بائس....

137 8 1
                                    

فتحت ماري عينيها ببطئ كانت تشعر وكأن هناك. شيئا فوق فمها ...اول ما قابل نضرها كان السقف ...هي ليست في حالة جيدة لتمييز الاشياء لكنها تشعر وكأنها ترى مصابيح كهربائية معلقة في السقف الابيض ...مهلا لحضة هل توجد عادة مصابيح في القصر ....جالت ماري بنضرها كان نضرها ضعيفا والصداع يمنعها من التركيز ..لكنها واثقة بأنها رأت الحبل الوريدي و قارورة الاكسجين ...هل هذه..... مستشفى ؟....

حينها نهضت بسرعة ...لتنتفض لافي قربها ....جالت ماري بنضرها مجددا حتى وجدت انها غرفتها في القصر فزفرت براحة ربما كان مجرد حلم ....ثم التفت الى لافي ...فرقت اعينها ...وكالعادة ابتسمت ابتسامتها المشرقة ...وقالت :

"لقد عدت "

هي في المنزل واخيرا .... كانت لافي ترسم ابتسامة سعيدة وهي تكبح دموعها.....حاولت ان لاتزعجها بأمر من الطبيب فأمسكت يد ماري ومررت ابهامها عليها وقالت بهمس ممزوج ببحة :

" اهلا بعودتك"

ولأنها تكره البكاء ....والدموع التي ذرفتها وحدها في الغابة لم تكن قليلة ...فهي لم تغير عاداتها في تغيير الجو البائس ...

" لافي تبدين هزيلة ...هل اتبعت حمية من ورائي ؟ "

قالت ذلك وهي تصنع وجه متفاجئ ومضحك في نفس الوقت فصدرت ضحكة من شفاه لافي ...لو كانت بخير لقامت بمعانقتها على الفور لكنها مليئة بالجروح وستتألم

" قد اكون فعلت ذلك عن غير قصد كما تعلمين "

قالتها لافي وهي تقلد ماري فأجابتها هذه الاخيرة بحاجب مرفوع:

" اوووه حقا؟!...اذن الى مذا تهدفين من فعلتك هذه ايتها الخائنة "

ضحكت لافي مجددا ...هي تعلم مذا تفعل سيدتها الان ...ماري تحاول ان تصرفها عن ما حدث في الثلاثة ايام الماضية...وكأنها تريد ان تجعله ماض لا يجب فتحه مجددا ...وبالفعل اذا تذكرت ماحصل لها وليس وكأنها نسيته فسيجعلها متعبة لا غير ...لذا اكملت لافي اللعبة وقالت :

" مجددا قد اكون احمل نوايا طيبة "

حينها امالت ماري رأسها ولازال حاجبها مرفوع بنضرة 'حقا؟' ثم ردت :

" وهل ياترى هذه النوايا الطيبة هي ان تحصلي على جسم جميل وقوام ممشوق ...هل هذا ثمن المعروف ...تركتك ثلاثة ايام فقط لأجدك قد نحفت بسرعه هكذا وانا التي تحاول اتباع حمية لا استطيع ان انحف لعدة شهور "

كانت ماري تتصنع البكاء الخالي من الدموع ...ثم استدارت الى لافي كالعادة بإبتسامتها الواسعه ...هي تفعل هذه الحركة عندما تبدأ بفعل شئ جنوني او تقلد النبلاء بشكل غبي ...تستدير بسرعه بوجهها بنضرة ' كنت امزح '.

حينها اقتربت لافي من الفراش بعد ان نهضت من الكرسي ..وضمت ماري اليها لأنها لم تستطع الاحتمال ...مهما كانت تدعي السعادة والمزاح الان فهي لا زالت تتألم وتحمل في قلبها مشاعر الالم وذكريات سيئة.... وقد ادركت ان مامرت به لم يكن سهلا حينما دفنت ماري رأسها في صدر لافي تخفي تعابير وجهها المتعبة و المتألمة وهذا لم يمنع لافي من محاولة التخفيف عن سيدتها فقالت :

لنتودد الى الدوق الجليديWhere stories live. Discover now