" سيديِ ، الهدف واضح .. "
أوصد منظار قناصتهِ على جبينِ الضحية ، مصيباً النقطة تماماً حيث رسمهاَ ، رقمُ مئة و ستون .. ذاك رقمُ الضحية الملقاة على طاولةِ الخطابات في مجلس الأمن الدوليّ.
هل تعلم كم تحتاج من الخبرة ، القوة ، و الذكاء لتغتال رئيساً لدولة كبيرة في وسط مجلس الأمن الدوليّ ؟
لكنهُ لم يكن بالأمر الجليل للقناصِ ٦١ ، سكارلتّ.
سكارلتّ هو إسمهُ الحركيّ ، يمتاز بأعينٍ حادةِ النظراتِ و وجههُ الملثمِ بذاك القناع الأسود حول رأسهِ ؛ حين تتعرف غلى ملامحهِ ثانيِ شخص ستراه هو اللّه.
لأنه لن يسمح لك بالحياة مجدداً.
سكارلتّ كان خبيثاً كالثعلبِ ذو تسعِ ذيول ، بكل مكانٍ و لكنه مجهول النسبِ و الهوية و الحضور ؛ لا تستطيع أن تجدهُ أو تلقاه.
لطالماَ كانت عبارتهُ المفضلةَ " حين تحتاجنيِ سأجدكّ بنفسيِ ؛ بحثكَ عني يعني رغبتكَ في الموت ".
في سنِ السابعةِ و الثلاثين ، سكارليت لم يعدّ مجرد قناص لدىٰ منظمتهِ التي تعتبرُ إرهابية وفقاً للعديد من الدول و منظمة الأمم المتحدة.
و لكنهُ لم يهتم .. لم يهتم حين أرداهم على الأرضِ برصاصة واحدة و لقوا حتفهم ، أو بمن كانوا ضحايا خنجرِهِ ذو الرأس المزدوج.
سكارلتّ ، يابانيّ الجنسيةَ من جماعة أثردوكسيةٍ بحة ، متطرفةَ تؤمن بكامل قواها أن القساوسة و المسيحين في كل بقاع العالمِ مجرمون في حق الثالوث المقدس و السيدةِ العذراء ، بل و عارٌ على المسيحين و من تبعهمّ مجردُ أثمين و مذنبين يجبُ عليهم التوبةَ أو يجبُ عليهم القتل.
طولهُ الفارع يسمح لهُ بتسلق الجدران و الخروج قافزاً من بين البنايات ، بينماَ يتبعهُ الحرس نحو السطح يحاوطونهُ من كل ناحيةٍ ؛ إكتفىٰ بالإبتسامةِ لهم.
لأنه في تلك اللحظة تدخلتّ أحد الطائرات لتفتح وابل الرصاص على من يحاوطهُ ، ركض ليحيط سيقان الطائرة فقط لتعود للتحليقِ مجدداً بعيداً عن المجلس.
” سكارلتّ ، ما الوضعّ ؛ حول “
” إيجابيّ ، لكن سيكون هناك مطاردات ؛ حول “
ربان الطائرةَ غير وجهتهُ نحو أحد المبانيِ السكنية ، كان الموقفُ خطراً و لكن لابد من نقل القناص نحو مكانٍ أمن ؛ بالنهاية هو حصانهم الأسود.