قلم و أوراق

42 4 1
                                    


الله يأخذ منك شيئا ليعوّضك بما أحسن منه .. حتّى و إن كنت تحبّه .. ربما لو فهم أحدهم هذا و أدركه لما تذمّر أحدهم على شيء خسره أو قَدرٍ قُدّر له

كحال سورين التي تبكي ذنبها و تصبُّ جام غضبها على من لا حول له و لا قوة و تتذمّر و تبكي خسارتها التي لا تستحق أن تذرف دمعا عليها
و كحال سوكجين الذي لم يقبل قدره الغامض و الذي غيّر طبعه و ساء حاله و شخصه بسببه

دخل منزلهم لتقابله جدّته بقلق واضح ظنّه عليه رغم أنّه في سنّ لا يحتاج للقلق لأجله لكنّه أراد ذلك الإهتمام
_أين هي لما غادرت فجأة و أين ذهبت

لمعة عينيه سريعا ما إنطفأت و شعلة البهجة خمدت و إندثرت و خاب ظنّه للمرة التي لا يعلم عددها
_تلك الغبية كانت تريد شراء الفراولة من جيمين و ظنّت السوق مفتوحا
_و هل إشتريت لها

نظر لها بعدم فهم و تفاجئ لقولها هل عليه ذلك !؟
_ماذا .. لم أفعل .. و تعلمين فراولة مزرعتهم لا تقاوم لذلك بالطبع سيكون قد باعها
_إذهب إذا لمنزله و خذ لها بعضا منه

_جدّتي أنتِ تمزحين بالطبع لن أفعل
قالها و كان سيدخل لغرفته المستقلّة عن باقي المنزل ليلاحظ نهوضها
_إلى أين
_مادُمتَ أصبحتَ عاقًا لا تستمع لي سأذهب لأخذها لها بمفردي

تلك الكلمات آلمت قلبه .. بسببها جدّته تقول شيئا كهذا له لأوّل مرّة رغم عناده لها سابقا إلّا أنّه لم تغضب عليه أو تعامله كما في يوم واحد فقط

_هل تعين ما قلته .. هل بسبب أنّي لا أشتري فراولة لتلك المخادعة أصبحتُ عاقًا جدّتي .. هل تعنين كلماتك .. أنتِ لا تعرفينها حتّى .. هي لي سورين تلك التي تحدّثت الأخبار عن جنازتها اليوم .. هي حتّى كذبت في إسمها و هويتها .. و تعامليني هكذا لأنّي أتجاهلها

_ربما لديها أسباب .. لا يهم من تكون .. و لكن لا يحقّ لك التصرّف بفظاظة معها و لا مع أحد آخر .. أصبح طبعك لا يحتمل

_ربّما لدي أسباب .. إستطعتِ أن تبرّري أفعالها فلما لا تبرّرين لي .. إرتاحي سأذهب أنا لتلبية أوامر الأميرة المدلّلة

قالها بتهكّم و نبرة الإنكسار واضحة ثم غادر لمنزل جيمين الذي إستغرب حضوره
_هيونغ أهلا .. تفضّل بالدخول
_لا شكرا .. هل مازال لديك فراولة أريد بعضا

_لكنّك لا تحبّها و جدّتي لديها حساسية
_من أجل سوها .. ذهبت للسوق في الثامنة تريد شراءها تلك الغبية تسبب صداعا
_هههه يعجبني دور المهتم الحنون الذي تقوم به .. جمعتُ قليلا من أجلنا سأعطيك منه

_لا تسخر ليس أنا من أهتم بل جدّتي .. إيّاك و التفكير بمضايقتي أو المزاح بشأن هذا الأمر و إلّا قتلتك
_ما الذي حدث بعد المزاد اليوم علمت أنّك ضربت سونغهان
_لا لشيء .. رفع ضغطي فقط

أخذ منه الكيس و غادر حيث تقطن و قرع باب غرفتها لحظات حتّى فتحت و لاحظ أثار بكاءها .. رفع بالكيس أمام وجهها لتأخذه و ترى ما فيه لتبتسم له
_أشكرك ..-
_أشكرِ جدّتي في الغد هي من أرسلتني

Melting Me Softly || أذبني برفقWhere stories live. Discover now