أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓

#52 أَحَقًا نَطَقْتُ الشَهادَتَيْن..؟

المعتنق لدينٍ آخر، يكون في السابق قبل إتخاذ الخطوة معتقدًا بأنه سيبقى كما هو، على حاله الذي إعتاد عليه، يكون آخر ما يتوقع حدوثه في حياته، أن يقوم بتغيير دينه.. ليس لأن الأمر مستبعد بل لأن الأمر لا يكون بالحسبان بالأخص إن كان الشخص ملتزمًا، لكن ماذا لو كان رجل دين؟ ستقل فرص التوقع والتخمين بل وقد تنعدم كذلك، لكن! لا أحد على درايةٍ بمستقبله.

إستعد مايكل وتأهب كي يتوجه إلى المسجد وقلبه على أحرٍ من الجمر، كان يوسف ينظر له بإبتسامةِ فخر ومن ثم خرجا وسارا نحو المسجد. وما إن وصلا إلتقط مايكل نفسًا طويلاً قبل أن يدخلاه، ربت يوسف على كتف شقيقه وهو يبتسم بعد ذلك دلفا إليه فوجدا الشيخ طه يجلس جانبًا يقرأ القرآن ويتواجد بعض الرجال هناك، بعضهم يقرأ القرآن وبعضهم يتناقش في أمورٍ دينية.

فور صدور صوت صرير الباب إلتفت الشيخ طه فوجد مايكل يقف إلى جانب يوسف فنهض عن مكانه ووضع المصحف الشريف مكانه ثم بدأ يتقدم منهما بإبتسامة

ثم نبس: أهلاً بكما في بيت الله، كيف أحوالكما؟

يوسف بإبتسامة: الحمد لله

مايكل بإبتسامة: حمدًا لله

صمت قليلاً ثم إستطرد: أيها الشيخ طه

الشيخ طه: قل يا بني

مايكل: جئتكَ اليوم طالبًا منكَ طلبًا

إبتسم الشيخ طه ونبس: تعال لنجلس أولاً قبل الحديث عن أي شيء

أومأ مايكل وجلس الثلاثةُ سويًا، كان باقي الرجال في المسجد يسترقون النظر كل وهلة بفضول

الشيخ طه: قل لي ما الأمر؟

مايكل: أريد أن أعتنق الإسلام وجئتك لتخبرني عن كيفية فعل ذلك

نظر جميع الرجال في المسجد نحوه بذهولٍ وأصابهم الفضول فقرروا الإقتراب منه اما الشيخ طه فقد إبتسم بإتساع

ونبس: أشعرني قلبي بأنكَ ستأتي إلي لتخبرني بهذا الكلام

إبتسم مايكل ونطق: إذن هل ستخبرني؟

الشيخ طه بإنفعالٍ طفيف: وكيف لي ألا أفعل؟

يوسف بإبتسامة: الحمد لله على ذلك

الشيخ طه: قبل أن أخبرك يتوجب عليَّ سؤالكَ بعض الأسئلة

إبتسم مايكل: لقد علمت ما هي قبل أن تطرحها عليّ

الشيخ طه بإبتسامة: أنتَ تعلم جيدًا أن الإسلام والمسيحية تختلفان بموضوع الثالوث والتوحيد، ففي الإسلام نؤمن بالله وحده لا شريك له ونؤمن بأن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم خاتم الأنبياء ونؤمن بأن عيسى عليه السلام نبي الله بينما في المسيحية يؤمنون على أنه إبن الرب وهنا مربط الفرس فهنا يكمن الإختلاف والذي يعتبر في ديننا شُركًا بالله، فالله واحدٌ لا شريك له، ليس له زوجةً أو ولد والله ليس كمثله شيءٌ في الأرض ولا في السماء، هو يعلم ما في الأرحام ويصورها وليس كالبشر في صفاته فهي لا تشبه صفاتنا لذلك فإن إدعاء أن لديه ولد يجعلنا نشبهه بالبشر وحاشاه عز وجل أن يشبهنا