[2] لعنة (سانكيومتانتِ)

37 2 6
                                    

حل الصباح لليوم الثاني من ولادة الامير كان مارتن يجلس في غرفة الاستقبال فهو لم ينام ليلة البارحة غير مصدق لما حصل لابنه كان شارد الذهن يفكر و يقول في نفسه "لماذا ابني ما الذي اصابه فقط لماذا لا يسمح لي ذاك العجوز بان اراه" ثم فرك جبينه وانحى قليلاََ واضعاََ مرفق يده على ركبته يتنهد ثم همس قائلاََ
_اااااه ان رأسي يؤلمني..... كيف سأخبر فكتوريا انا متأكد انها ستنهار لو عرفت
ثم دخلت احدى الخادمات و وقفت بعيداََ قليلاََ عن الاريكة التي يجلس عليها مارتن
-عذراََ سيدي ولكن الملك كارتن و الملكة كرستين قد أتيا للزيارة
ابعد مارتن يده عن رأسه و اعتدل في جلسته
_دعيهم يدخلون فليدخلوا هنا و يجلسوا اين ه....
قاطع كلامه صوت اخيه يدخل هو و زوجته و الفرح على وجهيهما
_مبارك لك يا اخي العزيز اصبحت اباََ و انا اصبحت عماََ اليس هذا رائعاََ
_مبارك لك يا سيد مارتن..
لم تكمل جملتها لانها لاحظت عدم رده عليهم و انه شارد الذهن نظرت كرستين الى زوجها مع اختفاء ابتسامتها تدريجياََ هو بالمقابل هزَ رأسه لا يعرف ما به اخيه ثم ذهب للخادمة و همس قائلاََ لكي لا يسمع اخاه
_ماذا به هل زوجته و ابنه بخير
_السيدة فكتوريا بخير ولكن الامير الصغير لا اعرف ان كان بخير او لا فانا لم اراه و كذالك السيد مارتن لم يراه لان الكاهن كرس طلب منه هذا
قالت الخادمة بنفس الهدوء توسعت حدقتا كارتن متفاجئاََ ثم نظر الى زوجته و هي ايضاََ نظرت له مستغربة
_حسناََ اذهبي الان
امر كارتن الخادمة فاومأت له الاخرى خارجة من الغرفة ثم تقدم كارتن و جلس بجوار اخيه و زوجته جلست بالمقابل منه وضع كارتن يده على كتف اخيه
_ماذا بك يا اخي تبدو شاحباََ هل نمت ليلة البارحة
هزَ رأسه الاخر يخبر اخيه انه فعلاََ لم ينم بحركته هذه نظر كارتن الى زوجته قليلاََ ثم اعاده الى اخيه
_ماذا بك يا اخي ما الذي جرى هل ابنك به شيء
ثم رد مارتن و هو شارد الذهن كأنه في عالم اخر
_قال كرس انه قد اصابته لعنة
شهقت كرستين واضعة يدها على فمها غير مصدقة و كارتن توسعت حدقتاه متفاحئاََ لما سمعه
_اي.. اي لعنة قد اصابته ما الذي تقوله!
اجابه مارتن و هو لا يزال على وضعه
_لا ادري فانا لم اراه
_هل رأته فيكتوريا
_لا فقط قال كرس انه لن يدعنا نراه الا عندما تأتون و يجلبه لنراه اربعتنا
كارتن اغمض عيناه و اداره وجهه للجهة الاخرى لانه يعلم انه ليست فقط لعنة و انما مصيبة ثم دخل كرس عليهم واقفاََ بالقرب منهم
_حان الوقت لكي اريكم الطفل لكن ليس هنا بل امام فيكتوريا لكي تراه هي ايضاََ
نظر اليه كارتن بنظرات حزن لما حصل لهذا الطفل المسكين ثم امسك كتف اخيه يهزه قليلاََ
_هيا يا اخي تعال لنطمأن على زوجتك و لنجد حلاََ لهذا هيا
وقفوا جميعاََ و ذهبوا الى غرفة التي تنام فيها فكتوريا اما كرس فذهب لجلب الطفل وصلوا الغرفة ثم تقدم مارتن طارقاََ الباب فأتاه صوت زوجته
_تفضل بالدخول
ثم ادخل مارتن رأسه يرسم ابتسامة مزيفة لكي لا يجعلها تشعر بشيء
_كيف حالك حبيبتي لقد اتى اخي و زوجته ليروكِ
ردت فيكتوريا و هي سعيد
_بخير شكرا لك اين هم دعهم يدخلون
دخلوا ثلاثتهم يرسمون ابتسامة مزيفة
_كيف حالك الان يا آنسة فيكتوريا
_بخير شكراََ لك
_كيف اصبحتي الان هل تشعرين بتحسن
قالت كرستين تجلس على الكرسي بالقرب منها
_نعم اشعر بحال افضل الان شكراََ
ثم ادارت وجهها الى زوجها
_ اين هو ابني يا مارتن انا لم اراه
سقطت ابتسامته المزيفة تدريجياََ ثم نظف حنجرته
_سيجلبه الكاهن كرس لا تقلقي عزيزتي
عقدت حاجباها مسغربة ثم سألت مضيقة عينيها قليلاََ
_مارتن هل ابني بخير ماذا به لماذا الكاهن سيجلبه هل هو مريض
اغمض عينيه لا يعرف كيف سيخبرها ثم قال متوتراََ
_اااه.... حسناََ يجب عليك معرفة شيء... حم.. حم ان ابننا قد اصاب.........
قاطع كلامه صوت دخول كرس الى الغرفة يحمل الطفل بين يديه نظر لهم جميعاََ
_اجلس يا مارتن استرخي..
قاطعته فيكتوريا خائفة على ابنها
_كرس ما به ابني هل هو بخير
قالت و هي ترتعش ثم ذهب نحوها مارتن ماسكاََ يدها
_اهدئي عزيزتي فقط اهدئي
_ان ابنكم مصاب بلعنة تسمى سانكومتانتِ
قال كرس يخاطبها ثم شهقت مفزعة مما تسمعه
_اي لعنة هل هي مميتة هل سيكون بخير اخبروني!!
قالت و هي تنظر الى زوجها و الدمع في طرف عينيها احكم مارتن قبضته على يدها مقللاََ خوفها
_اهدئي يا عزيزتي سيكون كل شيء على ما يرام قال كرس ان لديه علاج اهدئي
_اجلبه دعنا نراه يا كرس
قال كارتن يتقدم نحو كرس ليأخذ الطفل اخذه و امسك به برقة ابعد الغطاء عن وجهه تشنجت اكتافه و توسعت حدقتاه لما رأه ثم قال
_لاااا اصدددق ما تراه عيناي يا الآااهي
ركض مارتن نحوه بعدما ان سمع ما قاله و كان قلبه يخفق خوفاََ و عندما رأه اصبح حاله كأخيه غير مصدق ما يراه ثم قالت فيكتوريا و قلبها يخفق فزعاََ
_ماذا به ابني اخبرني ارجوك اجلبه اريد رؤيته
ثم عاد الاثنان الى الواقع و اخذ مارتن ابنه من اخيه و وضعه لتراه فيكتوريا و كرستين وضعت كل واحدة منهن يدها على فمها لقد كان الطفل جميلاََ جدا لكن كان شعره نصف اسود و النصف الاخر بشعر ابيض و عين زرقاء و الاخرى خضراء فكان الجزء الايمن من وجهه بشعر اسود و عين زرقاء و الجزء الاخر بشعر ابيض و عين خضراء ثم اتاهم صوت كرس قائلاََ
_انها لعنة ليست مأذية لصاحبها لكن مأذية لكل ما هو حوله
استدار له مارتن قائلاََ
_ماذا تقصد يا كرس

_سأشرح لك احضرو الي ثلاث زهرات بيضاء باشواك تحرك كارتن الى نافذة الغرفة حيث كان هناك زهور بيضاء شائكة تزينه و قطف ثلاث زهرات كما طلب
_ها هي الزهرات ماذا سنفعل بها كرس
قال كارتن مستغرب
_كما تعرفون ان عائلة موسترو المليكة تستطيع تغيير لون الازهار ان لامست الاشواك دمائهم
_نعم معك حق
قال مارتن
_و الان كل واحد منكم يغرز اصبعه باشواك الزهرات استخدموا زهرتان فقط اما الثالثة دعوها كرستين اولا ثم فيكتوريا
نظر كارتن الى اخيه مستغرباََ ثم قدم الزهرة الى زوجته غرزت اصبعها بالشوكة. الى ان ظهرت الدماء لكن لم تتغير لون الزهرة لانها ليس من موسترو و من ثم اخذتها فيكتوريا و هي ايضاََ لم تستطع تغير لونها
ثم اخذها كارتن غرز اصبعه و ما ان دخلت الشوكة باصبعه حتى تحول لونها الى الاحمر القاتم ثم اخذ مارتن زهرة اخرى ايضاََ غرز اصبعه فتحولت بالكامل الى الون الاحمر حتى اوراقها ثم قال كرس
_و الان الزهرة المتبقية اغرسوها في يد الطفل
نظروا اربعتهم في وجه بعضهم البعض ثم اخذ مارتن الزهرة و غرزها باصبع ابنه فبدأ بالبكاء ولكن ما ان لامست دمائه الاشواك حتى تضخمت الزهرة و التفت حول يده و اصبحت سوداء بالكامل و تيبست و اصبحت رماداََ اسود ثم قال كارتن
_ما هذا لا اصدق!!
_هذه هي لعنة سانكومتانتِ ان هذه اللعنة تجعل المرء لا يستطيع السيطرة على مشاعره و ما ان تخرج مشاعره و يبدأ بلمس الاشياء حتى تتحول الاشياء الى رماد هذه اللعنة تصيب ال موسترو كل ٥٠ عاماََ و هذا الطفل المسكين وقع ضحية لها

انتقم من اجل جزئي المفقودWo Geschichten leben. Entdecke jetzt