#6 حُزْنٌ نامي..!

872 50 26
                                    

منذ أن مرض والد جوليا وهي تلازم الكنيسة يوميًا بعد الكلية للصلاة من أجل والدها نية شفائِه وبحكم أن مسك تعود معها للبيت على الدوام فبدأت ترافقها بحيث تتجه جوليا نحو الكنيسة ومسك نحو مصلى النساء لتصلي صلاة الظهر ومن ثم تلحق جوليا إلى الكنيسة وتنتظرها ريثما تنتهي من الصلاة، الدعاء والإستشارة وبعدها العودة إلى المنزل سويًا كونهما جارتين.

كانت جوليا في غرفة الصلاة بالكنيسة تغمض عينيها وهي تبكي وتشبك كفيها سويًا وتضمهما نحو صدرها وتتمتم بهدوء تدعو لربها

جوليا بهمس: يا رب أنت الذي أتوجه إليه للمساعدة في لحظات الضعف وأوقات الحاجة، أصلي باسمك يا يسوع المسيح أن تشفي والدي مما اهلك جسده وأضعفه بقوة روحك القدوس.

أما مسك فقد كانت بالمصلى النسائي وقد أنهت صلاة الظهر، إلتقطت أحد المصاحف المصفوفة على الرف بترتيب، جلست على الأرض وفتحت الصفحة المتواجدة فيها سورة يس وبدأت تقرأها بكل خشوع وقد إنعزلت عن العالم تمامًا وإندمجت بالقراءة.

إقشعر جسدها عندما وصلت لآخر آيتين

قرأتهما بهمسٍ: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)"

وما إن قرأتهما حتى وضعت يدها على قلبها ودمعت عيناها، أغلقت المصحف ثم قبلته وقالت بهمس: يا من أمره بين الكاف والنون قُل لدعائي كُن فيكون، يا رب من لنا غيرك يا من تجيب المُضطر إذا دعاك، يا من تكشف السوء والضر ويا من تشفي عبادك يا أرحم الراحمين.

خرجت من المصلى بعد أن أعادت المصحف مكانه ثم توجهت نحو الكنيسة لتفقد جوليا فهي تعلم أنها تمر بأزمةٍ صعبةٍ الآن وأنها باتت تأخذ وقتًا طويلاً في الكنيسة للدعاء نيةً لشفاء أبيها. دخلت إلى الكنيسة بتوتر فهي للمرة الأولى التي تدخلها لوحدها فبالعادةِ تدخلها برفقة جوليا.

كانت عيناها تتجول بالكنيسة تبحث هنا وهناك، هيهاتٍ حتى جفلت عندما سمعت صوتًا خارجًا من العدم

يقول بهدوء: إنها بغرفة الصلاة

كانت مسك قد جفلت فوضعت يدها على قلبها بخوف

فنطق الأب مايكل بأسف: أعتذر منكِ لم أكن أقصد أن أتسبب بإخافتك لكني علمت أنكِ تبحثين عن صديقتك

نفت مسك: لا عليك أيها الأب لكني فقط جفلت بسبب هدوء الكنيسة

أومأ لها الأب مايكل فإستطردت: عذرًا منك، لكن ماذا تفعل جوليا الآن؟

الأب مايكل: لقد أنهت صلاتها وأدعيتها وهي الآن تتحدث مع الأب طوني فهي بحالٍ يرثى لها، يأتينا هنا الكثير من الأشخاص بحالٍ محزن لأسبابٍ كثيرة

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin