[6] هذه ليست غرفة انما سجن

29 2 0
                                    

مرَ عام و اربعة اشهر منذ ذلك اليوم الذي جمع الاخوان في قصر كارتن حيث صدم مما قاله اخاه بانه غير مهتم لاي شيء ملقياََ تلك الكلمات و تاركاََ شقيقه في صدمة

كان كارتن جالساََ على عرشه مسنداََ رأسه على يده شارد الذهن بملامح حادة يملئها السخط رأته زوجته فتحركت واقفة الى جانبه ثم قالت بنبرة هادئة ظهر الحزن في طياتها
_لماذا انت منزعج هكذا؟ لماذا انت شارد الذهن دائماََ؟
خرج كارتن من شروده ولكن لم يرد عليها و انما بقي على حاله فاكملت قائلة
_توقف عن التفكير فمهما فعلت لن تستطيع اقناع اخيك انه عنيد جداََ
فاردف قائلا بصوته الرجولي مصراََ على كلامه
_سأذهب اليه و اتحدث اليه وجهاََ لوجه
_كارتن صحيح انك لم تراه منذ سنة ولكن لا تنسى الرسائل التي كنت ترسلها له و في كل مرة يرفض الرد عليك فكيف سيستمع لك ان ذهبت اليه اذهب لرأيته ولكن لا تحول اقناعه ف.......
_بل سأتحدث اليه لن اتوقف و ساذهب الان
تنهدت كرستين ثم قالت بقلة حيلة
_حسناََ لكن دعني آتي معك
نظر لها كارتن لوهلة ثم اومأ بالموافقة استقلا العربة و ذهبا الى قصر مارتن. توقفت العربة امام القصر و ترجلا كلهما من العربة الحراس انحنوا و رحبوا بهم بحرارة ثم ارشدتهم الخادمة الى غرفة الجلوس و احنت مستأذنة بالخروج و جلس كل من كارتن و كرستين و بعد مرور دقائق دخل مارتن و زوجته فوقف الاثنان كارتن ارتخت ملامحه و ظهرت ابتسامة على وجهه لا ارادياََ و تحرك نحو اخيه و اردف بابتسام محتضناََ اخاه
_لم ارك منذ مدة يا رجل كيف تفعل هذا باخيك ارسل الي رسالة على الاقل كيف حالك
ابتسم مارتن ابتسامة تكاد تكون غير مرئية و بادل اخاه الاحتضان ثم قال
_انا بافضل حال شكراََ لك
رحب الجميع بعضهم البعض بسرور ثم جلسوا على الارائك ثم اردف مارتن متسائلا
_هل من اخبار جديدة كيف هي احوال شعبك
فرد اعليه شقيقه
_ان الامور على حالها...... ولكن اخاك سيصبح اباََ بعد ثمانية اشهر
تفاجئ مارتن و فكتوريا ثم رد عليه بابتسامة عريضة
_رائع مبارك لك يا اخي انه خبر سار
_نعم انه خبر جميل يا سيد كارتن مبارك انتِ ايضاََ يا كرتسين انا متأكدة انك ستكونين اماََ مذهلة
فردت عليها بسعادة
_شكرا لك
عم الصمت برهة ثم قال كارتن باستغراب
_اين ذلك الامير الصغير اريد ان اراه لقد اشتقت له
فرد عليه مارتن ببرود
_انه في غرفته الخاصة
_غرفته الخاصة؟!! ما الذي تقصده
قال كارتن مضيقاََ حدقتاه مع اختفاء ابتسامته تدريجياََ مارتن بقي صامتاََ بنظر اليه ببرود تام ثم قال كارتن بانفعال بوجهن متعجب
_لا تقل لي انك قد حبست ابنك بغرفة لوحده!!
مارتن بقي صامتاََ ثم قال كارتن بهدوء
_اجبني لماذا لا تقول شيئاََ؟........ تكلم!!
و عندما لم يتلقى شيئاََ من اخيه تحرك مبتعداََ قليلا و وقف يعطيه ظهره تنهد ثم استدار و قال بغضب رامياََ احدى يديه في الهواء
_اريد ان اعرف ما الذي جرى لك! هل وصلت بك الحال الى ان تحرمه حتى من الخروج الى الحديقة!! فقط اجبني لماذا انت صامت هكذا!!
مارتن لم يكلف نفسه حتى للنظر لاخيه و قال بكلمات خالية من المشاعر
_هل اتيت لتراني حقاََ او فقط لكي تسمعني هذا الكلام
كارتن صدم تماماََ مما سمعه ثم ارتخت ملامحه بالكامل ثم قال بهدوء حزين
_لقد تغيرت حقاََ لم اعد اعرفك
ثم تنهد يأخذ نفساََ مسموعاََ و قال
_اين هو دعني اراه
_اتبعني
تحرك مارتن يتبعه اخاه و خلفهم كل من فيكتوريا و كرستين وقفوا امام الغرفة كانت كباقي الغرف راقية و بابها كبير مزغرف بطريقة مذهلة ذو لون ازرق فتح مارتن الباب و دخلوا جميعاََ كانت الغرفة كبيرة جدا جدرانها بيضاء و ذات تصاميم ايطالية جميلة مليئه باللوحات و التماثيل الصغيرة وزع كارتن نظره في ارجاء الغرفة ثم رأى سرير تحرك نحوه و بجانبه زوجته ثم نظر الى ماريوس ابتسم ثم حمله عالياََ و قال
_انت تزداد جمالاََ يا ولد
ثم اخذته كرستين و كان يضحك و يلعب بخصلات شعرها نظر لهم كارتن بابتسام ثم رفع رأسه يسأل ابواه
-هل يستطيع الكلام
و ردت عليه فيكتوريا
_نعم يستطيع ولكن ليس صحيحاََ بالكامل
فنظر كارتن اليه عاقداََ لحاجبيه يأخذه من يدين كرستين ثم قال
_اذا لماذا لا تقول شيئاََ ايها الشقي هاا؟
_بابا
_انا لست اباك انا عمك....... تكلم
بقي ماريوس يضحك بعفوية و كارتن يلعب معه فتصاعدت ضحكاته ثم قال كارتن بعد ان توقف عن اللعب معه
_يا لك من طفل مشاكس
وبينما كان ينظر اليه شعر بشيء يلتف حول جسده بلطف فتعجب الجميع مما رأوه مجموعة من الازهار الحمراء تلتف باغصانها و اوراقها حوله ثم قال مارتن بتعجب
_لا اصدق ما هذا
ثم خرج و قال للحارس الذي كان وقفاََ بجانب الباب
_اذهب و استدعي كرس بسرعة
و دخل مجدداََ الغرفة و تحرك نحوه اخيه
_لا تقلق يا اخي سياتي كرس هل هذا مؤلم
_لا انها تلتف حولي بلطف ولكن ما هذا؟
دخل كرس فوقف قليلاََ متعجباََ مما يراه امامه ثم تحرك و اخذ ماريوس من كارتن و اعاده الى سريره و تحولت الزهور الى رماد و اختفت فسأله مارتن
_ما هذا كرس ماذا يجري
_لا بد ان اللعنة عززت دماء طفلك فاصبح يتحكم بالازهار ولكن لا تقلق انه بخير و لكن عليك ان تكون حذرا
لماذا؟ هل به شيء
_هههه لا ولكن من الواضح انه احب اخاك اكثر منك
فقهقه كارتن ثم قال
_هذا هو ابن اخي اجل هكذا اريدك
ثم سال كرس لعله يحصل على امل
_هل يمكننا اخراجه للعالم يا كرس
_كارتن انا لم اقل احبسوه هذا الامر بيد اخيك
ثم خرج من الغرفة فقال كارتن لاخيه
_هل ستبقيه هكذا
_قلت لك اني لن اخرجه
_ولكن انت لا تحرمه وحسب و انما تحبسه هذه ليست غرفة و انما سجن
_لا يهمني ان كانت غرفة او سجن
_ستندم صدقني ستندم سترى نتائج فعلتك هذه
لم يرد عليه و انما اكتفى بخروجه من الغرفة ثم اردفت فكتوريا بحزن
_صدقني يا سيد كارتن لقد حاولت لكنه لا يستمع
_ااااه ان زوجك عنيد لا فائدة
فاردفت كرستيتن
_انا اشفق عليه ما هو ذنبه
فردت عليها فيكتوريا
_انا ايضاََ ليته فقط يفكر فيما سيحدث له ان بقي هكذا
فخرجوا جميعاََ تاركين الطفل و الحزن يملئ قلب كارتن لما يفعله اخيه

انتقم من اجل جزئي المفقودWhere stories live. Discover now