[5] سيبقى هكذا للابد

31 2 0
                                    

مرت الايام و الملوك كانوا ينتظرون بفارغ الصبر ان يظهر بصيص امل لنجاة ماريوس مما اصابه في كل يوم يمر من دون نتيجة يزداد فيه مارتن غضباََ و يأساََ الاشهر مضت و لم يبقى سوى شهراََ واحداََ على انتهاء السنة و الاجواء في قصر مارتن كانت متوترة حيث كان مارتن يصرخ على اتفه الاسباب و يطرد الخدم على اخطاء صغيرة و في يوم من الايام و بينما كان مارتن يحكم قبضته على ياقة قميص احدى الحراس صارخاََ عليه لانهم فقدوا احدى الاحصنة قائلاََ
_كيف يغفل عنكم هذا الشيء!! انا لست غاضباََ لاننا فقدنا حصاناََ نستطيع شراء عشرة احصنة مكانه!! انا غاضب لانكم مهملون متى فقدنا شيئاََ من القصر هااااا؟
كان الحارس مختنقاََ بسبب قبضة مارتن فكان يرد عليه بتعثلم و بصعوبة شديدة
_نح.... نحن اسفون..... سي.. سيدي لم.....
قاطع كلامه صوت قدوم فكتوريا بيدها ماريوس كانت متفاجأة مما رأته فذهبت الى جانب زوجها تضع احدى ايديها على كتفه و تحمل طفلها بيدها الاخرى
_دعه يا مارتن سيموت بين يديك!!
نظر لها بسخط اراد ان يرد عليها و يخبرها الا تتدخل ولكنه تراجع لانه لا يريد ابنه ان يخاف ثم اعاد نظره الى الحارس مرة اخرى قائلاََ بصوته الخشن
_اسمع ايها المعتوه اقسم ان تكرر هذا الامر ثانية لن اطردك لا بل سأفصل رأسك عن جسمك هل فهمت!!!
ثم افلته تزامناََ مع اخر جملة يجعله يرجع بعض خطوات للوراء واضعاََ احدى يديه على رقبته و اخرى يضعها على ركبته مع انحناء ظهره يستنشق الهواء بصعوبة
_الان اغرب عن وجهي! و احرص على ان لا ارى وجهك اليوم!!
خرج الحارس مسرعاََ تجنباََ لغضب سيده ثم تحركت فكتوريا لتصبح مقابلة لوجه
_ماذا بك يا مارتن لماذا تفعل هذا ما ذنب الحراس و الخدم لتفرغ غضبك عليهم
نظر لها مارتن بدون جواب بملامح حادة و باردة و كأنه لم يكن غاضباََ قبل دقيقة ثم اخفض بصره الى ماريوس واضعاََ يده على رأسه يلعب بشعره ذو اللوين المختلفين فابتسم له ماريوس رافعاََ كلتى يداه الصغيرتين له بقي مارتن بحدق بعينيه ثم قال فخفوت
_اتسائل هل ستبقى هكذا ام ستشفى و ان شفيت فاي لون ستكون عيناك ازرق ام اخضر.. ااه.. كم اكره عندما تكون حياة انسان متعلقة بشخص اخر
ثم اخذه من امه يحمله بين يديه لا يزيح بصره عنه ثم نظر الى زوجته مرة اخرى فاردفت قائلة
_لا تغضب ارجوك سيكون كل شيء على ما يرام انا على يقين انه سيشفى لا اعرف متى ولكن سيشفى صدقني
اومأ لها قائلاََ
_آمل ذلك عزيزتي آمل ذلك....... و ايضاََ سنذهب الى كارتن الاسبوع القادم لنرى ماذا فعل
_نعم فنحن لم نراه منذ خمس اشهر و ذلك عندما كان هنا اخر مرة
_نعم معكِ حق
عند كارتن الذي كان يجلس في غرفته على السرير عاقد لاصابع يديه يسند جبينه عليها و مرفقيه على ركبتيه لا يعرف ماذا يفعل لانه يعلم ان اخيه سيجن ان لم يجد الحل و هو على يقين بان اخيه سيزوره في هذه الايام فهو الان لم يتلقى اي رسالة من اخيه ان كان قد وجد الطفل مما يعني ان هو الاخر لم يجد شيء ثم حرك يديه ضد جبينه يقول في نفسه
"ماذا سأفعل الان يا الاهي ماذا افعل انا متأكد انه سوف يجن ماذا ماذا"
قاطع افكاره صوت كرستين تزامناََ مع جلوسها الى جانبه
_كارتن لا تقلق ارجوك انظر الى نفسك انك حتى لا تنام بشكل جيد اصبح وجهك شاحباََ من التعب توقف ارجوك
كارتن امال رأسه الى الجانب ينظر اليها قائلاََ
_كيف تريدين مني الا اقلق و انتِ تعلمين ماذا سيحدث لمارتن ان لم يشفى ابنه لن تتخيلي ماذا سيحدث او ماذا سيفعل لطفله
_لا ادري انا لا اعرف ماذا سنفعل المسكين وقع ضحية لهذه اللعنة ولكن ما هو ذنبه ليصبه هذا انه شيء محزن للغاية ولكن اريد ان اعرف لماذا مارتن يفعل هذا اليس مارويس ابنه لماذا يفكر بالحكم الا يهمه طفله
_صدقيني اكاد أجن لم اعد اعرفه لم اتخيل في يوم من الايام سيصبح مارتن هكذا لقد.. لقد ااه لا ادري ماذا اقول انا حتى لا اتخيل ماذا سيفعل عندما يأتي  ليرى ما الذي فعلته في تلك الاشهر و اخبره انني لم اجد شيئاََ ااااااه.. يا الهي ما هذه المصيبة!!!
_كارتن اهدأ ارجوك انه القدر سنقول له الحقيقة و عليه تقبلها
مر اسبوع كامل و ذهب مارتن مع زوجته لزيارة اخيه ولكن طفله ابقاه في القصر يعتنون به الخادمات دخلوا القصر و رحبوا بهم كارتن و زوجته ثم جلسوا  في غرفة الجلوس فاردف كارتن
_اين هو ماريوس انا لا اراه معكم
فرد عليه اخوه
_تركناه في القصر تحت انظار الخادمات
_ولكن لماذا لم تحضروه معكم يا اخي انه لم يخرج من القصر منذ ولادته
_ذلك لانني لا اريد ان يراه احد
كارتن هز رأسه بقلة حيلة ثم قال متنهداََ بصوت هادئ
_انت تظلمه يا رجل ستدمر حياته صدقني ستندم لاحقاََ
_فقط لا تبدأ باعطائي النصائح و اخبرني هل وجت شيء
_لا كلهم طبيعين.........
قاطع كلامه مارتن قائلاََ بغضب
_الا ماريوس لماذا فقط لم يولد طبيعي لماذا
_انه قضاء و قدر لا نستطيع فعل شيء يا رجل اهدأ
صمت مارتن قليلاََ ثم قال بخفوت
_سيبقى هكذا لابد
صمتوا جميعاََ و الحزن يملئ قلوبهم ثم اكمل كلامه مارتن قائلاََ بكل برود بصوت خالٍ من المشاعر
_طالما هو كذا لن اخرجه الى العالم سيبقى محبوساََ الى ان يصبح شكله طبيعياََ
كارتن لم يتحمل كلام اخيه  فغضب غضباََ شديد ثم قال له صارخاََ
_ولكن هل جننت!! هل فقدت عقلك ام ماذا!! كيف تفعل بابنك هكذا!! كيف يطاوعك قلبك على ان تسلبه الحرية!!! ما خطبك انه ليس طفلاََ غريباََ انه ابنك! ولكن كيف تفعلها!!
مارتن بقي بملامحه الباردة تلك لا يعطي اي ردة فعل و كأن لا احد يتكلم معه ثم قال ينظر لاخيه
_انت لا دخل لك انه ابني انا من سيتحكم به افعل به ما اشاء هل فهمت؟
كارتن تفاجأ مما سمعه و تجمد في مكانه لا يعرف ماذا يقول ثم تبدلت ملامحه بحزن و المه قلبه و كأن احداََ طعنه بسكين ثم قال بنبرة حزينة
_لا اصدق هل انت اخي حقاََ؟... لم اعد اعرفك لماذا لماذا اصبحت هكذا لم اتوقع انك قاس القلب ما الذي غيرك فقط اخبرني
رد عليه مارتن ببرود تام
_ذلك لانني لا اهتم لشيء سوى لمكانتي في هذا العالم و الان عن اذنك علي الذهاب
كارتن افترقت شفتاه لما سمعه و توسعت حدقتاه و مارتن و زوجته خرجا عائدان الى قصرهما اما كارتن فبقي على حاله غير مصدق لما حدث

انتقم من اجل جزئي المفقودWhere stories live. Discover now