الفصل_الحادي_والخمسون

6.6K 393 2
                                    


الجوكر_والأسطورة5...(#متى_يهتدي_الوصال؟..)..

#الفصل_الحادي_والخمسون..

صرخة مؤلمة، تحررت لتفيض بما احتبس من وجعٍ صارخ بداخل هذا القلب الذي تسارعت نبضاته دون توقف، لسانها يردد دون أي وعي أو ادراك:

_"مــــــراد"!..

مجرد تخمين منحه العقل بإقتراح بأن تلك الطلقة إستقرت بجسده جعلتها تصرخ دون توقف، هزت يديه بعنفٍ وهي تبكي بانهيارٍ هامسة بصوتها الشاحب:

_"مــــــــــــــــــــــــراد"!..

احتضنها بقوةٍ ويديه تمسد برفقٍ على ظهرها، مردداً بخوفٍ على الحالةٍ التي هاجمتها:

_أنا كويس، متخافيش..

أغلقت عينيها في محاولاتٍ مستميتة للسيطرة على أعصابها، محاولة استغرقت أكثر من خمسة عشر من الدقائقٍ حتى تمكنت من الابتعاد عنه لتتأمله بنظرة شاملة، تلبس قلبها الطمأنينة حينما وجدت الرصاص لم يمس جسده، أطلقت زفيراً بطيء وكأنه احتبس داخل رئتها لكثيرٍ من الوقت، لتحرر كلماتها المكبوتة بصراخها المتعصب:

_أنت بني آدم مش طبيعي..

أمسك يدها وهو يخبرها بثباتٍ بعدما تجاهل ما قالته لتو:

_حسيتي بأيه وقتها؟..

تطلعت له بحيرةٍ من سؤاله الغريب، فأستكمل كلماته معللاً:

_النار اللي جواكي كانت هتهدى لو أنا كان جرالي حاجة؟.

اشتعلت نظراتها بالغضبٍ، فقال بحدةٍ:

_والسؤال الأهم يا ترى والدك يستحق كل اللي أنتِ عملاه علشانه ده..

مزقت رداء الصمت المؤقت لتصيح به بانفعالٍ:

_"مراد" أنت بتتكلم عن بابا مهما عمل فهو أبويا!..

صحح مفهومها حينما قال بلهجةٍ ثابتة:

_مهما كان فهو بالنسبالي الشخص اللي حاول يفرقني عن عيلتي، واللي خلاني أكون بعيد عنك في أكتر وقت احتاجتي لوجودي فيه، بالنسبالي وبالنسبة لكتير من ضحاياه فهو شيطان ميستحقش الحياة، الانسان اللي عايش علشان يتأجر بأعراض الستات ميستحقش الا الموت..

جحظت عينيها في صدمةٍ حقيقية، فبللت شفتيها بلعابها في محاولة بائسة لتجلي صوتها:

_أنت بتقول أيه!..

جذب معصمها ليجبرها بأن تتابعه بخطاها، ففتح الحاسوب الصغير الموضوع على سطح مكتبه ليعرض لها عدد من الملفات ومقاطع الفيديو لاعترافات بعض من العناصر المشتبه بها، وأقوال عديدة لعدد من الفتياتٍ، شعرت بوخزةٍ حادة تهاجم صدرها، كانت تعلم بأن ابيها يرتكب أخطاء عديدة يخفيها مركزه بالشرطةٍ ولكن لم تتوقع بأنه انحدر لهذا المستوى، كونها فتاة تعلم كم المعاناة التي عانتها كل فتاة ذاقت الويل والاهانة على يديه، ارتخى جسدها فجلست على مقعد مكتبه والدموع تنسدل مصاحبة لآهات قاتلة، جلس "مراد" مقابلها ليخبرها بابتسامةٍ ألم:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now