كانت مسك تعبث بقلمها وهي تنظر إلى المقعد المجاور لها، كان فارغًا وينقص وجود جوليا إلى جانبها التي تغيبت عن الكلية إضطراريًا فوالدها بحاجة لها كما أنها لم تكن بحالةٍ نفسية ممتازة كي تداوم اليوم.
وضعت مسك رأسها على الطاولة وهي توزع نظراتٍ حزينة أينما تقع عيناها، بدأت تتنهد مرارًا وتكرارًا تنهيداتٍ متألمة حت بدأ يلاحظ جميع زملائِها ذلك فتعجبوا وإجتمعوا حولها والتساؤل ظاهرٌ على وجوههم.
حتى كسر عمر هذا الهدوء ونطق بإستغراب: مسك! ما بكِ؟
لينا: لا تبدين طبيعية
رفعت مسك رأسها وهي تحاول أن تتمالك نفسها ثم نطقت: جوليا
نطق جميعهم بصوتٍ واحد: ما بها؟
مسك: والدها مريضٌ منذ مدة والطبيب يستمر بإخبارهم أنها حمى وأنه سيشفى لكن مر الوقت ولم يحدث ذلك بل تزداد حالته سوءًا يومًا بعد يوم والأمر بات مرهقًا لها فهي حزينة على وضعه للغاية
سوسن بقلق: لما لم تخبرنا بذلك؟
مسك: هي تتكتم عن الموضوع كثيرًا بلا شعور ولا تتحدث عنه حتى أنني من أسألها عن حالة والدها في غالب الأحيان
إلياس: ألا تعتقدون أنه من الواجب أن نذهب للزيارة للإطمئنان
نطق عمر: كلام إلياس صحيح، علينا الذهاب جميعًا لنواسيها في محنتها
أبدى الجميع إعجابه بالفكرة ووافقوا عليها
محمود: إذا متى نذهب؟
فيفيان: ما رأيكم أن نذهب نهاية الأسبوع؟ فأنا أعتقد أنه الوقت الأنسب للزيارة
مسك: أجل لا بأس بذلك وأنا سأعلمها بهذا
لينا: نعتمد عليكِ
كان الجو عاصفًا بالخارج، يضيء البرق السماء كل برهةٍ ويشكل خلفه خطوطًا من الكهرباء ثم يليه هزيم الرعد الذي يهز الأرض من شدة قوته وسبحان من خلقه ليسبح بحمده. كان أنظار الزملاء كلها تتجه صوب نوافذ الفصل ينظرون للغيوم الداكنة وعتمة السماء وكأن الوقت الآن هو المساء، كانت الحيرة تعتلي وجوههم فبعضهم لم يتوقع أن يكون الطقس بهذا الشكل فأتوا سيرًا على الأقدام صباحًا ومن ضمنهم مسك وبعضهم من لديه مواصلات وقسمٌ أخذ بالحيطة وأحضر مظلته.
كانت مسك تتمتم: يا إلهي كيف سأعود للبيت؟
سوسن نكزتها وقالت بتساؤل: ما بكِ يا مسك اهناكَ ما يحيرك؟
تنهدت مسك: لم أحضر مظلة وما من أحدٍ يعيدني فأخي وأبي بالعمل الآن وأمي لا تمتلك رخصة قيادة
ثم قهقهت بخفة وقالت: فهي تخاف من القيادة
كان عمر يقف بجوار سوسن وكلٌ منهما يحمل مظلته فعلى الفور مد مظلته أمامها
أنت تقرأ
أَحْبَبْتُ قِسّيسًا (ج1 + ج2) ✓
Romanceمُسلِمَة مُلتَزِمَة تَجِدُ نَفْسَها واقِعَةً بِحُبِّ قِسِّيس. فَهَل حُبُّها خاطِى أم أنَّ الأمرَ لَيسَ بِيَدِها؟ لَمْ تَكُن المَشاعِرُ تَحْتَ سَيْطَرَةِ الإنسانِ يَومًا، لكِن ماذا سَيَحْدُثْ؟ قِصَصٌ كَثيرَةٌ مَع أشخاصٍ عِدّة سَتَتَعَرَّفون عَلَيها...
