الفصل_السابع_والخمسون

6.5K 399 6
                                    


#الجوكر_والأسطورة5....(#متى_يهتدي_الوصال؟....)...

#الفصل_السابع_والخمسون...

جمال الطبيعة لا يوجد اختلاف يذكره؛ ولكن يختلف من منظور العين التي تتأمله، كعينيها التعيسة، الحزينة، ترى ما حولها ظلامٍ بائس، لا تشعر بالبهاء لرؤية هذة المناظر الساحرة، ترى ما حولها نيران تشتعل فتكاد تحرقها، سكونها ليس هدوءٍ استسلام صريح للحياة التي منحتها فرصة للعيش ثم عادت لتنتشلها منها بقوةٍ، دعستها مرة وحينما وجدت الحياة تدب بها عادت لتبتر أطرافها، أتى من خلفها الأمل القابع خلف الظلام، يراقبها بنظراتٍ مهتمة، ليست نظرات طبيب يراقب حالته ولكن فضوله بتامل تلك الفتاة الغامضة جعلته مشدوه بها، دقائق لم يسئم من وقفته تلك حتى قرر الاقتراب ليجلس على المقعد المقابل لها وهو يردد بابتسامةٍ ساحرة:

_صباح الخير يا "فطيمة"..

وكأنها فقدت صوتها منذ ذاك الحادث الأليم، متابعة" يارا" علاجها لم يجدي بثمارٍ عظيمة، فلم تسترد صوتها او رغبتها بالحياةٍ بعد، نقلت نظراتها عن تأمل الأزهار لتتطلع لمن يجلس أمامها بنظرةٍ باردة كحال جسدها الميت، استطرد "علي" حديثه وبسمته مازالت مرسومة:

_كويس انك خرجتي من أوضتك ونزلتي هنا..

انتظر سماع صوتها ولكنها ظلت تتأمله بصمتٍ، قطع الحديث بينهما صوت هاتفه فرفعه بنظراتٍ عابثة حينما قرأ أسم والدته، ابتعد عنها قليلاً وهو يجيب على مضضٍ:

_أيوه مع حضرتك..

استمع لما قالته بضيقٍ، فرفع يديه ليمررها على جبينه بغضبٍ من سماع نفس الحوار المتكرر عن خيانة يارا وكيف تقبل الأمر ببساطةٍ، وبنهاية حوارها تطالبه كعادتها بالعودة لأنجلترا، حرر عقدة لسانه وهو يجيبها بعد تحكم شديد بانفعالاته:

_يا امي حرام عليكي، مش كل ما تتكلمي تقوليلي نفس الكلام، قولتلك الف مرة هرجع انجلترا لما يارا ترجع للمصحة..

عادت لنوبتها من جديد وهي تذكره بما فعلت به وما يقدمه لها فقال باستياءٍ:

_انا مضطر اقفل لأني عندي شغل..

واغلق الهاتف ليضعه على الطاولة المقابلة بفطيمة ليزفر بمللٍ، نقلت نظراته لهذة الملاك الصامت من أمامه، فشعر بنشوة غريبة لسماع صوتها، ود لو علم بالنفصيل منها عما مرت به.، شغل تفكيره بعودة يارا فحينها سيضطر بائساً للعودة ليتابع عمله العالق بانجلترا، فردد وعينيه تتابع نظرات عينيها البريئة:

_انا اللي هكون مسؤول عن حالتك يا "فطيمة"، هتسافري معايا أكيد..

(قريباً نوڤيلا منفردة خاصة بعلي وفطيمة بعنوان #فطيمة «صرخات أنثى!»)...

********************

كالفراشة المبتور أحدى أجنحتها فأمتنعت عن مداهمة أعناق السماء، فبات الهواء ثقيلاً، امتنعت عن الطعامٍ لمدة لا بئس بها، لذا صارت هزيلة فلم يكن ينقصها جرحاً جديد، ازداد الضغط عليها حينما رأته ينهي ببساطة كل شيء بينهما، نعم تعلم بأنها من ألحت في طلبها بالانفصالٍ؛ ولكن يا لقلب الانثى، تريد الابتعاد ولكن قلبها يريد الاقتراب، تريد الهجران وقلبها يريد اللقاء، تخبره بالابتعاد وبداخلها تتمنى أن يظل قريب، تغلق بابها بوجهه وتعود لتفتحه من جديد تتلصص بالتطلع عليه، لطالما كانت النساء كالكمياء يصعب فهمهن، ظل" يامن" لجوارها لساعاتٍ طويلة، بعد أن شخص الطبيب حالتها الواهنة بسبب قلة تناولها الطعام، فعلق لها محاليل من الفيتامينات علها تتمكن من تعويض ما تسببت به، شدد "يامن" من التمسك بيدها، فكان يقبل أصابعها بعمقٍ تارة ويمسد على خصلات شعرها تارة أخرى، غير عابئ بمن حوله بالغرفةٍ، فمازال لا يستوعب بأنه كان على شفى خسارتها..

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتDonde viven las historias. Descúbrelo ahora