الفصل السادس -ج3-: هدوء، وعواصف

55 8 27
                                    

"الطفل...كان معي...صحيح" شحب وجهه بعض الشيء.

"طفل؟ لم يكن أحد معك؟" زم شفتيه مستغربا.

انتصب فينتو من مكانه مهرولا، لكنه سرعان ما فقد توازنه متمسكا بطرف السرير.

لحظتها انفتح باب الغرفة على مصراعيه، واقتحم التوأم الثلاثي المكان بكامل حيويتهم المعتادة.

"هيـــه فينتو! استيقظت؟" هتف الاول.

"أخيرا وجدت الطفل!" كمم الثاني فمه بيده بمرح.

"إنه الأظرف!" تدخل الثالث.

منتبها لمقلب أركون، التفت نحوه فينتو بابتسامة عريضة، لكنها كانت تبث هالات قاتلة لدب قطبي شرس.

"أركون حبيبي...أخفتني قليــــلا هذه المرة هه"

انفجر أركون ضاحكا بصخب وهو يمسك معدته.

"خدعتك!"

"مزاحك ظريف، أركون عزيزي~" عقب فينتو ثم التفت نحو الثلاثي الأشقر.

"رأيتموه؟ إنه صغير جدا" كان يبث قلوبا وهو يصف ليل الصغير، الذي بات اسمه الآن أويس.

"لكنه خاف منا! تخيل" عقب أحد التوائم بضجر.

صمت فينتو هنيهة وناظر الثلاثي بتمعن مبتسما.

"دعني أحزر...ناديتموه أكسيليا والحامي صحيح؟"

"أجل بالطبع فأنت الذي يصرخ طوال الوقت سأجد أكسيليا بأي ثمن!" أجاب أحد الثلاثي.

"إنه مع الزعيم الآن، وسط القرية يأكل." عقب أوسطهم.

"جيد...كان وزنه خفيفا بشكل مخيف لدرجة أنني أرغب بالتخلي عن كل وجباتي له.." ابتسم بلطف ورفع عينيه تجاه الاخوة الواقفين أمامه ببشاشة. أما أركون فقد كان مستندا بجسده المفتول إلى حافة النافذة ويداه مطويتان أمام صدره ودوامة تحوم فوق رأسه وهو يتأمل الثلاثة الذين لعنوا فينتو منذ اللحظة التي عاد بها إلى الحياة- بعده هو.

تحامل للوقوف مستندا لحافة السرير، ثم تفقد جسده ونظرة دافئة تعلوه.

"علي أن أشكر تاتي..." ابتسم ببلاهة وتوردت وجنتاه.

"آنسة إيستيلا فقط. لا تاتي." ابتسم أركون بعصبية، كانت شرايينه ستنفجر من الضغط عليها.

"أتساءل كيف هو أويس الآن..." تساءل فينتو متجاهلا تعليق أركون الذي راح يرجه بعنف.

"ماذا الآن؟!"

"فاسد! أنت فاسد!"

"وما الذي جعلني فاسدا؟!" أمسك فينتو بخد أركون مرة أخرى وراح يجره، فحمله هذا الأخير على كتفه بسهولة ويسر كأنما هو كيس بطاطا.

"سأسجنك! لن أدعك حرا طليقا أنت خطر على الأمة"

"ماذا فعلت تحديدا؟ ستفتح إصابتي!!" حاول فينتو تحرير نفسه من قبضة أركون الحديدية، على إثر ذلك أمسكه بقوة أكبر.

AxeliA - Book of Wind -Where stories live. Discover now