◇PART 19◇

76 3 2
                                    






# مواجَهة المخاوِف...





بعد مرور ساعات... وبعد ذهاب الحاظرين... همّت جميلتنا بقطف تلك الأطباق والسفرة وإلخ... حتّى رأتها كارين فسارعت إليها وأخذت ما تحمله بين يديها قائلة: " ماذا تفعلين يا إبنتي؟ لأذكّرك أنك كنّة... مكانتك أعلى بكثير من حمل هذه الأطباق... بالإضافة الى أنك تزوّجت حديثا ، لا يمكن أن تقومي بهذه الأفعال وإلا ولله أحزن منك ها. "

إبتسمت زينب بإمتنان قائلة: " سلمت يا حماتي العزيزة ولكنّي معتادة على.... "

تمّت مقاطعتها من قِبل زوجها وحبيبها الذي أتى من ورائها وهو يقول بتذمّر: " قوانين منزل يوري أوغلو تسري على الجميع! ماذا حظرة السيّدة أوغلو؟ ألم تفهمي حتّى الآن هذه القوانين؟. "

إبتسمت كارين وهي تنظر لجميلتنا التي قالت بصوت هادئ: " لا فقط كنت.... "

وضع يده نحو فمها ليُصمتها... فمن بعدها يقوم بإزاحة يده والقول: " هنا منزلي أنا... لا فادي... هذه كارين وليست حماتك السابقة... لا يوجد سوى نحن يا جميلتي؟! لما ترتبكين وتتحدّثين بهدوء؟ حقّا سأحزن منك... ليس أنا فقط بل حتّى أمي. "

حاولت قدر المستطاع أن تتحمّل عدم سقوط دموعها التي ستنهال على وجنتيها بأيّة لحظة... إستأذنت منهم وصعدت لغرفتها تحت إستغراب كارين التي نظرت لإبنها علّها تجد إجابة على سؤالها المطروح داخلها ولكن لا... تركها يوري وصعد خلف زوجته في حين أنه دخل عليها وجدها مُلقية ظهرها له وتضمّ وجهها بين كفّيها وكأنها تبكي... أغلق الباب بهدوء ثم أقفله... بعدها توجّه إليها وقال: " عزيزتي! لما البكاء الآن؟ هل ضايقتك والدتي؟ هل فعلت شيئا سيئا تأذيّتي منه؟ بالكلام؟. "

أجابته ولا زالت دموعها تنهمر: " لا... كلّا لم تفعل شيء... أساسا أستغرب من طيبتها وقلبها الكبير النقي الطيّب الذي تملكه!! لم أعتاد يوري... لقد كنت أواجه كوابيسا بسببهم حتّى بعدما تركتهم ورحلت... ظننت أنني إن تزوّجت بك سأنساهم ولكن لا أظن ذلك. "

جذبها الى صدره قائلا وهو يواسيها بحنيّة: " حسنا... إن كان البكاء سيُريح هذا القلب الجميل فإبكي... إبكي أخرجي ما بجوفك... أعرف أن ما تعرّضت له قاسٍ للغاية أتفهّم ذلك يا جميلتي... إبكي إياك والكتمان. "

بالفعل هذا ما حدث... بكت بكت كثيرا فوق كتفه... في حين أنه أراد تغيير الأجواء قليلا ليقول: " هل تذكرين ذلك العجوز الذي بالمجمّع السكني في اليونان؟ الذي غضب من الطفل فقام بخلع إحدى حذائيه وضرب الطفل لأنه أزعجه؟. "

فجأة سمعها تضحك ضحكة ممزوجة بالدموع والنبرة الباكية... فإبتعدت عنه قائلة بصوت خافت: " بالتأكيد أتذكر.. لقد ضحكنا كثيرا في ذلك الوقت. "

المُقاتل - FighterWhere stories live. Discover now