الفصل_السادس_والخمسون

7.2K 402 2
                                    


#الجوكر_والاسطورة5....(#متى_يهتدي_الوصال؟...)..

#الفصل_السادس_والخمسون....

غاب القمر عن ليله المظلم، وصعدت السماء لتحتل عرشها الذهبي، ليتسلل خيوطها على بقاع الأرض بأكملها، تهادت بخطاها وهي تمر من بين عربات الفرس التي يقودها بعض الفلاحين، لتجتاز ذاك الزقاق الضيق حتى وصلت للمنزل، صعدت "شجن" لشقة "نجلاء"، فولجت للمطبخ المتهالك لتضع مشترياتها البسيطة على الطاولة البلاستكية، ثم جذبت القداحة لتحول مراراً اشعال النيران حتى تعد الفول الحار الذي اشترته منذ قليل من بائع الفلافل، قلبت محتوياته بعدما وضعت القليل من الزيت، صفنت قليلاً بليلة الأمس، فأحتلت الحمرة وجهها بالتدريجٍ وتلك الابتسامة العاشقة تنير وجهها، شرود محبب اليها وهي تتذكر لحظاتهما الرومانسية معاً فأفاقت من غفلتها على صوت انسكاب الحليب بعدما حصل على الحرارة اللازمة لغليانه، أحضرت منشفة وأخذت تمسح بقاياه في ضجرٍ من سهوها الغير مقبول للمرة، ثم جذب صينية مستديرة الشكل لترص أطباق الجبن والفلافل وبعض السلاطات والخبز، ثم حملتها وصعدت لسطح المنزل، وضعتها على الأريكةٍ المقربة منها، ثم دنت من الطاولة القديمة لتجذب المقاعد الموضوعة على سطحها، سعلت كثيراً حينما انفضت الغبار عنهما، فأخذت تمسحها بحرصٍ ثم وضعت الأطباق عليها والأكواب والمياه، مشطت بعينيها الطاولة بنظرةٍ رضا، فتوجهت للغرفة من خلفها، دخلت وهي تبحث عنه بعينيها، فوجدته مازال نائماً على الفراش الصغير الذي أعدوه بالأمس، اخفت بسمتها الحالمة لتقترب منه وهي تناديه باتزانٍ يخفي مشاعر عظيمة:

_"رحيم"! ..

لم يستجاب لها، فلأول مرة ينام بعمقٍ وراحة، لطالما كانت أحدى عينيه مفتوحة، يستمع لما يحدث حوله، ولكن حينما تكون لجواره بنسى العالم بأكمله، لم يكن أمامها سوى اختيار واحد، انحنت بجسدها وهي تهزه برفقٍ:

_"رحيم"..

صرخت بفزعٍ حينما وجدت ذاتها بداخل أحضانه، خدعها بأنه لم يستيقظ بعد ليجذبها بسرعةٍ كبيرة لأحضانه، تلقائياً استندت بيدها على صدره العاري فاشتعلت الرغبة بداخلها وكأنه أحيا بذكرها ما حدث بالأمس بينهما، رفعت رأسها اليه وهي تحاول المناص من بين قبضة يديه القوية القابضة على خصرها بتملكٍ، فهمست بتذمرٍ:

_دي مش طريقة دي، أبعد شوية..

ابتسم وهو يفتح عينيه ببطءٍ، فقال ونظراته تتابع حركة شفتيها بتأثرٍ عجيب:

_أنتِ مفيش أي طريقة بتعجبك!..

انسحبت بنظراتها عن تأمله وقد لفح خديها حرارة لطيفة، فهمست على استحياءٍ:

_سبني عايزة أقوم..

قال بمكرٍ ويديه مازالت تحاصر خصرها الممشق:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن