زهرة الامبراطورية

57 3 0
                                    

                                           •           •          •

                          
                                   فلسطين! 

إنّا جذور لا تعيش بغير ارض... ولتكن ارضي قيامة
                  
                                   فلسطين!  

على هذه الارض... سيدة الارض!  مايستحق الحياة...

                                  فلسطين!

                       ﴿اَلاَ اِنّ نَصْرَ اللّٰهِ قَرِيب﴾ 

_____________________________________________

في ليلة مظلمة و ماطرة اين الصمت فقط ما يغلف الحي المظلم في شوارع روسيا كلها ..لا يسمع سوى صوت المطر الذي يطرق على الارض وتتراقص قطراته على سطحها وكأنها تعزف موسيقى هادئة  ..... الصوت الذي يعشقه الجميع...

حين تصطدم تلك القطرات الصغيرة مع الارض لتخلف ذلك الصوت الرقيق الذي يبعث راحة نفسية كبيرة داخلنا جميعا.... ورائحة الارض التي تنبع بعد ان تتمتزج تلك القطرات بترابها ....

كل تلك التفاصيل الجميلة كانت تضفي تأثيرا مخيفا الى القصة التي ستكتبها روسيا في تاريخها والتي سيكتبه ماضي تلك الفتاة .... لان تلك الليلة كانت ليلة ولادة شيطانة من الجحيم ... فتاة ابتلع الضلام قلبها الاجوف وصار كالثقب الاسود الذي تتوه فيه الاجسام من غير عودة ... كذلك هي مشاعرها... ذهبت من غير عودة.....

هي التي تستمع الى الرعد الذي يصدر من السماء بين الفينة والاخرى ...دخلت الى المطبخ بخطوات ضائعة ... يغلف هيئتها السواد ومن حجمها يبدوا لفتاة في السابعه ...سيقانها تتحرك الى اللامكان كان تعابيرها تائهة وفارغه ...ظلت تقلب في عيونها بحثا عن شئ دلفت  الى الداخل لأجله ثم استقرت عيونها على الطاولة.... فحدقت بها لثوان وكأنها تذكرت شيئا مؤلما حينها لمعت في حدقيتاها البنية التي أصبحت تبدو سوداوية مع هذه العتمه تماما كعتمة قلبها كانت كتجاويف سوداء خالية من كل شئ عدا الحقد  ...لمعت شرارة حقد وغيض لتتحول عيونها الفارغه الى عيون غاضبة مجددا فلمحت شيئا فوق تلك الطاولة... شيئا جعلها تتقدم نحوه وكأنها وجدت ضالتها اخيرا ....

امتدت يدها الصغيرة الى سلة السكاكين وحملت بيديها الصغيرتين المبللتين سكينا حادة من سكاكين تقطيع اللحوم ...ظلت تحدق بتلك السكين لثوان ثم تحسستها بيدها الاخرى لتجرح نفسها ... فسالت دماؤها على طول اصبعها... لكنها لم تضهر اي ردة فعل على الامر بل ظلت تحدق بنزيف يدها بطريقة غريبة ثم استدارت وخرجت من المطبخ وصنعت طريقها في الرواق اين مرت على  جسد شخص اخر معتم مستلق  على الارضية الخشبية بإهمال...

لكن اذا امعنا النضر...فسنجد دماء حول ذاك الجسد الصغير ... توقفت الفتاة  في الرواق وكأنها مترددة ثم استدارت تحدق بالجسد بنظرة متألمه ايما تألم نضرة له نضرة انكسار قاس نضرة كانت مشاعرها الوحيدة المتبقية والتي ستتخلص منها كما ستفعل مع بعض الاشخاص ....

لنتودد الى الدوق الجليديWhere stories live. Discover now