البارت الخامس عشر

53.5K 778 26
                                    

          بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

كيف تسألني عن العشق وماالعشق إلا لكِ

خرج من الفندق بجواره نهى والمحامي المختص  بشؤن الشركة
تحدت الأستاذ آمين
- حلو أوي يابشمهندس الصفقة دي.. طلعت حسين الألفي الصغير.. نظر إليه بهدوء
احلى حاجة في الايطالين الأتقان في العمل... المهم عايزك تدقق كويس في الشروط اللي عاملنها دي وشوف ثغراتها إيه طبعا التلات الايام الجاية هيكون إجازة.. وبعد إسبوع نبدأ نشوف رد اليابانين كمان متردش عليهم دلوقتي.. نظر بإتجاه نهى
هتيجي اوصلك انسة نهى عمو جمال هيوصل الاستاذ آمين عربيته عطلانة
- نظرت بهدوء ورفضت بلباقة
- مفيش مشكلة ممكن أخد تاكسي الوقت. لسة الوقت بدري
تحرك إلى سيارته وأردف.. مبحبش أعيد كلامي مرتين.. وقف أمام السيارة.. وأشار بعينيه على السيارة
تحركت بهدوء وركبت بجانبه
قاد السيارة متجها لمنزلها.. الهدوء يسود السيارة... تحبي تسمعي ميوزك معينة
-" لا " عادي أي حاجة... تنهد بحزن وتذكر جنى عندما ركبت معه أول مرة
فلاش باك
- تحبي تسمعي إيه يااستاذة
وضعت سبابتها على شفتيها كأنها تتذكر.. ثم توجهت بنظرها إليه بحب أسمع الهضبة أوعي... بحس بأغنيه تحسه هادي، الموسيقى رائعة.. ضحك عليها بصخب
اللي يشوفك يقول دي بتسمع حسن شاكوش
ضيقت عيناها وردت عليه باستفزاز
- ايوة صح ماهو شبهك.. فيك كتير منه
جنىىىىى اردف بها بهدوء مميت يدل على غضبه منها
رفعت حاجبها.. خلاص سكت اتجهت بنظرها للنافذة... زفر بضيق ثم قام بتشغيل كاسيت السيارة واغنية عمرو دياب "أول ماشفتك لمست قلبي بنظرة واحدة نسيت جراحه"
وضعت رأسها على النافذة تنظر لقطرات المطر وتستمع لعمرو دياب مطربها المفضل.. بدأت تبتسم لذكرى حلوة لديها هي وأختها... ضيق عيناه واردف
- ضحكيني معاكي طيب
- مفيش حاجة مهمة... نقر بيديه على القيادة ثم وزع نظراته لها وللطريق
-شكل الاغنية لها ذكرى او تخص حد قريب
ابتسمت مش شرط حد قريب.... ممكن موقف ظريف، أو ذكرى حلوة مش كدا ولا إيه
ذكرى لحبيب أردف بها سريعا
سكنت لبرهة عن الحديث ثم رفعت نظرها إليه "ليه كل أغنية بنحبها بتربطوها بشخص معين"
ارتفع جانب وجهه بابتسامة سخرية
- إحنا مين استاذة جنى..
على فكرة انا خلقي ضيق وساعات بتغابى.. مش علشان وصلتني.. قاطعها بهدوء
- خلاص آسف... خرج من شروده عندما استمع رنين هاتفه
أيوة ياسيف
- يخربيتك دا لو جواد عرف هيخربها فوق دماغك.. انهي قسم يازفت.. طيب خلاص جايلك
اتجه بنظره لنهى
آسف هعدي على القسم في طريقنا اخويا عامل مشكلة هطلعه بس
- مفيش مشكلة يابشمهندس.. انا هتصل ببابا واعرفه..
تمام أردف بها صهيب.. قامت الاتصال بوالدها
- بابا آسفة هتأخر كمان شوية عمو جمال مش موجود والبشمهندس هو اللي موصلني وفيه مشكلة فهنضطر نتأخر شوية
عادل- فيه حاجة ولا إيه حبيبتي
- لا يابابا مفيش حاجه خاصة بالبشمهندس
- تمام يانهى حاولي متتاخريش
بعد قليل وصل للقسم دخل وخرج بعد دقائق
- إنت من إمتى وبقيت كدا ياسيف.. اردف بها صهيب بغضب رفع سبابته قدامه
- لازم جواد يعرف عمايلك دي، ويعرف شلتك الفاشلة دي
- خلاص ياصهيب علشان خرجتني هتزلني.. توجه للسيارة وركب  بالخلف
نظر لنهى وتحدث- مين المزة الحلوة دي
دي وجه جديد من حريم صهيب آل الألفي
صوب له نظرات نارية واردف غاضبا
- انت اتجننت يالا.. فيه إيه مالك من إمتى وانت بتقول ألفاظك دي... زفر سيف بغضب ونظر للخارج
سكن لثواني ثم صوب نظراته لنهى
- آسف هو مش كدا بس هنعمل ايه شلته الفاشلة دي مغيراه.. واكمل مسترسلا
- دا سيف الصغير  مدلع بقى هنعمل إيه
ابتسمت بهدوء
- ولا يهمك عادي الشباب كلهم بيقولوا نفس الفاظه بقت عاملة زي المية عندنا كدا
رد عليها باستنكار
- لا طبعا مش  كل الشباب فيه المحترم والعملي... لكن اللي بيقول كدا الشباب الفاضي اللي ملهوش غير السهر والسرمحة
انهى كلماته بحدة شديدة وهو ناظرا في المرآة لاخيه
شعر سيف بضآلة جحمه عندما تحدث اخيه عن سلبياته وافعاله الغير مقبولة في الفترة الاخيرة
نظر الى صهيب وتحدث بندم
- انا آسف ووعد مني مش هعملها تاني..
زفر بحنق وتحدث ملاما له
- كل مرة بتقول كدا ياسيف واتغاضى عن اخطاءك.. واعديها وانت ماصدقت إن جواد مضغوط فقولت اتمادى
حاول تمالك اعصابه والسيطرة على غضبه من كلمات صهيب حتى لا يغضب منه أكثر من ذلك متحدث مؤكدا
- لا وعد مني مش هتكرر تاني انا آسف ماهو مستحيل اكون اخو البشمهندس صهيب وحضرة الضابط وكل يوم اعملكم مشكلة
ارتفع جانب وجهه وابستم ابتسامة متهكمة قائلا باستهزاء،
- يارب تكون اد كلمتك المرادي ياسيفو باشا
ضحكت بخفوت على مشادتهم الكلامية التي لا تخرج من جو المزاح
انتبهت لوصولها أمام منزلها.. اوقفته وتحدثت بلباقة وهدوء،
- شكرا لحضرتك يابشمهندس... هنا قاطعها سيف
-لا ابدا  مفيش بينا شكر  استاذة اردف بها وهو يمد يده للتعرف
رفعت حاجبها ونظرت له بسخرية وتحدثت
: آسفة مبسلمش على عيال تافة... ثم تحركت مغادرة لمنزلها
ابتسم صهيب بسخريه.. حينها شعر بمدى حماقته وفداحة تصرفه.. توجه بنظره لصهيب
- البت دي من الكوكب بتاعنا يخربيتها دي بتقولي مابسلمش على عيال تافه
في تركيا
تجلس ليلى بجانب محمود زوجها وجنة ابنتها الوحيدة نظرت له وتحدثت بحماس
- ماردتش يعني يامحمود وقولت رأيك في موضوع سفري للقاهرة
صمت لثواني ثم اتجه بانظاره اليها
- ازاي عايزة تروحي تعيشي في مكان وانا في مكان ياليلي وناسية مدرسة بنتك وشغلك دا كله
ربتت على يديه
- ياحبيبي انا قولت هنقضي الاجازة هناك وفي الدراسة هنرجع هنا.. انا مفتقدة حاجات كتيره اوي يامحمود.. وبعدين انت دايما مسافر ياحبيبي بحكم شغلك
رفع راحتيه وضم وجهها بحنان
- خلاص ياحبيبتي اللي شايفاها في مصلحتك اعمليه... اهم حاجة تكوني مبسوطة لكن دا مش هيحصل الا في اوقات سفري
واستطرد قائلا
مينفعش أكون عايش لوحدي ياليلي هنا وانتِ هناك مااقدرش على بعدك انتِ.. كفاية وقت شغلي
ضمت يديه بين راحتيه.. هعمل المستحيل صدقني
في فيلا الحسيني
استيقظ من نومه فزعا عندما وكانت قطرات العرق تغطي جبينه... وكأنه يصارع رياضه وقف سريعا عندما تذكر حديثه واتجه سريعا الى فيلا ماجد
قبل قليل في غرفتها
استيقظت وجدت بجوار فراشها الفساتين الذي جلبهما لها ووضعهما لها عندما رجع وجدها مازالت نائمه... امسكتهم وبدات تنظر لهما بإعجاب وتشتم رائحته بهما
تذكرته كل عام في الاعياد لابد بجلب فستانا خاصا بها هو وجاسر
هنا وقفت واهتزت نظراتها وتذكرت العيد الماضي حينما أحضر لها جاسر فستانا ورفضت ارتدائه لعدم اعجبها بلونه
أغمضت عيناها وبدأت تبكي بصوتا مرتفع
تعالى وأنا هلبس أي حاجة تجبها ياجاسر والله ماهزعلك... وحشتيني اوي ياحبيبي.. انا اسفة والله ماهرفض حاجة تانية.. هاتلي الفستان وتعالى ياجسورة، تعالى ياحبيبي انا مستنية فستانك.. بدات تبكي بنشيج مرتفع.. دخل حازم الذي يبات معها سريعا عندما استمع الى صرخاتها

تمرد عاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن