AxeliA - Book of Wind -

الفصل الثالث: لوكاس

توسطت الشمس كبد السماء.

كان فينتو، إلى جانب السحرة من الأخوية واقفين أمام بوابة حجرة الديوان، ينتظرون أوامر من قائدهم.

تقدم وفد المفاوضات إلى الداخل، وبقي السحرة خارجا لسبب واحد؛ 'لا أقبل سحرة قذرين في غرفة العرش هذه'، كان ما قاله الملك ماسين قبل أن يأمر الحرس بإقفال الباب عليهم خارجا.

كان فينتو يتجول بناظريه في المكان، تركيزه كاملا كان بالزخارف المذهبة والتي لم تكن تبدو محض زخارف. لقد كانت لغة قديمة، يعرفها جيدا...كانت اللغة نفسها المنقوشة على سيفه البلوري.

دنا بعفوية من احدى اللوحات المعلقة بالممر، كان عليها رسم لأحد الملوك القدامى، كان شاحب البشرة بشكل ملفت، بشعر أسود مسترسلا وعينين بزرقة سماء الليل الحالكة، وخلفه كان رجل بملامح غير واضحة، كأنما طمست عمدا، كان هذا الأخير رمادي الشعر وذا بنية جسدية قوية.

شيء ما شد فينتو نحو تلك اللوحة، وامتد أنامله للمس وجه الملك الأسود الجالس. كل ذلك كان يحصل تحت ناظري القائد الشاب الأشقر، والذي لم تحد عيناه عن فينتو طوال الوقت.

دنا أحد السحرة من الشاب الأشقر بوجل مبتسما، ثم انحنى أمامه متوسلا.

"سـ-سيدي...هل يمكننا تفقد المكان قليلا؟ أرغب بإيجاد الحمام..."

"الحمام؟" تحركت شفتا القائد الشاب، قبل أن يحيل نظره غير مهتم.

"يمكنك...فقط لا تتأخر..." فكر قليلا، ثم نظر إلى فرقته. "أو...يمكنكم التفرق إلى أن يتم طلبنا."

ملأت الغبطة فرقة السحرة، الذين راحوا يتجولون بالمكان منبهرين بجمال بنيانه.

فتحت العصا السحرية التي بيده عينها ثم حملقت به في استغراب، فاكتفى هو بهز رأسه نفيا.

كان فينتو يشعر أنه مراقب، في النهاية السيليستان - أو كما يقال عنهم 'الأشباه'- لديهم قدرة مميزة تخصهم هم وحسب؛ يمكنهم تمييز رائحة بني جنسهم ببساطة.

مستغلا الثغرة التي خلقها 'لوكاس' القائد وعدم تمكن الحرس من فعل شيء بأحد أفراد بعثة سلام، سار فينتو مبتعدا بحجة أنه كان يريد تأمل المزيد من اللوحات، لكنه وفي قرارة نفسه كان يبحث عن أي دليل يقوده إلى أحد مفاتيح الخريطة التي منحها له شاهين، لقد كان يبحث عن الممرات السرية.

كلما توغل أكثر بممرات القصر كان يشعر بالضياع أكثر، كانت الغرف تبدو مترابطة وغير مترابطة بالوقت نفسه، وكأن بين كل حجرة وأخرى توجد أخرى ثالثة.

كان غطاء العينين الأسود الذي منح له مع بذلة السحرة تلك يحجب الضوء جزئيا عن عيني فينتو ما جعل بؤبؤه يتمدد، في الوقت نفسه كان يمنع عنه إحدى أهم مهاراته؛ [حجب الأوهام]، كما أن استخدام تعويذة من التي في جعبته سيجعله محط الأنظار، فعلى عكس السحرة الاعتياديين، تعتبر طاقة السيليتان بمثابة الإكسير أو مستخلص من الطاقة الخام التي يمكن تمييز عناصرها بكل سهولة.