(ج2) 7# مَوَدَّة..!

385 29 7
                                    

في أحيانٍ كثيرة ترمي علينا الحياة بصعوبتها وقد تمر علينا عدة أيامٍ سيئة، تبدو ظروفنا وكأنها لمن الصعب أن تنفك، يكون الحزن رفيقًا لأرواحنا ونخال أننا سنبقى على حالنا وأن الحال قد يدوم ثم نتفاجأ عندما يغدق الله علينا برحمته ويتلطف علينا ويجبر كسر أرواحنا التي لطالما كانت تبكي من فرط الألم والعذاب، فهل تظنه ينساك أو يغفل عنك؟

حاشاه أن ينسى عبدًا دعاه وتضرع له وطلب منه الرحمة والفرج، حاشاه أن ينسى عبدًا وضع فيه كل آماله، فمهما كنتَ خائفًا ومهما بلغ ذاك الخوف فلن يدوم ولن يبقى فالله يدبر أمرك ليعطيك حتى ترضى وأنت تظن أن معركةَ كفاحكَ لن تنتهي ولن تحصد منها أي نتيجةٍ تُذكَر.

دلف مايكل إلى البيت بوجهٍ شاحب وهو يتنهد بتعب يدلك رقبته بإرهاق، كانت مسك قد وضعت طعام العشاء على المنضدة، توجه نحوه بخطىً بطيئة ثم عانقها بهدوءٍ عناقًا دام طويلاً بصمتٍ تام فتعجبت الأخرى وعقدت حاجبيها بإستغراب ففي العادة يقول شيئًا مهما كان بسيطًا لكنه الآن صامتٌ بشكلٍ أثار الريبة بقلبها إلا أنها علمت ما خطبه لذا قررت كسر الصمت بسؤالها مستفسرةً عن أحواله

مسك بتساؤل: مايكل! ما بك؟ هل أنتَ بخير؟ لما تتنهد كثيرًا؟ أحدث شيءٌ معك؟

فصل مايكل العناق وهو ينفي برأسه ثم نبس بهدوء: كلا، لكن...!

صمت قليلاً ولم يتابع حديثه فعقدت مسك حاجبيها بتساؤل ووضعت كفها على كتفه

ناطقةً بحنان: لكن ماذا؟ أفرج عما في قلبك فأنا أستمع

تنهد مايكل بتعب: أشعر بالضغط قليلاً، بالذنب، بالحزن وبالندم

قطبت مسك جبينها بإستغراب ونبست مستفسرة: لكن لما؟ ما السبب؟ هل فعلتَ شيئًا يستحق كل هذا الشعور؟

أومأ مايكل: نعم

مسك: بحق من؟

أشار مايكل برأسه صوبها: بحقك

أشارت مسك بسبابتها صوب نفسها بتعجب: بحقي أنا؟

أومأ مجددًا: أجل فأنتِ مضطرةٌ للتعايش مع ظروفي لعدو أشهرٍ أخرى، فيا مسك أنا لم أعد أحتمل أكثر من ذلك، بات الأمر مرهقًا

إلتقطت مسك شهيقًا: رويدًا رويدًا، وضح رجاءًا فأنا حقًا لم أفهم عليك

مايكل: منذ تمت خطبتنا إلى اليوم حرمتك من الجلوس معي على الدوام بسبب دوام عملي ودوامي في الجامعة بحيث أخرج صباحًا وأعود مساءًا

عبست مسك بعدم رضا وضمت ذراعيها إلى صدرها: إلى متى ستبقى على هذا الحال يا مايكل؟ أنتَ حقًا كثير القلق، كف عن مخاوفك وتجاهلها لأني لست حزينة أو غاضبة إضافةً إلى أني أعذرك لأني كنت أتعلم في الكلية ذات يوم وأعلم ماهية شعورك كما أنكَ ستتخرج بعد بضعة أشهر ومن ثم تتحسن أحوالك إن شاء الله لذا أنا أرجوك بأن تتوقف عن لوم نفسك كثيرًا لأن ذلك غير صحي، حسنًا؟

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora