البارت 7

483 43 44
                                    


(( سيدي ماذا تحب ان تشرب؟ ))

قال النادل موجهاً كلامه لبطلنا الذي قد تجاهل كلام صديقه وذهب للحانة.... كعادته عندما يشعر بالوحدة.

(( احضر لي افضل ويسكي لديكم ))

(( هذا فقط سيدي؟ ))

(( هممم، اريده ذو مفعول قوي ان اوجد ))

(( حسناً ))

بعد ان قال النادل كلامه ذهب وبعد فترة بسيطة عاد ومعه الويسكي وضعه امام ايتشيجي الذي لم يقصر بالشرب ابداً، كوب، كوبين، ثلاثة، اربعة، زجاجة كاملة زجاجتين ثلاثة... كان يشرب بدون توقف، بدون احساس، كان يحاول الهروب.... الهروب من هذا الواقع... الهروب من واقعه المزعج

انا وحيد ... ارغب ان اتكلم مع احد ولكن لا اريد ان ازعج احد بمشاكلي التي لا تنتهي... انا وحيد ولكن هل يحق لي ان اشتكي؟... انا وحيد وارغب بالهروب  و الذهاب ... ارغب بالهرب من هذا الواقع ولكن هل استطيع ترك ابي كما فعل اخوتي ... اخوتي؟؟ ... هل يحق لي تسميتهم اخوتي؟..... بدأت اجن ... بدأت هذه الافكار تأكلني مثل كل مرة ...

و بينما كانت هذه الافكار تأكل بطلنا ببطئ، كان هو الاخر لا يعطي لنفسه اي مجال للتفكير كان يريد ان ينسى كل شيء، كل شيء، لهذا كان يشرب.... كان يشرب هروباً من هذه الافكار

بقي ايتشيجي على هذه الحال لما يقارب الساعتين و النصف، اصبح وجهه احمراً بسبب الشراب المفرط.... نضر الى ساعته و راى ان الوقت قد تأخر بالفعل ليبتسم بتعب و ينهض....

حسناً بالكاد استطاع الوقوف بسبب ثمالته ولكنه كان يحاول المحافضة على توازنه، عندما رئاه صاحب الحانة توجه له بسرعة وقال....

(( سيدي لا اعتقد ان ذهابك وانت بهذه الحال فكرة جيدة..... ما رايك ان اتصل على احد معارفك كي يأتي ويقلك؟  ))

كان صوت النادل يبدوا قلقاً..... قلقاً علي؟؟ انا؟..... هل انا مثير للشفقة الى هذه الدرجة حقاً؟
يال السخرية... يال السخرية.... انضر الى نفسك ايتشيجي.... انت مثير للسخرية

(( لا داعي منزلي.... منزلي ليس بعيداً من هنا ))

قال ايتشيجي كلامه وهو يبتسم الى النادل بثمالة، ثم اخذ يمشي مغادراً هذه الحانة.... كان يمشي و يمشي..... ولم يكن حتى يعرف اين هو، هو لم يكن يفكر بشيء... كما قلنا سابقاً هو كان ثمل لدرجة انه لم يكن يرى الطريق جدآ امامه ومع هذا كان يمشي....

وبسبب هذه الثمالة كان بطلنا قد دخل بالفعل الى احد الازقة الفقيرة و التي يكثر بها اللصوص، ولكن كما قلنا بطلنا لم يكن يهتم.... هو فقط يريد ان يمشي لا يعلم الى اين ولكنه يريد ان يحرك قدميه... حتى وان كان بهذه الحالة، لم يكن يهتم.

 عــــآئـــلـــة مـفـكــكــة  [ KATAIGI  ] Where stories live. Discover now