"9

38K 2.3K 193
                                    

وصلت .... وصلت خيراً الى ظالتها
فقط خطوات قليلة وستكون على القمة
بعد أن كانت تجري مثل النهر الغاضب ، تمهلت في خطواتها الاخيره مشت ببطى كأنها تتجه الى الهاوية ..

كانت الصوره التي تنتظرها ابشع من أن تحتمله .. منظر الجثتين الممزقتين جعل قلبها يقع في معدتها ، ارخت جسدها وسقط ميزوري مبلل الجناح من بين ذرأعيها النحيله ، مشت بخطوات مترنحه ناحيه كتلتا اللحم المشوهه

وصوت ألانين الذي يخرج من شفائها يعلو لا ارادياً
تشعر كمن تغرس البسامير بكامل جسده
اكثر ما ألمها انها لم تستطع البكاء خذلتها عينيها عندما كانت بأمس الحاجه اليها

وقفت بين الجثتين تحاول تكذيب الواقع المرير
لكن ذاك الثوب الاسود المهترئ كانت تحفظه عن ظهر قلب انه فستان معلمتها ....اما طول الجثه الثانيه كان كفيلا بان يعرف عن صاحبته

انهارت بين الجثتين تقلبهم بعيون ميته
لا تستطيع رؤيه ملامحهم قد محيت تماما
لم يبقى سوى خيوطا من اللحم تخرج بشكل عشوائي ، لم يكن بؤبؤ عيناهما موجودا حتى
بعض اجزاء الجثه كاليدين والاصابع مفقوده

جلست تتامل جسد معلمتها المملؤ بالكدمات
لم تملك الجراة لنظر الى جثه العجوز الذي كان راسها مفصول عن جسدها والشيء الوحيد الذي يصل بينهما هو حبلها الشوكي

اخذت ترنم بكلمات غير مفهومه لا تعلم ماذا تفعل
انفصلت عن العالم الخارجي لم تعد تستطيع سماع ايقاع المطر ولا حثيث الاشجار الصاخب
لقد غرقت في مستنقع البؤس وهذه اكيد ، لا تعلم ان كانت تلك الهمهمات الغير مفهومة
حقيقه او انه من صنع عقلها

رغم تبلل جسدها من رأسها الى اطراف اصابعها
استطاعت تميز هذه القطرات الدافئه التي تسقط على فخذ قدميها ، حركت عينيها الميته
لتجد زاك قد غرس مخالبه في كتفها ، وهذه القطرات الدافئه ما هي الا دمائها
ضيقت عينيها باستغراب فهي لا تشعر بألم ، ولا تشعر بثقل زاك الجالس في حظنها

تكلم زاك بكلام غير مفهوم لها ، ليتضح ان تلك الغمغمات لم تكن الا صوت زاك
ضيقت عينيها لعلها تسمع ما يريد قوله سمعت فقط
" ذئاب!  ..." وعادت الغمغمات الغير المفهومه
ألتفتت بجذعها العلو بكسل ولمح مرج عينيها الحزين ، شاب اشقر يخرج
من بين احدى الاشجار البعيده ، فقط طوله وملامحه البارده كافيه لجعل المكان هادى
والنسيم البار اكثر بروده

ماهي الا لحظات ليتقدم بخطوات بطيئه ويتبعه خمس ذئاب ضخام جدا كما سمعت عنهم

شعرت بشيى يحرك حافه فستانها ماهو الا زاك يحاول ان يبعدها قبل ان تلمحهم الذئاب
استوعبت بصعوبه خطوره الامر واخذت بزحف ، الى ان اختبئت ورا الشجره
اغمضت عينيها غير آبهه بتلك الذئاب كل ما تريده هو النوم بسلام ، عقدت حاجبها بانزعاج
وفتحت مرج عينها ونظرت الى ذراعها الذي تحول  لونها الى الازرق من شده البرد
شعرت بان هناك ماينقص

مستذئب هيرد   ||𝐇𝐔𝐑𝐃 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن