الفصل_الخامس_والأربعون

6.1K 410 10
                                    


#الجوكر_والاسطورة5...(#متى_يهتدي_الوصال؟...)...

#الفصل_الخامس_والأربعون....

أخر شيء توقعته أن يترك عمله ويسافر إليها، كانت تظن بتجاهلها لمكالماته بأنه سيفكر جدياً بخطوةٍ الزفاف؛ ولكن قدومه لهنا ليس بصالح ما تريد، استقامت "يارا" بوقفتها وهي تتحكم بانفعالاتٍ وجهها بحرافيةٍ، فطرحت سؤالها في استغرابٍ:

_أنت رجعت مصر أمته؟..

درس كل تعبيراتها بصمتٍ وهدوء، توترها الملحوظ الذي تحاول أخفائه خلف صلابتها الزائفة، اقترب منها بقامته الطويلة حتى جلس على المقعد المقابل لمكتبها، جلست هي الأخرى وهي تنتظر إجابة سؤالها، إلى أن كسر الصمت قائلاً بصوتٍ رخيم:

_لسه من شوية، يمكن لو كنتي لسه على تواصل معايا كنت قدرتي تعرفي ده..

عبثت بقلمها بارتباك، وهي تختار الكلمات المناسبة التي قد تخرجها من هذا المأزق، فقالت:

_أنا انشغلت الفترة الاخيرة بالعيادة والمرضى، أنت أكتر واحد عارف شغلنا صعب اد أيه!..

شملتها نظرات عينيه البنية وهو يختبر شعوراً غريب، ختمه بقوله الغامض:

_اتغيرتي يا "يارا"..

انزعجت من طريقة تحليله لانفعالاتها فقالت بضيقٍ شديد:

_مش هتبطل تتعامل معايا على اني مريضة، شغل الدكاترة النفسية ده بنعمله على المرضى بس يا دكتور!..

خوفها من ان يفضح أمرها كان كالكتاب المفتوح بالنسبةٍ اليه ورغم ذلك حافظ على اتزانه وهو يجيبها بابتسامةٍ غير متكلفة:

_أنا بتعامل معاكِ عادي يا"يارا"...

ثم قال بغموضٍ وأصابعه تلهو باللافتةٍ الصغيرة التي تحمل أسمائها أمام مكتبها:

_وبعدين أنتِ ليه منفعلة كده، أنتِ مش مرحبة بزيارة خطيبك ولا أيه!..

بللت شفتيها بلعابها حينما ذكرها بهذا الجزء الذي تمنت نسيانه يومٍ ما، نعم هي تدين له بكل شيء، فكان لها خير العون طوال فترة دراستها، كان خير الصديق الذي لم يتأخر عنها قط، حتى حينما تخرجت من الجامعة وجدت عملاً بانتظارها بمرتب مجزي في احد المشافي التابعة إليه، فحينما صرح لها بحبه وجدت ذاتها سعيدة بأن اليوم المرغوب في سد فاتورة جمايله المتعددة قد اتى وبالفعل تمت الخطبة ومن ثم التهت بعملها ثم قررت الهبوط لمصر حينما أرادها"رحيم" بأن تتابع حالة "شجن" عن قرب وحينها حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد خفق قلبها عشقٍ لشخصٍ كان لها النجاة من موت محتوم عليها، وحينها وجدت دقات قلبها تناجيه بصمتٍ، حاولت وأرادت الابتعاد كونها منسوبة للأخر ولكن قلبها كان يقترب خلسة ورغماً عنها..

لم تكف عينيه عن دراسة كل فعلاً صغير ترتكبه من امامه، فقوس شفتيه العريضة وهو يباغتها بسؤالٍ أخر ونظراته المهتمة تسبر اغوراها:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now