الفصل_الخمسون

7.2K 449 4
                                    


#الجوكر_والاسطورة5...(#متى_يهتدي_الوصال؟..)....

#الفصل_الخمسون...

حركت الطفلة يدها بتلقائيةٍ، وعينيها مسلطة للأعلى، تلامست أظافرها الرقيقة مع وجهه، ففتح عينيه بانزعاجٍ تبدد تدريجياً حينما رأى أميرته الصغيرة تتمدد على صدره في أريحيةٍ تامة، مرر يديه على جسدها الصغير برفقٍ وهو يتساءل بفرحةٍ:

_"مرين"، مين جابك هنا!..

إجاباته تشكلت على حقلة دائراتٍ صغيرة إفتعلتها دخان القهوة الساخنة التي يرتشفها من يجلس جواره، ليجيبه "رحيم" بهدوءٍ تام:

_الملاك الجميل ده لقيته مع المربية وأنا بلعب رياضة الصبح فجبتها معايا.

اعتدل بجلسته وهو يحملها بحنانٍ، فرد عليه وعينيه مشغولة بتأملها:

_أحلى صباح في الدنيا كلها..

وضع "رحيم" كوب القهوة على الطاولة المستديرة القريبة منه، ثم اقترب بجسده تجاهه، فأمسك بيد الصغيرة بين لائحة يديه الصلبة، لترسم بسمة صغيرة على وجهه رغماً عنه، فحك طرف انفه ليتساءل بترددٍ:

_بقولك يا "مراد"، هو كل الأطفال اللي في السن ده صغيرين اوي كده!..

تأمله"مراد" قليلاً، قبل أن ترتفع صوت ضحكاته الرجولية، ليجيبه بصعوبةٍ بالتحكم بانفعالاته:

_مش عارف بصراحة، يمكن لانها اول عينة فأن شاء الله المرات الجاية يكون عندي الخبرة الكافية اني أجاوبك.

حدجه بنظرةٍ صلبة، ليسأله بحدةٍ:

_مرات! ، هو أنت ناوي على ربع دستة ولا أيه؟..

حمل "مراد"،" مرين" بحنانٍ ثم وضعها على قدم أخيه، فبدى غير مرحب بالفكرةٍ، رفع "رحيم" يديه وهو يحاول جاهداً التعامل مع الصغيرة، فعلى ما يبدو لا يحسن حملها بعد، التقط "مراد" يديه اليمنى ليضعها على جسد ابنته وهو يخبره باستحسانٍ بعد ان ابتعد عن المقعد ليحملها رحيم بمفرده:

_شوفت، الموضوع بسيط.

تأملته من تقف على عتبة باب الغرفة بقلبٍ يرفرفٍ بسعادةٍ لا مثيل لها، لا تنكر بأنه ولد بداخلها شعورٍ بالقلقٍ والخوف من تعامل "رحيم" مع صغيرها، نعم تحسن معها ومع الجميع ولكن طباعه مازالت حادة وإن يكن يبذل اوسع ما بجهده، ابتسمت بسعادةٍ كبيرة منذ سماعها حديثه مع أخيه إلى ان رأته يحملها بمفرده ونظرات الحنان تلمع بزيتونية عينيه، خشيت بان يلتقطها وهي تراقبه هكذا، فرفعت يدها تطرق باب الغرفة لينتبهوا إليها، استدار كلاً منهما تجاه الباب، فأشار لها "مراد" قائلاً:

_تعالي يا "أشجان"..

دلفت للداخل بخطواتٍ بطيئة، وعينيها متعلقة برحيم و"مرين" رغماً عنها، فقال ما ان رأها أمامه:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن