part 7

216 14 11
                                    

الهدوء يعم القصر، الخدم كل يقوم بعمله، دعونا ندخل بصلب الموضوع، العائلة الملكية تقف في الخارج، او الاصح، العائلتان! الدموع تنساب من عيني المرأتين، الرجلان يحدقان ببعضهما بابتسام، كأن كل منهما يتحدا الآخر من يحبس دموعه اكثر، اما بالنسبة للتي نزلت الآن رفق خادمتها التي تركتها و راحت تنهي ما عليها من اعمال، تقدمت نحو الواقفين في الرواق، وقفت مقابلة لذلك الذي يضع يديه في جيبه يحدق بموضع قدميه، رفع رأسه حالما احس بأقتراب احد، وجدها قد وقفت امامه كما كل من البقية يقفون متقابلين، ثواني حتى جاء ايرين ليحضر على هذا "الوداع"، المرأتان تعانقان بعضيهما ودموعهما لا تتوقف عن الانسياب، الرجلان فقدا السيطرة على ما كانا يحبسانه منذ قليل فهما اخوة ونادرا حيث ما يريان بعضيهما، ومن يعلم، ودع محبوبك كأنه اللقاء الاخير، فمن يؤكد وجود الغد، اقترب ليلي الشعر لينحني مودعا لايرين لكن ما جعله يرفع حاجبيه بدهشة هو ارتماء الآخر بين يديه، جاذبا اياه نحوه، وضع الآخر يديه على ضهر بني الشعر بهدوء
ايرين: لا تغب علينا، اصبحنا اصدقاء اليس كذلك؟
فصلا العناق بينما ضهر شبح ابتسامة على وجه ليلي الشعر و اجاب بصوت هادء
ليفاي: مؤكد، يا... ايرين
غير مسار رؤيته نحو تلك الواقفة رفقة ابن الدوق 'جان' رمقته هي بنضراة هادئة ايضا، رفع جان عينيه جان الى حيث ما تستقر مقلتاها، وجدهما في تواصل بصري، كلاهما يناضر الآخر بهدوء وبعينين مرتخية قليلا، الآن فقط لاحض كم انهما متشابهان، كالمرآة، لكنها من الجنس الآخر، تقدم هو ووقف امامه يحجب عنه من كان يراقبها، مد يده الى ذلك الي يكتف يديه بهدوء، لم يملك خيار آخر سوى ان يفك يديه ويبادله التحية
ابتسم الآخر قائلا: كان شرف لي مقابلتك ايها الامير ليفاي، ارجو ان يجمعنا القدر مرة اخرى
ليفاي: ارجو ذلك ايضا
تقدمت هي حالما لاحضت انتهاءهما ، وقفت امام ذلك الذي يفوتها قليلا في الطول، تقدم هو الآخر ببضعة خطوات حتى بقي بينهما ما يسمح بأنحنائه، كما قلت، انحنى لها ممسكا بطرف يدها بخاصته، قرب شفتيه نحو ضاهر يدها، طبع قبلة خفيفة عليها، شفتاه باردة و يدها كذلك، هل من الطبيعي تكون الحرارة عند تلامسهما؟ انتهت جلسة التوديع هذه وخرجت العائلتان نحو بوابة القصر، صعد الملك تليه الملكة ثم صعد ابنهما ، جالسون بهدوء، الملكان و الملكتان يتبادلان النضرات باشتياق ، بينما هو رابط يديه تحت صدره بينما احدى قدميه موضوعة فوق الأخرى بهدوء، تمركزت مقلتاه بطرفي عينيه بهدوء تراقبان تلك التي تبني معه هذا التواصل بالأعين، لاحض كل من ايرين وجان هذا التواصل ثم حولا ناضريهما الى ذلك الجالس داخل العربة، القى هو بدوره نضرتا خاطفة عليهما قبل ان يدير رأسه ويطلق ' تشه ' بسخرية، تقريبا علم، او تأكد من سبب هذه النضرات نحوه، كلاهما معجب بسوداء الشعر، تبدو معركة مثيرة، اثنان على فتاة، لكن... هل سيبقى العدد ذاته ام... قد يتغير يا ترى؟
دخل الجميع الى القصر، اقترب موعد مغادرة الدوق ارثر ايضا لذا ها هو يودع الجالسين في غرفة الاجتماعات، اقترب جان من ميكاسا و ايرين ، مد يده مصافحا لخاصة بني الشعر
جان: اسعدني التعرف عليك ايرين، ارجو ان نلتقي مجددا
ايرين: انا ايضا
اقترب من الاميرة التي تقف وراء ايرين الذي كتف يديه يناضرهما بهدوء
جان: لا تعلمين يا اميرتي كم انا سعيد لتعرفي عليك وقضاء بعض الوقت حتى لو كان قليلا برفقتكي
ميكاسا: انا ايضا سعيدة بالتعرف عليك ، ارجو ان نلتقي قريبا،
قابلها هو بأبتسامة كرد منه على ما قالته، انجنى لهما اخيرا وخرج رفقة والده، منضر البوابة تغلق جراء دفع البوابين لها هو ما تراه بينما اتكأت بيديها على حافة شرفتها بملل، سرت قشعريرة في جسدها بسبب تلك اليد التي تمركزت على كتفها، التفتت الى صاحبها، تقابل وجهاهما ببنما هو منزل من رأسه ليكون في نفس مستواها
ايرين: ارى ان الملل قد تمكن منكي
ميكاسا مديرة جسمها الى الاتجاه المعاكس: انت رائع في معرفة ما افكر فيه
جلس هو الآخر مرخيا نفسه على كرسي الشرفة خاصتها ، هو يحدق بالسماء بالاعلى وهي تجوب بناضريها في الحديقة وما خلف البوابة،

مرت الايام والاشهر كأنها دقائق وساعات، الطقس تغير، اصبحت سماء المملكة في اغلب الايام اما متزينا بالسحب او داكنة اللون، في كل الحياة لا وجود للشمس الا نادرا. بسبب اختبائها خلف تلك الغيوم التي تجوب في السماء بحرية و ببطأ تنتقل من مكانها لتأتي غيرها اخرى، بعض الشقوق التي بينها، تسربت منها اشعة الشمس منعكسة على تلك الارض الكأيبة، هل ذكرت الكآبة تَوّا؟ اوه اجل، الكآبة التي حلت على هذه المملكة، سكانها يعيشون في هدوء و بسلام، لا مشكلة في هذا النوع من الكآبة، لكن مذا عن هذه التي في القصر ؟ فقط صوت خطى الخدم ما يسمع، كلهم يعملون بدون اصدار صوت، الملكة تمضي اغلب اوقاتها بالحديقة او في زيارة السيدات من معارفها ذوات الطبقات العليا، بينما جلالة الملك اما في اجتماع مع الديقان ( اضن جمع دوق هي ديقان...) او انهيزور مملكته في جولات تفقد، جدول اعمالها ليس ممتلأ كثيرا هذه المدة، فتكثر اوقات فراغها، لذا دائمة ما تجدونها اما في الحديقة تشرف على رعايتها او في المكتبة تكمل ما لم تقرأه من رواياتها وكتبها بعد...
كانت تلك الحال في الاشهر الماضية
الليلة، يجتمع الملك مع ابنته وزوجته على طاولة العشاء معا، مر وقت منذ آخر عشاء او وجبة لهم الثلاثة معا، هو في رأس الكاولة، زوجته يمينا وابنته يسارا، تبدوا عليه السعادة اليوم
لاحضت كلتا الجالستين ذلك فتكلمت تلك الجالسة يسارا
ميكاسا بابتسام: ما سر هذه الابتسامة، جلالتك؟
توماس: لقد انشغلت كما تعلمان في الآونة الاخيرة، في الواقع كنت اتناقش مع الدوق ماركوس حول توليه المملكة في فترة غيابي، فهو اكثر من اثق به
كارلا: هل ستغادر المملكة؟
توماس: بل سنغادر المملكة
نضرت الام الى ابنتها التي ترفع حاجبا وتنزل الآخر دليلا على استغرابها
توماس: مذا؟ الم تشتاقي لأختكي كوشيل؟
يتبع

حُبٌ بَيْنَ الأُمَرَاءْ//Rivamika Where stories live. Discover now