الفصل الخامس: الهيرشر الثالث -فوبوس

72 13 42
                                    

'أهي النهاية؟'

أخفى فينتو وجه ليل بصدره، وتحركت شفتاه بكلمات غامضة، لم تكن صلوات ولا لعنات...أكانت أمنية؟

متألما، جعل يخفي ليل بكامل وزنه مسندا ساعديه أرضا، مستغلا صغر حجمه ليجعل من نفسه قوقعة بشرية لذلك الطفل الذي انكمشت ملامحه ألما.

كانت ابتسامات ساخرة تعلو ملامح سحرة الأخوية الذين بدا عليهم الاستمتاع كلما ازداد الضغط على الثنائي، وتوصل الأمر ببعضهم إلى إهالة التراب عليهما.

<اقتلهم، جميعا>

<لا...اصمدا، ستكونان بخير...>

عادت الأصوات المتناقضة تحوم داخل وعي ليل الذي كان يلهث دون قدرته على التنبس ببنت شفة.

شد فينتو قبضته على سيفه، وعاد لرفع بصره في حقد تجاه كلاوس الذي ناظرهما بصمت وهم مبتعدا، لكن خطاه كانت لسبب ما ثقيلة، مشاعر مختلطة كانت تحجب نظره لحظتها...

'أهذا ما تريده حقا؟'

تردد صدى صوت فينتو بمسامعه، فالتفت بسرعة...لبرهة شعر بأنفاسه تسلب، ولسبب لا يفهمه سرت قشعريرة غريبة بكامل بدنه.

كان صوت حفيف الأشجار يتصاعد كل لحظة، رافق ذلك انخفاض بارز بدرجة الحرارة.

"ماذا؟ الأنيموي يستدعي الشتاء الآن؟" انفجر أحد السحرة ضاحكا، قاطعا جزء من التعويذة الجماعية.

'لا...ليس هذا من فعيله...' فكر كلاوس. ناقوس ما دق بداخله، هذا بالفعل مشابه لسحر الرياح لكن...شيء ما ليس في محله...شيء لا يمكنه تفسيره.

صاحب التغير المفاجئ بدرجة الحرارة ضباب غريب، كان ينساب فوق الأرض بثبات كأنما هو أمواج بحر هادئ، ولم يتفطن له أي من السحرة الذين بدأوا يرخون دفاعاتهم تدريجيا.

تفقد كلاوس حواليه وسارع بتغطية أنفه بكم عباءته السوداء في هلع، وأخذ ينسحب بهدوء عن تلك الساحة المفتوحة.

"ما الذي...يجري تحديدا..." تمتم وهو ينبطح بخفة مدلجا يحتمي بداخل جذع شجرة أقعر.

كان الضباب سميكا، لكن ولسبب ما لم يتفطن له إلا ساحر أو اثنين من أتباع كلاوس الذين شرعوا يفقدون تركيزهم واحدا واحدا، مترنحين وضاحكين، وبالتزامن مع هذا بدأ الضغط يقل على فينتو وليل.

أحد السحرة بدأ يضحك فجأة دون سبب واضح، وآخر راح يرقص بسعادة مع شخص غير مرئي، وآخر جثا على ركبتيه متمسكا برأسه، صارخا منتحبا، وراح يغرز أظافره بوجنتيه متسببا لنفسه بنزيف على كامل وجهه.

غطى كلاوس فمه بيديه بإحكام، ثم أطلق تعويذة تنقل وركب عصاه السحرية محلقا بعيدا عن حفلة الجنون تلك.

أحد السحرة الذي لم تبد عليه مظاهر التأثر بذلك الغاز الغامض سقط إلى الخلف وراح يزحف مبتعدا عن محيط كل من أكسيليا وفينتو، لكن لم يدم ذلك طويلا، فقد انزلقت إحدى يديه بشيء ناعم وغض، شيء يبدو كأدغال؟ أو كسوط؟

AxeliA - Book of Wind -Where stories live. Discover now