تعلم بما حدث، وجدته صامتاً فأستدارت لتكون تجاهه، حاولت بجهد أن تلف ذراعيها حول عنقه فرسم الحزن على ملامحها وهي تجيبه بتذمر:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن