البارت الثامن والعشرين "الأخير"

26.4K 1.5K 1.5K
                                    


هولا؟

. . . . .

أخذت خطواتي خَلف مَن كان يَرتدي قَميصي وَ يَسير بِين الحَشد بِخطوات مُتسارِعة وكأنه يَهرب مِن أحدٍ ما وَ أعتقد ..مِني ؟

فَبقيت ألحقه إلى أن أمسكت بِرسغه وما أن سَحبتهُ ناحِيتي حِينما تَوقفت ألتفت ...وَ قد كان تايهيُونغ

أبتلعت رِيقي بِيد ضَغطت عَلَى معصمه بِشكلٍ أشد وكأنني أتماسك فَما كان فِي حُسباني أن أرى وجدانِي وَ آلامي أمامي من جَديد

ذاتُ مَن جَعلني أَتَذَوقُ مِن كَأسَ الحُبِّ وَ الكَراهِيَةَ في آنٍ وَاحِدٍ، ذاتُ مَن جَعلني أشعر بِاللَّذَّة وَ الأَلَم عَلَى حَدٍّ سَواءٌ، ذَاتُ مَن جَعلني رَجُل رَاغِب لَكن نَفُورٌ، مَن مَرَرني بِكُل ما هو مُنَاقِض لِبعضه الأخر وَ أستنزف مِني أواخر ذَرات قُوتي فِي تِلك الليلَة المُعاكِسة لِكُلِّ لَيلَةٍ كُنا بِها مَعاً

شَعرت بِنبضي يَضطَرِب كَحال أنفاسي المُهْتَزة، وَ تَجتَمِعُ الدُموع بِأعِيني كَحال الكَلِمات فَوق لِساني، فَهمستُ وَ غصَّةٌ فَضحت ثَباتي المُزَيفٌ "تـ..تايهيُونغ ؟"

فَأغلق أعينه هو الأخر وَ تساقطت الدموع مِنها، يُشيح بوجهه بعيداً عني خَشية مِن أن أراها، أرى ضُعفه، لأحمحم أستعيد رِباطة جَأشي وَ أفلت معصمه لِأزيل الدموع مِن عَلَى أعيني وَ أتحرك لِأغادر المَكان أجمع فَرُغم الشَوق الذِي يَفتك بِقلبي كُل لِيلةٍ إلا أن رَد الدم بِالدم حاجِزي لِمنعي مِن الوصول إليه فَأن كُنت أريد ...لَذهبت إليه، فَأنا الحاكِم فِي نِهاية الأمر

كُنت أسير متجهاً لِمنزلي وَ كُلي مُبعثر، أجزاء لَدي وَ أخرى لَديه، وما هو إلا قَلبي ..

مالذِي آتى بِك وماذا تُريد مِني أكثر ..
لَقد أخذت مِني كُل ما لَدي بِدايةً مِن قَلبي وصولاً لِعائلتي ثُم حُبي فَغدوت وحيداً أصارع ما زَرعته بِفؤادي مَن سوء شُعور ..

شَعرت بِمن يَسير خَلفي وَ لَم ألتفت، فَقلبي أعلمني بِمن هو خَلفي، أنهُ يَتبعني، كما كُنت أتبعه ..وَ ما لي غِير السكوت؟ السكوت وَتَرقب ما لَدى فَتى القَصر الأشقر قبلاً مِني ..

وَصلت مَنزلي فَوقفت أمام بابِي، فَشعرت بِه يَقف هو الأخر بِمسافة قَريبة مِني، لِأتنهد وَ أدخل تاركاً الباب مِن بَعدي مَفتوحاً لِأجله ..

لِأخذ خطاي لِغرفتي وَكُلي يَقين أنهُ سَيَدخل مِن بَعدي، فَذَهبت لِأغير ثِيابي لأخرى مُريحة وَ كُل شُعور داخِلي مُضطرب تضامناً مع أفكاري المُبعثرة ..

فَخرجت وكما أيقنت ...ها هو ذَا داخل مَنزلي يَجلس القُرفصاء لِيلاعب قِطة ما أعتادت عَلَى دخول مَنزلي لِمنحي إياها كُل صَباح وَ ليلة بَعضاً مِن قطع اللحم ويُصادف أنها كانت بُنية وَ بِطريقة ما ..

Every nightΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα