- حزيران ؛ روماَ.
كنتُ لا أزال أجول في المدينة دارساً أزقتها ، و أكتفيِ في اليوم بالمخططات و التشريحات التي يرسلها طاقميّ عبر البرامج السرية و البرقيات ؛ غير ذلك لا جديد.
بل الجديرُ بالذكرِ أنني أكثفُ صلواتيِ ، لأن بلاء الربِ لي لم يكن كما تخيلتّ " مرضٌ أو فقدان " بل ظهر أن إبتلاء الربّ لي ليس سوى " شابٍ غير مؤمنٍ تقودهُ رغباتُ الموتِ و شراهةُ الشهوة " .
إبتلاني الربُّ بصبيّ ضائعٍ في نار الحياة و لا يعرفُ ملجأً ، لا يعرفُ الربّ و نور القدسِ العطوف الشافيِ.
علىٰ عكسيِ أنا فكل حياتيِ مكرسةٌ للربّ ، لحماية إسمه و تنقيتهِ من خبث هؤلاء العصاةِ الجناة ، و نشرهِ بكفٍ من حديد على كل من يتطاول.
و العذراء .. تلك سيدتيِ في الأرضِ و الجنة ؛ ذاتُ الأحزانِ السبعّ ، سأخدمهاَ مهما يطول الزمنُ و أكبر في السنِّ ، هكذاَ أنا كبرتُ و تربتُ على حُب نورهاَ.
و يبدوُ أن ذاك الشاب و لضعفِ إيمانه لكنهُ يشاطرنيِ الرأي عنها ، تلك الصورة في شقتهِ تدلُ عن تقديره و تعلقهِ بها ؛ هو يثيرُ فضوُليِ.
فبتُ أجدني أراقبُه كلما سنحت لي الفرصة.
الخامسةُ فجراً ، سيفتح نوافذهُ و يمس الهواء الفارغَ محركاً أصابعهُ الشاحبة النحيلة كمن يلاعبُ شخصاً ثم سأسمع مذياعه يصدح حالماَ تبلغ الساعة سادسة و نصف.
بعد الظهيرة ، يعود حالماً كيساً ورقياً معبئاً بخبزٍ و نبيذ ، ثم يجلس عارياً فقط من سرواله على حافة الشرفةِ يدخنّ و يراقب المارةَ.
قبل إنسدال ستائر الليلِ ، سيخرجُ لوح رسمهِ و يعود لتخطيط الأزقة و العمارات القديمة و الشوارع الضيقة مع ذاك .. الحيوان الذي إشتبه إسمهُ بيِ ..
لطالماَ فضح ذاك القطُ مراقبتيِ للشاب ، ورغم عدم لهفتيِ لمراقبتهٍ و لكنها سخريةٌ من السماء فكنتُ كلما طللتُ على الشارع أراهُ عاريّ الساقين أحياناً أو الجِذع يرسمُ على تلك اللوحة.
أحد الأيام تغيرت لوحتهُ من أزقةٍ و شوارع لتصبح portrait لملامحٍ مبهمةٍ ، فباتت تلك الملامحُ أكثر وضوحٍ مع مرور الزمنِ و تبينتّ خصال المرسوُم أنه أنا.
لابد أنهُ يقضيِ وقتاً عسيراً في تذكر ملامحيِ التي لم يرىٰ منها سوى الحاجبين و الأعيّن ، فليس بوسعيِ أن أظهر له أكثر على حال.
توترهُ المستمر نحويِ ، و لقاءاتنا المتزايدة في الشارع أو باب العمارة مع محاولاته الفاشلة في تبادل أطراف الحديث معي لم تكنّ في صالحيِ البتة ...
YOU ARE READING
DN | CHANHUN.
Fanfiction•أنت تعيش للموت و أنا أعيش لأقتل ؛ دعنيِ أساعدك. • تشانهون.