◇PART 17◇

65 4 2
                                    








# يومٌ مُميّز







أراد في تلك اللحظات أن ينهض ويخرج وأن لا يُحرج نفسه أكثر... ولكن ما أوقفه عن تلك الأوهام والأفكار المتفاوتة والتي بدورها أخذت تسيطر على عقله هو ندائها لوالدها الذي نهض بسرعة صاعدا لها... وبعد مرور دقائق نزل سليم وقال مبتسما: " لا أقصد الإهانة او التقليل من شأنكم... ولكن إبنتي توّد رجلنا لوحده ، يعني تعرفون عاداتنا... المخطوبة ترى خطيبها أولا. "

إبتسم هيور ونهض قائلا: " لا عليك يا عمّي نحن نتفهّم رغبتها... هيا أمي كارين لنتركهم لوحدهم. "

ثم غمز ليوري الذي إبتسم بوجهه رغم القلق والإرتباك الذي يسكنانه... فمن بعدها يأخذ سليم إبنه الصغير ويغادران المكان... في حين أن تلك الردهة الجميلة البسيطة بقيت لإثنين يعشقون بعضهم بجنون... وبينما بطلنا كان يهزّ رجله دون توقّف وعيناه تجوب المكان... سقط على مسامعه صوت خطوات أرجل!!! بذلك الكعب العالي... تأهّب نفسيّا لما سيراه... نزلت بهدوء بتلك الحلّة التي جعلته يبلع ريقه بصعوبة قصوى... وسبّبت رعشة بجسده حتّى تعرّق!! بردائها الجميل الساتر... بطرفا كتفيها البارزين وبشعرها الطويل الكثيف الناعم المنسدل على كتفيها يغطّيان نصفه من البروز... بجزء ضئيل من ساقها بارز ومساحيق التجميل تلك التي تضعها بشكل خفيف جمّلتها أكثر من ما هي عليه أساسا...

قرع قلبه قرعا كالطبول!!!! بصعوبة أقصى نظريه عنها
وهو غير مصدّق ما يراه... تلقائيا وضع باطن يده نحو قلبه وكأنه يحاول تهدئته... من نبضه القويّ الذي كاد أن يفتك بعروقه! رآها تقدّمت إليه وهمّت بإعطائه قهوته وهي مبتسمة... او بالأحرى كانت مبتسمة... تلاشت إبتسامتها حينما رأت إرتباكه وتشتيت عينيه عنها... لم تفهم بما يشعر بتلك اللحظة... ولا علم لها بما يحصل بقلب المسكين ذاك... ترى يده تغرز أظافرها وسط صدره ناحية قلبه فتملّكها شعور القلق الفتّاك...

ولكنّها هدأت حينما ألقى بوجهها إبتسامة آخذا منها القهوة... في تلك اللحظة تعود جميلتنا وتجلس بقربه فتقول بصوت خافت نتيجة التوتر الذي بها كذلك: " هل أ... أنت... هل أنت بخير؟ تبدو مضطربا قليلا. "

أجابها دون أن ينظر إليها: " أنا بخير.... "

ثم بلع ريقه بصعوبة وأكمل: " إنني خائف فقط. "

قلقت وقلقها غطّى على توتّرها وإرتباكها فقالت: " مما؟. "

أجابها بهدوء: " مِن مَن خلف ذلك الباب... من والدك!. "

تريد الضحك ولكن الموقف لا يسمح... فإكتفت بإبتسامة خافته لتتنحّى جانبا فور وصول سليم والباقين... جلست هي بجانب والدها وكارين بجانب إبنها... بينما هيور كان في الخارج نظرا لكونه غريبا على بطلتنا ، أكملوا ما يجب أن يُكملوه ليختتمون الأمسية الجميلة في وضع الخاتمين في إصبعيّ العشّاق... من بعدها ومن بعد تحديد موعد زفاف أبطالنا غادرَ كُلٌّ منهم نحو وجهته...

المُقاتل - FighterWhere stories live. Discover now