"8

38K 2.3K 109
                                    

في تلك الليلة المعتمة ، كل شيء مات حتى ضوء القمر وبريق النجوم. رقدت حيوانات الغابة في سبات عميق ومعهم من في ذاك الكوخ الصغير الغارق في عتمه الليل

ذات العيون الزمرديه نائمة. وخصلات شعرها البنيه تفترش الارض لتصنع اجمل ما رسم الفنانين
اما ميزوري فقد زوع عتمه لليلة على اكتافها 

كانت تبدو هادئه كمياه راكده بعد فيضان عنيف
تعانق زاك النائم بين ذرأعيها تغفو بسلام

بدأ ايقاع المطر بالعزف ، وانبعثت رائحه عبق الازهار مختلطه برائحه الطين لتغزو المكان
.. ما هي الا ثواني قليله ليضرب برق مشتعل أراضي الغابة مسبب هزه طفيفيه أفجعت المخلوقات النائمة

نهضت صاحبة العيون الزمردية بفزع كما فعل زاك وميزوري .. نظر زاك الى النافذه من بعيد تنهد بأنفاس مسترخيه. عندما ادرك ان السماء تمر بموجه مزاجيه عارمه.  فأحيانا تبكي وحياناً  تبرق بغضب

" انه مجرد برق لا داعي للقلق " قال زاك من دون ان يحيد نظره عن النافذه ، محاولاً تهدئة الاجواء.

لكن بدلاً من ضجيج الاحمقين المعتاد كان الصمت المطبق صاخباً هذه المرة

ألتفت زاك الى ميزوري ليبصره يحدق بصاحبه العيون الزمردية ويمسح رأسه بذرأعها محاولاً تهدئتها ، نظر زاك اليها بقلق وهي تعتصر فستانها
وخصلات شعرها البني الدافئ يقف حائلا بينهم وبين ملامح وجهها المنقبضه

نطق زاك بنوع من الانزعاج
" ما خطبك؟ هل افزعك الرعد لهاذه الدرجة؟ "
لم ترد ، بقيت جامده مثل الصنم ، من ما اثار قلق زاك اكثر
. اقترب منها وبعثر خصلات شعرها البني بعشوائية مزعجة واخذ يصرخ
" هي !! ما خطبك ردي على الاقل !! "

نعق ميزوري  على زاك بغضب ، اخذ يرفرف بقوه امامه لكي يبعده عن صاحبة العيون الزمردية
" ما خطبك انت الاخر ؟! "
صرخ زاك بغضب بوجه ميزوري من ما أيقض صاحبه العيون الزمردية اخيراً
" ماذا يحدث؟ ..."
قالت من خلف خصلاتها البنيه المبعثره بعشوائيه على وجهها ، وقطرات العرق ترسو على جبينها اكملت بشفاء مهزوزه لونها اقرب الى الزرقه

" ألم يأتو بعد؟ ..."

نظر زاك الى حالتها المزريه ، واخذت عينيه بالتقلص تدريجاً.  كأنه عثر على سبب حالها المزرية

" لم يأتو،  اذهبي واكملي واجبك الذي اعطته لكِ المعلمة "

قالت صاحبه العيون الزمرديه وعقلها لايستوعب انهم لم يأتو بعد . اكملت بصوت مرتجف كأنها على وشك البكاء " لكن! .."
" بحقك لما كل هذه القلق؟! "
قاطعها زاك غاضباً فنظرت الى الارض بضياع لا تعرف ماذا تفعل، نهضت بترنح وجلست على مائده الطعام

" ميزوري هل يمكنك ان تحضر لي قلماً؟ "
قالت صاحبه العيون الزمردية بصوت مهزوز

رفرف ميزوري ونقر زاك من أذنيه ، قبل ان يجلب لها القلم ويرمه في كفها

مستذئب هيرد   ||𝐇𝐔𝐑𝐃 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن