#26 شُرودْ..!

496 38 10
                                    

مسك! تمر بفترة عصيبة من الضغوط والكبت، تكون في أحيانٍ كثيرة بمزاجٍ جيد وبعد مدة يتقلب إلى سيء بحيث الأمر بات مرهقًا وثقيلاً على كاهليها وكأن حملٌ على ظهرها لا تستطيع تحمله بعد الآن. كان جل تفكيرها مؤخرًا بمايكل، بات حبه يتضاعف شيئًا فشيئًا في عمق قلبها وغدت مدركة أنها عالقة في دوامة الحب هذه لكنها ليس براضية البتة فهي تعلم أن النهاية لهذا الحب واضحة كوضوح الشمس فلا هي تستطيع الزواج بغير مسلم وحبها له كقسيس قد يمس به.. هي تفكر بالأمر من إتجاهاتٍ عدة فهي لا تريد الإساءة لنفسها أو له، متحفظة من هذا الجانب للغاية كما وأنها لا تريد أن تتصرف بأنانية.

كان المُحاضر إيهاب يسير في الفصل ذهابًا وإيابًا وإبتسامته تشق وجهه، ينظر لطلابه تارةً وتارةً لأوراق درجاتهم. توقف فجأة وجلس مكانه ثم نظر لهم وهو على أُهبة الإستعداد للتحدث حول مصيرهم ومستقبلهم

المُحاضر إيهاب: وكما رأيتم منذ خمس دقائق، أنتم تحرزون تقدمًا ملحوظًا ودرجاتكم هذه نفخر بها وندرك منذ صدورها أنكم على أتم الإستعداد لتقديم الإمتحان النهائي والذي سيكون بعد شهر بالضبط ومن ثم يتم تخرج الناجحين ولكنني على ثقة تامة بأن جميعكم في هذا الفصل ستتخرجون لذا أريد منكم إجتهادًا شرسًا أريد الشعور بجهودكم المبذولة، أريد إستشعارها

كان الطلاب ينظرون له بإصغاءٍ تام فرحين عدا جوليا التي كانت تنظر للمقعد الفارغ القابع بجانبها، ينقصه شخصٌ ما فرفعت جوليا يدها مستأذنةً من المُحاضر التحدث

المُحاضر إيهاب بإصغاء: أجل جوليا، تفضلي

أشارت جوليا على المقعد الفارغ ونبست بهدوء: ماذا عن مسك؟ لقد تغيبت في آخر أيامٍ طلبت فيها حضورنا فهل هي مهيئة للتخرج؟

المُحاضر إيهاب: لاحظت ذلك إنها لا تأتي ويبدو لي أنها ليست بخير فلقد لاحظت هذا بالإمتحان الأخير فلقد كانت هادئة للغاية كما وأن المُحاضر إسماعيل أعلمني انها نامت في إحدى إمتحاناته

أومأت جوليا بحزنٍ بادٍ على معالمها: أجل، ولهذا أنا أريد ان أعلم إن كان درجاتها جيدة مؤخرًا وهل هي على أهبة الإستعداد لتقدم الإمتحان النهائي؟

أومأ المُحاضر إيهاب وإبتسم بخفة: أجل، فدرجاتها ممتازة وهي على أتم الإستعداد وأرجو منكِ أن تعلميها بذلك وحثيها على القدوم بعد يومين إلى الكلية لأني سأتفرغ لشرح ما تواجهون صعوبةً به

أومأت جوليا له وجلست مكانها ووأخذت تنظر ليمينها وشرد نظرها بعُمر الذي تعجب من نظرتها، توتر بالبداية لكنه تظاهر باللامبالاة وأخذ ينظر للمُحاضر وكأنه مندمجٌ بحديثه

أصاب عُمر الفضول بالنهاية ونظر لجوليا ونطق: ما بكِ؟ هل أنتِ متعبة؟

جفلت جوليا ونفت برأسها: لا، أنا بخير شكرًا على السؤال

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن