- حزيران ؛ روُما.
الشمسُ الساطعة بدأت تشرقُ و هاهي الساعةُ الذهبية تلوحُ على أرض هذه المدينة العتيقة ، يحبُ الإيطاليون النوم فوق السطوح أو عتبةِ شرفهمّ في فصل الصيف فالهواءُ العليلِ يلاطفهم على السمرِ و الحرارة ؛ رغم وجود تلك الحشرات المزعجة.
هو الأخير لم يكن مختلفاً عن شعبهِ و لو أنه يخالفهم في الكثير بالفعل في كافة مجالاتِ حياتهِ ، أشعة الشمس داعبتّ جفنيهِ ليفتح عينيهِ منزعجاً من كتلة الفروِ المستلقية فوق صدرهِ.
داعبَ قطتهُ قليلاً قبل أن يلف جسدهُ النحيل للجانبِ مستلقياً فوق ذاك اللحافِ المهترئ ، بين لوحاتهِ الفوضوية ، عُلب الأدوية الفارغة و أخرى لم تفتح بعد ، الكثير من أعقاب السجائر و فناجين القهوةِ السادة.
شرفتهُ كانت صغيرة عدةُ متراتٍ و بعض الأجزاء من القضبان الحديدةِ التي تحمي الجالس من " السقوط " كما لو أنهُ لن يسقط ؟ أو لن يجرب ؟ هي فقط مسألة عدم رغبته بإفتعال ضجة.
لكن فيما يخصُ الإنتحار ؛ سيهون قدّ يضحيِ بكل شيئ لينهيِ حياته.
هو فقط كان غارقاً بنفسهِ ، بأحزانها و بطشها و بؤسهاَ ، أفكاره سوداوية و عدميةٌ تخلو من الحُب و السعادة و الحياة ؛ فكيف تعلم الحُب و الحياة لأطفال الميتم ؟
حين بلغ الشهريّن هذا الشابُ النحيل ، مقوس الساقين ، مصابٌ بفقر الدمِ و سوءِ التغذية ، عظام وجههِ ظاهرة ، و شعرهُ أسود قصير جداً فقط القليل يتورى على جبينهِ ، شفاهٌ مزرقةٌ من التدخين ؛ تم رميهُ أمام عتبة أحد الملاجئ.
في أحد أرياف شمال روماَ ، سيهون تربى في ديرٍ كاثالوكيّ حيثُ الدين و روح القدسِ و نور الإله ؛ و الإغتصاب و الحرمان و الجوع و التعنيف و التهديد و التحرشات و قلة الإهتمام و سوء التربية و تطاول القساوسة...
هو مر بالكثير ؛ الكثير لأشرحهُ أنا فمجرد عبارات ربماَ بنظرنا هي مجرد حروفٍ و لكنهاَ قصةُ حياتهِ ! فلا أقدر على دعمه للإستمرار بالعيش...
لأنهُ لا يتملكُ سبباً ليحب الحياة لأجله.
" سكارلتّ ؟ هل تود بعض الطعام يا ترىٰ.. ؟ "
بدأ القطُ بالمواء حين سمعَ إسمهُ و بدون ترددٍ سار نحو مالكهِ الذي يسير بقميصه الفضفاضِ فقط بأرجاء المنزل باحثاً عن كيس طعام هرهِ.
المنزلُ في حالةِ فوضى ، سيهون في حالة فوضى ، عجاجٌ من الخراب يمنعهُ من الترتيب و التنظيف .. الإرهاق الذي يصيب الإنسان أحياناً لا نستطيع المساعدة ، فقط نترقبُ بصمت.
YOU ARE READING
DN | CHANHUN.
Fanfiction•أنت تعيش للموت و أنا أعيش لأقتل ؛ دعنيِ أساعدك. • تشانهون.