- تحتَ ضوضاءِ القلب.

251 17 65
                                    



و بعدما عهدتهُ لزاوية أمنةٍ أثناء قصف العدو على الكنيسة في ذاك اليوم المبارك ، كان يتصببُ عرقاً ، يناظرنيِ بتوعكٍ للفوضى التي تحيطنا و لكننيِ أظنهُ متفاجأ فقط لأنني أحميه رغم ما حدث..

سيبقىٰ يتهولُ من كل حركاتيِ ، و لربما يعصيِ أوامري في الثبات و البقاء صامتاً بينما أجد لنا حل بدل أن يكون هذا الصرحُ المقدس مصرعناَ ، غير أن سيهون لم يكن الرجل الثابت الرزين.

فأوشح بسلاحه على مطالع القوم و زاد خوفهم كذا توترهم في هذا الوضع ، ينددُ و يدعوهم للهدوء ، أنه من الشرطة الدولية و سيجد حلاً لهذا.

فتبادلتُ أنا و القس النظرات ، هو يعرفُ هويتي أشد المعرفة ، و يدركُ حقيقتي ، تلك نظراته المهددةَ بالهلاك إن قام هذا الشرطيّ باللحاق بقوات المستعمرين لمحادثاهم ..

يبدوُ أنا سيهون لا يدرك أن الصهاينةَ أعداءٌ له و لي بقدر ما هم أعداءٌ لهذا البلد و أهلهِ.

بينما أحيطُه مرة أخرى من ذراعهِ ، أسحبه من بين الحشد المكتظ ، الصارخ لأبعد نقطة عن نظر القسّ ، و هاهو يشتم و يلطم..يريدني أن أكف عن جره و لكنني لم أتوقف حتى أرطمتهُ بجدارِ أحد الداهليز الفارغة في هذه اللحظات من أي ضوضاء.

” هل تشاء الموت سكارليت ؟ لن تخطئ رصاصتي هذه المرة صدقني ! “

كان كالطفل المتخبطِ في المتجر باحثاً عن حلواه المفضلة ، رفستُ معدته ، بينما ألجمُ ياقة قميصه بين قبضتي أحاول أن أعيده لمنطقه..

يناظري و أنفه يرعفُ خيط دمٍ خفيف ، عينيه محمرة من الغضب يشدُ على يديّ بأظافره .. أجل بدىٰ شهياً للتقبيل..و لم أمسك ذاتي عنه يوماً..

أخذتُ فمه بين خاصتي ، محيطاً مؤخرة رأسه بيديِ حتى ألصقه بالجدار خلفه غير آبه لتلك الٱنات الرافضة ..

” لن يقتلكَ غيري ، لا تهلك نفسك قبل أن ننهي هذا السباق ، يجب أن نضع نهاية لنا سيهون .. مانحن؟ ماذا سنكون؟ قاتل و شرطيّ فقط ؟ “

عينيهِ صامتةٌ بنظرات فارغة من مألوفها ، من الحقد و الكراهية ، عادت نظراتُ شقة إيطاليا لتلاحقني بعد سنوات.

أنزلتُ يدي مستشعراً عنقه حتى صدره لأدفعهُ بعيداً لأحد الغرف موصداً الباب خلفه ، و تعال صراخه ، شتائمه و تهديداته الفارغة و لكنني أدري أن فرقتهُ قادمة بأي لحظة تماماً كفرقتي فسارعت..

رفعت القناع على ملامحيِ لأثبت مسدسيِ بيساريِ حتى أركض أخذاً القس تحت جناحيِ هارعاً به نحو المخرج الخلفي للكنيسة ، هناك تدخلت قوات الدفاع الدولية حتى تضع حداً لهذه المهزلة.

DN | CHANHUN.Where stories live. Discover now