الفصل_السابع_والأربعون

6.4K 447 1
                                    


#الجوكر_والاسطورة5.......(#متى_يهتدي_الوصال؟..)..

#الفصل_السابع_والأربعون...

اختارت الجلوس في ركنٍ مظلم بعيداً عن ضوء القمر الذي يتسلل لشرفة غرفتها، اختارت العتمة المشابهة لما يغمس قلبها من وجعٍ حجمه يزداد عن طاقتها، تعلم بأن الاحاسيس التي تضاربه رغماً عنه، فالمواجهة بينهما ساعدتها على معرفة ما يدور بداخله، التقطت اذنيها صوت الأقدام التي تقترب من غرفتها، فأسرعت للفراش لتتصنع النوم لعدم رغبتها في مواجهته وخاصة الآن، فهي تنتظر وصول "مراد" كما أخبرها، فُتح الباب بحرصٍ على الا يصدر أي صوتٍ قد يوقظها أو يشعر به أحداً، ثم تسلل هذا العاشق المجروح ليقف على عتبة غرفتها، ربما بالماضٍ لم يمتلك هذة الجرءة ليفعلها؛ ولكنه الأن مزق كل الخيوط الحمراء التي قد تبعده عنها، ليتها ترى حالته الغريبة، ليتها ترى عينيه المظلمة وكأن شعلة الفرح المضيئة قد انطفأت للأبد، ردد "مروان" بصوتْ منخفض ولكنه كان مسموع لها:

_أنتِ ليا أنا ومش هتكوني لغيري..

ثم غادر على الفور من أمامها، خشيةٍ من أن يفعل ما لا يحمد عليه، غادر وترك الدموع تتناثر من عينيها المستيقظة فما أن تأكدت من مغادرته حتى جلست على فراشها تضم ركبتها لجسدها بقوةٍ والدمع ينسدل تبعاً على وجهها الرقيق!..

******************

النوم راحة لخالي البال، أما هو فأصبح عدوه المتنافر، مازال الخوف يعتمر به خشية من أن لم يتمكن من حب ابنه الذي تحمله برحمها، إتكأ "ريان" على الوسادة وهو يراقب زوجته الغافلة لجواره بإرهاقٍ بادي على جسدها الهزيل، تحولت نظراته لبطنها؛ وكأنها ستنفذ لداخلها ليرى ملامح هذا الجنين، رفع أصابعه ليقربه منها ببطءٍ شديد حتى لامس موضع جنينه فشعر بقشعريرة تهز جسده وكأنه يستسلم لهذة الموجة الغامضة من المشاعرٍ اللطيفة التي غمرته، قربها "ريان" إليه ثم تمدد ليستند برأسه على كتفيها ويديه تتحسس بطنها برفقٍ، فأخذ يهمس بصوتٍ منخفض لابنه عله يغفر له عدم الترحاب به..

***************

_"حنيـــــــــــــــن"!!...

استيقظت بانزعاجٍ حينما استمعت لصوته المنادي أكثر من مرةٍ وحينما كانت تتجاهله عمداً لتستكمل نومها كان يرفع صوته الغاضب علها تفزع من نومتها الهنيئة، فتحت عينيها فوجدته لجوارها، فقالت بابتسامةٍ صغيرة وهي تفرد ذراعيها بالهواءٍ:

_بتصحيني ليه وصلنا!..

بسمة ساخرةٍ رسمت على طرفي شفتيه وهو يتابع حركاتها الطفولية، فقال وهو يلف الغطاء الثقيل حول ابنته الصغيرة:

_لو عجباكِ الطيارة ريحي فيها ولم تزهقي أنتِ عارفة طريق الرجوع كويس..

وتركها تستشاط غضباً ثم لحق "برحيم" و"شجن"، جحظت عينيها في صدمةٍ وهي تردد ما قيل دون وعي:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now