البارت الثاني عشر

48K 894 44
                                    

        بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

في صباح يوما  جديد بعد ليلة دا. مية من الحزن على فقيـ. د الشباب، بل فقيـ. د القلوب
الأخ الحنون، الصاحب الأمين، الأبن البار، الزوج الحبيب.... بل ليلة كعاصـ. ـفة هو. جاء تتلهـ. ـم قلوبهم. مازالت  تجلس عائلة الألفي في المستشفى على فقيدهم الغالي
دخل صهيب بخطوات متمهلة حزينة، ووجه حزينا.. لم يرى أمامه غير صورته، ضحكاته، مزاحته، مشاركتهم اللعب، الطعام
كل شئ أمامه لم يقتنع أنه لم يراه مرة أخرى.. ابتلع غصة مر. يرة في جوفه ودلف إلى غرفتها.. وجدها تغفو على فراشها كالملاك لا تشعر بما يدور حولها تغرس يد. يها ببعض الإبر والمحاليل.. جلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها
:  أنا مش عارف أصبر نفسي ياملاكي إزاي هقدر أصبرك على فراق محبوب القلب
يارب لطفك بينا وبيها، يارب خفف وأزل حزنها.. ظل بعضا من الوقت بجانبها... دخلت والدته وتبادلت النظرات بينهما
- لسة مافقتش ياصهيب
أغمض عيناه بألما ثم أردف بكلمات حزينة
- النوم أحسنلها ياماما.. الله يكون في عونها ويصبرها ويصبرنا جميعا
ربتت والدته على أكتافه... روح شوف جواد ياصهيب... شوفه أخوك مكسور ياحبيبي بس مش عايز يبين ضعفه قدام حد.. حازم قاعد عند غزل ومعرفش هو راح فين
وقف واليأس على ملامح وجهه هو يعلم أن القادم سيكون صاعقة على رؤس الكل
تحرك للخارج مغادر بحثا على آخيه... وجد سيف يخرج  من غرفة العناية التي يحجز بها ماجد... نظر له صهيب واردف متسائلا
:  لسة مافقش... زفر سيف بضيق وتحدث حزينا- حالته صعبة للأسف الدكتور بقول دخل في غيبوبة
❈-❈-❈
حاول تمالك حزنه-
: مشفتش جواد
ضيق سيف عيناه
- هتلاقيه عند غزل هو مسبهاش خالص
- لا ماما بتقول حازم اللي هناك.. طيب خليك مع بابا أنا خايف عليه وأنا هنزل أشوف أخوك راح فين
عند جواد
خرج إلى حديقة المستشفى يحاول أن يستنشق بعض الهواء.. يتـ. ـنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صـ. ـدره جبلا أو صخرة تمنع تنفسه... جلس واضعا رأسه بين يد. يه وكلمات عاصم تتردد بآذانيه
- غزل بعد د. فن أخوها مستحيل أسبها معكم ولا دقيقة، ووريني يارجل القانون هتعرف تاخدها إزاي!!
يشعر بوجود سيف موضوع على عـ. ـنقه وسوف يقوم بذ. بحه... أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك د. موعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه... ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل
وصل صهيب وجلس بجواره
- ناوي علي إيه ياجواد... يحيى مش هيسكت
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منه.. نظر لصهيب وتحدث بصوتا مر. تجف رغم حزنه ووجـ. ـعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله
"جاسر وصّاني ياصهيب وصيّة تقسـ. ـم وسطي، ومش بس كدا ممكن تدبـ. ـحني بعد كدا"
نظر له بصد. مة متفاجأ بكلمات آخيه
وصية إيه دي ياجواد؟
عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد
فلاش باك
وصلوا إلى المستشفى وهو مازال يتشبس بيد. يه- جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبير.. هستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة... كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات
أمسك يـ. ـد جواد ونظر لداخل عينيه وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من شفتـ. ـيه مماجعل جواد يخفض رأسه حتى يستمع له:  جواد لو مخرجتش عا. يش وصيتي الوحيدة غزل... غزل أوعى تتخلى عنها.. عارف بوصيّك بحاجة فوق طاقتك بس إنت الوحيد اللي تقدر تنفذها... غزل ياجواد، غزل خدها في حضنك دفيّها بحنانك.. اتحرمت من حنان الأم والأب.. متعرفش يعني ايه معنى الأم فـ. ـقدتها، متخلهاش تفـ. ـقد يعني ايه خذلان حبيب.. لو بتحبني وبتحبها زي مابتقول ماتتخلاش عنها الزمن وحش وغدار ياصاحبي والناس مبترحمش عارف هتواجه صعوبات بس إنت قدّها... جرّه المسعف لغرفة العمليات... وظل جواد ينظر في أثره وهو فا. قد الحركة والنطق... يدعو بقلبه قبل لسانه عودته مرة أخرى بينهم
نظر لصهيب بعد ماقص ذكراه من حديث جاسر
مسح وجهه بكفيه يقاوم وجـ. ـعه وحزنه
ربت صهيب على ظهره
هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنّفذ الوصيُة من غير خسارة
أمـ.، سك مقدمة ر. أسه يقاوم ألما رهيبا يفتك به.. لا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصية.. قاطعهم اتصال ندى
غصـ. ـة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف
- ودي ذنبها إيه في اللي بيحصل سواء مني أو من القدر... زفر صهيب بضيق
- ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ
❈-❈-❈
قاطعهم رنين هاتف سيف
- صهيب غزل فاقت ومحدش قادر يهديها تعالى بسرعة... وقف صهيب سريعا
- غزل فاقت وحالتها صعبة
أسرع كلا منهما إليها... جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها... صهيب الذي يسبقه اخويته لها
وصل بسرعة البرق وجدها تصـ.، رخ ونجاة والممرضة يحاولون تهدئتها
ضمـ. ـها جواد إلى أحضـ. ـانه- حبيتي أهدي خلاص أنا جيت... أخرجها من أحضـ. ـانه ومسح دموعها التي سقطـ. ت على قلبـ.، ه كحمـ. ـم بر. كانية... كانت تغلق عيناها بوجعاً وألماً

تمرد عاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن