#31 كِدّْتَ أَنْ تَقْتُلَني بِسُمِّكْ.

521 42 11
                                    

كان السيد وسيم في مصنع الأدوية الذي يعمل به، كان يحمل بعض القارورات الموضوعة في صندوق ومتوجه صوب المختبر لكي يضعها هناك. دخل المختبر فوجدته مظلمًا ولا إنارة فيه فأخذ يتحسس بكفه الأيسر مكان زر الإنارة حتى إشتعل الضور بالمكان.

وعلى الفور وسّع عينيه بصدمة عندما وجد أحد العمال يقف بمحاذاة أحد الرفوف يبحث عن شيءٍ ما، فتعجب السيد وسيم من حاله

فنبس بتساؤل: إياد؟ ماذا تفعل هنا فلا يفترض بكِ أن تتواجد بالمختبر

توتر إياد: لا شيء لا تشغل بالك

السيد وسيم بشك: أمتأكد مما تقوله؟

أومأ إياد وكان يهرول صوب الباب فإستوقفه كلام السيد وسيم: لكن! ألا تظن أنه لمن المريب أن تبحث عن شيءٍ وسط الظلام؟ فكيف لك أن ترى؟

توجس إياد وإلتمس الخوف فأدرك منذ الوهلة الاولى بان السيد وسيم لن يصدق كلمةً منه فهما ليسا على وفاقٍ تام لعُقَد تعود إلى الماضي قليلاً.

إياد: قلت لك لا شيء ما بالك

وإلتفت سريعًا كي يغادر، نظرةٌ خاطفةٌ غير مستقصدة من قِبَل السيد وسيم صوب كَف إياد فلمح قارورة خضراء صغيرة محاصرة بين أنامله فعقد حاجبيه بإستغراب ومشتت داخليًا والإرتياب بات حليفًا له، فقرر معرفة الأمر قبل أن يغادر.

إتكئ على الحائط داخل المختبر وهو يحاول التذكر أين رأى قارورةً كتلك فهناك ادوية يتم تصنيعها فتصبح صالحةً للإستعمال ومن ثم يتم إستيرادها من قِبَل الصيدليات، العيادات والمستشفيان وكغيرها من تلك الأماكن والمؤسسات فتصبح كثيرة التداول وأدويةٌ أخرى يتم صنعها ليتبين فيما بعد أنها غير صالحة للإستهلاك البشري فيتم التخلص منها إما لأن لا مفعول لها او لانها تسبب بتفاقم سوء الحالة الصحية فيتم نسيانها وطمسها تحت الأنقاض.

هيهاتٍ حتى دخل أحد الباحثين الآخرين إلى المختبر بخطواتٍ متسارعة وفزع عندما رأى السيد وسيم متكئًا بجانب الباب، فهو لم يشعر بهِ في البداية، نظر له بإستغراب وهو يعدل مئزره متعمق النظر بملامحه المضطربة

نبس بتساؤل: وسيم؟ هل أنتَ متعب؟

فتح السيد وسيم عينيه وعقد حاجبيه ثم نطق بهدوء: لا، الحمد لله أنا بخير

صمت لوهلة وعاود النطق بإنفعال طفيف: عبد الرحمن، أنا بحاجة لخدمة طارئة منك إن أمكن

نطق عبد الرحمن: بالطبع قُل لي وبإذن الله أنا لها

نطق السيد وسيم: إنها بخصوص إياد

عبد الرحمن بإستغراب: إياد؟ ما باله؟

السيد وسيم: لقد كان هنا منذ برهة

عبد الرحمن: هنا؟! لكن لا يفترض به القدوم إلى هنا لسرية الإختبارات

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓Donde viven las historias. Descúbrelo ahora