الفصل_الثالث_والخمسون

6.5K 408 0
                                    


#الجوكر_والأسطورة5...(#متى_يهتدي_الوصال؟..)..

#الفصل_الثالث_والخمسون...

حينما يجمعك الوصال بشخصٍ تلجأ إليه كلما زادت همومك ومتاعبك؛ فيكون هو وسيلتك بالنجاةٍ إن كان الاحتياج مادياً أو معنوياً فتظن أن العلاقة فيما بينكما تساق بروابط الحب والزواج ربما أنت مخطئ، فالحب الذي سيجعلك تختار شريك حياتك عن قناعةٍ ينجح بجعله صديق لك، فليس كل صديق زوج رائع، وهكذا ما حدث بينهما، ظنته "يارا" ونعم الصديق وظنها هو بأنها خير الزوجة وحينما طرق الحب بابها جعلها تفرق بين معنى الكلمتين، طال صمتها والأخر يترقب باهتمامٍ ليعرف لماذا طلبت منه الحضور إلى هنا رغم ما حدث بينهما واختيارها، مزقت صفحة الصمت الخالية حينما قالت بتريثٍ:

_أنا عارفة أن طلبي مش مفهوم بالنسبالك بس صدقني لو مكنتش طلبت أشوفك كنت هعيش في حيرة ووجع..

ابتسم وهو يردد ساخراً:

_حيرة ووجع! ، ليه أنتِ مش اختارتي عن قناعة؟..

تغاضت عن كلماته الساخرة، وأردفت بدموعٍ تلألأت بحدقتي عينيها:

_"علي" أنا عمري ما كان ليا صديق غيرك، كنت بعتبرك أقرب شخص ليا بالرغم من أن "مراد" كان على طول جانبي وانت عارف أني بعتبره اخويا الكبير بس كنت بلجئ ليك انت، بحكيلك عن أسراري وكل حاجة تخصني، كنت شايفاك أخ وصديق وكل حاجة بالنسبالي..

خرج عن دوره المتماثل بالبرود وعدم المبالاة بها حينما ردد بانفعالٍ:

_أنتِ لسه عايزة أيه يا "يارا"!..

أجابته ببكاءٍ شقت دمعاته الحارقة وجهها:

_عايزك تفهم اني طول عمري شايفاك صديق ولما طلبت تتجوزني حسيت اني مرتبكة ومش عارفة اخد قرار لاني مكنتش عايزة اخسرك ولما فكرت مع نفسي لقيتك المناسب ليا خصوصاً ان مكنش في حد في حياتي، بس لما شوفت" مروان" ودخل حياتي غصب عني حبيته وقدرت أميز بين الحب والصداقة..

صمت وهو يراقبها باحاسيسٍ يكبتها بألمٍ، فاستطردت ببكاءٍ:

_أنا لو كنت وافقت اتجوزك كنت هظلمك معايا لأني بحبه هو!..

زفر على مهلٍ وكأنه يخرج العبء الثقيل عن صدره، فاستغلت صمته وانصياعه له، فقالت بتوترٍ من سماع ما سيقوله رد على حديثها:

_أنا عارفة ان في المجتمع الشرقي مفيش أي علاقة صداقة بتجمع الست بالراجل ، بس أنا حبيت احترامك ليا ومعاملتك، علشان كده أنا طلبت اشوفك النهاردة وحابة أنك تشاركني في المصحة بتاعتي انت عارف اني فرحي قريب ومحتاجة حد يكون مكاني..

ترقبت صمته بخوفٍ وكأن إحتمالية رفضه كانت تفوق الأحتمال الأخر، تمنت بأن تتساوى الأمور فيما بينهما حتى يرتاح عقلها من التفكير بالأمر، دقيقة تليها الأخرى ومازال الصمت يسطر حروفه بتثاقل، يتأمل الفراغ بهدوءٍ، إلى أن خرج عن طوره حينما ردد بلهجته الغامضة التي سلبت خوفها أسير:

الجوكر و الأسطورة.. 5.. متى يهتدي الوصال ؟ ... آية محمد رفعتWhere stories live. Discover now