(ج2) #LAST# الله مُدَبِّرُ أمورِك.

766 29 91
                                    

(أعتذر على هذا التأخير الطويل في تنزيل الجزء بس هاليومين كثير تعبت وكنت أكتب على أقل من مهلي لحد ما أنهيته، أعتذر جدًا)

.

.

.

لا قوةً بشريةً قادرةً على ردع مشيئةِ الله من الحدوث وإن أرادَ لكَ خيرًا فسوفَ يصيبك حتى وإن تكاتف أهل الأرض على ردعه جميعًا فعن النبي في وصيته لابن عباس رضي الله عنه، حيث قال له : (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). أي ما كُتِبَ لك ستناله ولن يُخطِئك وما لم يُقَدَّر لك لن تملكه، لذا إعتد على الرضا لما قسمه الله لك وإعلم أن لا أحد يأخذ من هذه الدنيا إلا نصيبه والحسرةُ لن تنفعكَ بشيءٍ بل وستضيع وقتك.

كلنا في قرارة أنفسنا نعلم أن كل شيءٍ بيد الله جل وعلا وانَّ ما من شيءٍ في هذه الحياة إلا ويدبره هو، دَيْنُكَ الذي أرهقك سداده عنده، مرضك الذي أهلكك شفاؤه بيده، كربك الذي ضَيَّقَ عليك إنفراجه عنده، ولو نظرنا حولنا جيدًا وأمعنَا النظر وركزنا جيدًا سوف نلمس رحمةَ الله في كل شيء، في ابسط التفاصيل وأدقِّها.

لا أحد قد يعطيكَ حتى الرضا سواه، فتظن عقب ضيقك الذي ألمَّ بك أنكَ عالقٌ في نهايةِ الطريق دون مخرج لا أبواب البتة ولكن! من العدم تنفتح لكَ نافذةً أنتَ على يقينٍ بأنها لم تكن موجودة، تشعر في تلك اللحظة نزول رحمة الله عليك، تتسلق إليها وتخرج إلى برِّ الأمان، تقع على الأرض ساجدًا ودموعك تتسابق على خديكَ بخشوع، نبرتكَ إهتزت من شدة الفرح وأنتَ تشكر الله وتحمده على ما أتاكَ من فضله.

أدركتَ أنكَ كنتَ تائهًا في أفكاركَ ظنًا منك أنكَ لن تنجو وعلمت أنكَ لم تحسن الظن به منذ البداية، احمده على جميع النعم فهو معك ويراك، يسمعك ويعطيك، يحميك وينتشلكَ من الضياع.

إنه الله بعظمته وجلاله الذي ليس كمثله شيءٌ في الأرض ولا في السماء، هو من يعطينا الفرصة كل يومٍ كي نتوب ونرجع إليه، هو من يغدق علينا برحمته في كل حين دون أن نشعر، هو من يتلطف علينا وعلى افئدتنا الصغيرة من كل ضيق، فالحمد له حتى يرضى والحمد له حين يرضى والحمد له بعد الرضا، الحمد له في كل وقتٍ وفي كل حين وفي كل حالٍ سواء كان يسيرًا أو عسير.

يتواجد مايكل، أو لنقل حمزة في فصله يحمل كتاب التاريخ بين أنامله وهو ينظر تارةً له وتارةً لطلابه المندمجون معه يدونون الملاحظات في دفاترهم، يجلس حمزة على منضدته وهو يضع رِجلاً فوق رجل

كان يشرح بطريقته المبسطة لهم: كما ذكرنا في نهايةِ الدرس السابق يا طلابي الأحباء أن الحرب العالمية الأولى نشبت بدايةً في أوروبا في تاريخ الثامن والعشرين من تموز عام ألف وتسعمائةِ واربعةَ عشر وإنتهت في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام ألف وتسعمائة وثمانيةَ عشر

أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓Where stories live. Discover now