Melting Me Softly || أذبني برفق

غيمة ماطرة

Seokjin Pov

بالرغم من قلقه الدائم و هروبه المستمر .. إلا أنه كان يمثل دائما ملاذا آمنا لكل من حوله .. كان ينتقم من القلق بمنح الطمأنينة للآخرين

منذ طفولتنا كان شخصا بريئا .. ناعما كالقطن أو كالغيوم .. في شكله و مشاعره .. نقي لدرجة ملائكية

و رغم أنه كان منبوذا من أقرانه .. إلا أني لم أستطع مقاومة رغبتي في مصادقته .. لطالما راقبته من بعيد و رأيت كم أنه شخص ثمين .. رغم تنمر الجميع عليه .. رغم صعوبة الحياة .. ظل يكافح .. يبتسم و كأن لا حزن في الحياة

لكني في ذلك الوقت ربما لصغر سني و جهلي لم ألحظ تلك اللمعة الحزينة في عينيه .. تعلّم أن يخفي مشاعره خلف ذلك البريق الكئيب الذي سعيت أنا و يونقي لمحوه

و رغم إختفاءه لسنوات .. إلا أني خائف جدا لرؤيته من جديد .. عندما أقابل عينيه أشعر بسهام تخترقني .. و حقيقة أشعر بأني عاجز جدا عن محوه .. لأن مشاكلنا الطفولية تختلف تماما عن ما نحن فيه الآن

ثميني جيمين أراه يضمحل شيئا فشيئا .. أراه يعود لذلك الطفل القروي الوحيد و هذا مرعب جدا .. حتى و لو كان هذا أنانيا فأنا مرتعب من فقدان الشخص الذي يمدني بالقوة .. خائف من فقدان سندي

Writing Pov

كان كل من سوكجين و جيمين يتناولان العشاء .. في الحقيقة لا أحد يأكل .. جيمين يعبث بطعامه دون شهية و سوكجين لا يأكل لقلقه من حالة الأصغر

_جيميني
همس بها سوكجين بلطف لكن نبرته القلقة كانت واضحة ليرفع الآخر رأسه له بإهتمام

_لما لا تأكل .. هل كرهت طبخي
حاول سوكجين إضافة بعض السخرية لسؤاله و تصنع المرح لكن حالة الركود لم تتلاشى

_طعامك لذيذ .. لكن لا أشعر بالجوع هيونغ
_ما الذي تخفيه عني جيميناه .. لما تحدق بي هكذا أتظنني لم ألاحظ إختلافك .. هناك ما يزعجك لكنك لا تشاركني إياه .. لماذا ..هذا ليس من عادتك

_لا تبالغ هيونغ أنا لا أخفي شيئا .. فقط متعب .. مشتاق .. لأمي لمنزلي للقرية .. لحياتنا السابقة .. لما كنا عليه و نحن أطفال
بإنهاءه لحديثه المختنق تمردت دمعة يتيمة مسحها سريعا علّ الآخر لم يرها لكنه فشل في إخفاءها

و سوكجين إنتفض سريعا من كرسيه ليقترب معانقا إياه .. رؤية دموعه قاس جدا .. هو أضعف من أن يتحملها
_ما بك جيمين أخبرني أرجوك .. لا يمكن أن يكون هذا و حسب .. ما الذي يثقل كاهلك لأرى هذه الماسات الثمينة

_أنا متعب جدا هيونغ .. أنا أختنق .. لم أعد قادرا على تحمل كل هذا
نبس بصوت مهزوز و إنخرط في بكاء حاد شادًّا على عناق الأكبر بكل قوته .. صوت نحيبه و شهقاته المتتالية إرتجاف يديه و كمية الدموع التي بللت قميصه .. جعلت من الأكبر لا يتحمل و يبكي هو الآخر