#38 شَتاتْ...!

511 38 14
                                    

يقال في الحب أن القلب والعقل يتخذان مواقف عكسية ففي حين يضعف القلب ويرضخ للأمر الواقع يقاوم العقل يصد ذاك الحب رافضًا إياه بشراسة. خضع القلب لطارق بابه وما إستكان العقل، يطلب من القلب ان يستسمح عذرًا منه على هذا الخطأ الجسيم.

لكن! أيكون الحب سيئًا كما يزعم العقل والبشر أم أنه جميل نستحق أن نعيشه كما يرضى القلب؟

الحب هو شعور جميل يمتاز بالبهاء لكن عندما يحمل معناه العفيف بالفعل فالحب الصحيح، المستقيم بأن تحب شخصًا بكل جوارحك تتمنى أن تجتمع معه بالإطار الرسمي الذي يرضي الله بأن تبقى ساكتًا تكابر على نفسك ترفض من إعلام محبوبك بشعورك حتى تصبح ملكًا له، ليس ذاك الحب المستباح فيه كل شيء بلا رقابة، بلا أي رسميات والذي لا يأتي إلا بغضبٍ من الله.

الكثير ممن يخوضون تجربة الحب خارج الإطار الشرعي والرسمي يتحدثان ويتبادلان كلام العشق إلى أن تصل للإبتذال ببعض الأحيان وما هي إلا مضيعة للوقت وإستنزاف للمشاعر فيرى المرء نفسه خالي المشاعر فيما بعد.

فما أجمل من يحب بصمت، يراقب بصمت، يكافح بصمت، ينتظر الفرج بصمت، يعلم أنه لن يخيب فثقته بالله فاقت أي شعور.

مر يوم آخر من الروتين الجديد، عاد عُمر وسوسن إلى البيت من عملهما كما وعادت جوليا للبيت من المدرسة منهكة، منشغلة التفكير. ألقت بجسدها على السرير بعد أن رمت حقيبتها بعشوائية حتى إصطدمت بمكتبها الصغير الذي أصدر صوتًا شبه مرتفع مما أفزع والدتها ودفعها للهرولةِ سريعًا لترى ما حدث.

قبل أن تصل كانت جوليا تقرأ الرسالة التي أرسلتها لها سوسن غير مبالية بالضجة التي صدرت عقب رميها للحقيبة، بل كل ما لفت إنتباهها ما كتبته لها سوسن.

"عليكِ أن تعلمي بأن الخطة يجب أن تنتهي قريبًا فوالداي لاحظا تصرفات عُمر وبدأت هذه التمثيلية تنطلي عليهما وما أريده منكِ هو أن تقومي بالإلحاح على والديكِ مرارًا وتكرارًا لعدة أيام حتى تمهدي لهما الخطة الأساسية ولكي يصدقا فعلتك، دعيهما يوقنان بأنكِ يائسة عن طريق تصرفاتك وأنتِ أعلم مني كيف تفعلينها"

كانت جوليا تبتسم بإتساع فقد راق لها الكلام فأجابتها مؤيدةً لتلك الخطة، وما إن فرغت حتى داهمها دخول والدتها العنيف إلى الغرفة ففزعت جوليا واضعةً كفها فوق خافقها وهي تتنفس بسرعة

جوليا بتعجب: أمي!

السيدة لارا: أجل أمك، ماذا هناك؟ ما هذه الضجة أحدث لكِ شيء؟

نفت جوليا: لا، أنا فقط رميت حقيبتي لم أق..

لكنها صمتت على الفور وتراجعت عن كلماتها وقررت البدء بتنفيذ الخطة، عبست ملامحها ونظرت صوب النافذة واليأس مرتسم على ملامحها

ونطقت ببرود: بإمكانكِ القول أني سئمت لا أكثر

السيدة لارا: وما الداعي من إلقاء حقيبتك بهذا العنف؟

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang