-الجارُ الغريب.

246 26 94
                                    

- حزيران ، روُما.

لقد مر أسبوعٌ كامل منذ إلتقيتهُ ، و رغم جلوسيِ المتكرر على مطلع الشرفةِ ، أو مراقبتيِ لشرفته من على حافة الطريق كلما عدتُ من الكليّة.

كانت أبواب شرفتهِ الخشبية موصدةٌ لم تفتح من يومهاَ و كل ما كنتُ أسمعه هو صوتُ السياط الحديديةِ و نحيبٍ حاد يلازمهاَ ، الكثير من الهمسِ كترانيم الكنائس ؛ بدىٰ مرعباً و لكنهُ توقف مع مرور الوقت.

يعوُد ذاك الصوت مجدداً و بينما أفتح عينيّ هاتفيِ يشير إلى الساعة الثانية منتصف الليّل ، هذه الليلة السادسةُ بالفعل فضوليِ يقتلني فما كان بوسعيِ سوى إرتداء قميصي و الترجل نحو باب الشقة.

الشارعُ لايزال مكتظاً و الناس يتسامرون ، فقررت أن أسير حافي القدميّن على تلك السلالم المهترئة وصولاً لشقتهِ ؛ كنتُ قد زرتهاَ مسبقاً و لكن دون جدىٰ كل الطعام مازال أمام الباب بالفعل.

طرقتُ ؛ للمرة المئة في هذا الأسبوع حتى أن مفاصل أصابعيِ تشققتّ ، لا ردّ ، بوسعي رؤية ثقب الباب يتغير لونهُ للأسود ثم يعود النور مجدداً.

لا ردّ.

كنتُ قد فقدتُ الأمل بفتحهِ الباب لذلك عدتُ أدراجيِ ، ورباه بينما أنا أسير لمحتُ أحدهم يصعد نحو شقتيِ ، لقد كان ماركو لعنتُ تحت أنفي حين لمحنيِ ..

عدتُ مرةً أخرى للأعلىٰ حين لمحتهُ يحمل مسدساً ..

لا أدريِ نحو ماذا أركض و لكننيِ طرقتُ باب ذاك الغريب بعنفٍ أكثر هذه المرة و كنت ما زلتُ سأطرق لولاً جذور شعري تم سحبها بعنفِ و إلقائي على الأرض ، هذا الذلّ الذي سأبقى أعيشهُ مادام ماركوُ حياً.

وابلٌ من الشتائم و الإستهزاءات ، نفس الكلام و نفس الطلب.

" عن أي مالٍ تتحدث حتى ؟؟ أنا دفعت لك كل المستحق و أكثر !! لماذا لا تصرح بأنك سرقتهُ فقط !! "

هذه المرة و حتى في وضعيِ المزريّ قررتُ ببصق بعض الردود عليه ، كما فعلت طوال أخر سنتيّن و لكن دون جدوىٰ ، يكذبنيِ و يجمع رفقاهُ لمساندتهِ... الأمر كان عويصاً.

" متىٰ ستستمرُ بهذه الكذبة ؟ ها ؟ أنت تدريِ أنني قد أمهلتك الكثير من الوقت و لابد حقاً من إنهائك ... "

فوهةُ المسدسِ الأن بين شفتيّ بالفعل و طعمُ الرصاص وصل حلقيِ ؛ ربما تتسائلون كيف وصل بيِ الحال لهذا ؟

بينما ماركوُ مشغولٌ بمحاولة سحبيِ نحو شقتيِ معنفاً خصلاتيِ بكفه التي أكاد أقتلعها بالخدش و لكماتُ كوعي على صدرهِ ، صوتُ قفل الشقةُ 7 فُتح ..

DN | CHANHUN.Where stories live. Discover now