اهانة..

147 10 0
                                    

       ........كان الدوق لايزال يعمل في مكتبه ...مشكلة لويس هذا ...هل كان عليه ان يفتح جبهة حرب ؟
لما هو متعطش للدماء؟ ....العلاقات متوترة جدا مع روسيا حاليا ...اذا قام المتمردون بأي خطأ سوف تنتهي الهدنة وتقوم حرب مرة اخرى ...ربما سيحتمل لويس. على الاقل عام قبل ان يضرب بالصبر عرض الحائط ....ويهاجم امبراطوريتهم

       لقد سئم بالفعل ....هو الان يريد ان  يرتب افكاره ويرتاح ...لويس من جهة والحرب من جهة وابنة ديتريش من جهة ...كل شئ يمشي عكس مراده ...فقط لو كانت امه هنا ....كان سيشتكي لها وينام في حضنها كما كانت تجبره عادة  او حتى يشرب معها الشاي في الحديقة التي تحبها...
لقد اشتاق لها حقا ....وهذا ما يجعله يحقد  على ابنة ديتريش ...لو كان يملك دليلا واحد على يوم الشاي ذاك ...اللعنة هو لا يستطيع الاحتمال ...سيذهب الى مكانه المفضل ...او بالأحرى مكان امه المفضل ...ربما سيجد الهدوء هناك .....
   طلب الدوق من ماكس مساعده الاول ان يقوم بتكملة العمل ...لأنه سيأخذ قسطا من الراحة ...وقت العشاء قريب وسيتعين عليه الاكل مع تلك الشمطاء ...ان كانت ستقدم له جميل واحدا في حياتها كانت لتقوم بالاكل في الغرفة كالفطور في الصباح ...

سار دانيال في الرواق وتوقف عند صورة والدته المعلقة في الجدار  للحضات ...كان يحدق فيها بتمعن..كانت جميلة ..بشعرها البني الطويل ..بشرتها البيضاء ...عينيها الخضراوين اللامعتين التي ورثهما منها شفاهها المبتسمة القرمزية ....نضراته فيها العديد من المشاعر ... الشوق ..الغضب .. مشاعرالم..الضعف..الوحدة..الخذلان ..الانكسار ..واهمها مشاعر الحب ....قبض على يديه وسار نحو الخارج
    
      هو يتذكر الايام ...عندما كان صغيرا كانت تغني له تهويدته المفضلة لينام ...كانت تنام قربه وتمسك بيديها الناعمتين يديه الصغيرتين ثم تغادر حين تشعر بأنه قد نام ...وعندما تعود الى غرفتها لتنام هي الاخرى..يتبعها في الخفاء ليطل عليها فيجدها تبكي وحيدة كالعادة ...بسبب تلك المرأة ووالده اللعين ...كلهم.. هو يكرههم كلهم....  الجميع كل من كان سبب في حزن امه وموتها ...هو لن يسامح احدا ...هو لن يرتاح قبل ان يأخذ بثأرها...

تابع سيره ليجد الان صورة اخرى لكن لجميع اسرته ...والده الحقير ..امه ...زوجة والده الحقيرة  وابنتهما الحقيرة مجموعة من الحثالة
حثاله ...

مضى دانيال في طريقه وهو يزم على شفاهه ..لو بقي اكثر كان سيذهب لينحر اعناقهم للثلاثة حتى الحقيرة في قبرها...لكنه اراد ان يرتاح لذا لن يشغل باله بالقمامة الان ...

وصل اخيرا الى الخارج   واصبح يتجول في الحديقة كعادته ويرى ماتعبت امه في صنعه ...حتى الزهور كانت تحمل مشاعره..وكأنها كانت تشاطره حزنه ...لكن من زرعها لم يكن هو بل شخصا عاش الوحدة وعرف معنى الالم وصارع المرض وحيدا ومات موتة بائسة لا تليق به حتى شخص عضيم يبتسم رغم حزنه المه، ضعفه ،انكساره ووحدته وهو يرى نفسه ينهار شيئا فشيئا حتى ذبل بالكامل  ...امه لم تستحق تلك النهاية ولا تلك الحياة
هو يلوم نفسه....يلوم نفسه  لأنه وقف عاجزا ينضر اليها تصارع المرض حتى لفضت انفاسها الاخيرة ...ينضر الى ابتسامتها المشرقة كيف كان اشراقها يبهث يوما بعد يوم ...هو وعد نفسه ان تكون حديقتها سبب راحته لكنه لاينفك يفكر فيها الان ...عليه الاسراع والذهاب الى ذلك المكان ...

لنتودد الى الدوق الجليديKde žijí příběhy. Začni objevovat