لقاء

157 9 7
                                    

و كأن لُقياها ...عوض عن كل شيء

بكيت البارحة ...لا بكاء مضطرة ...او خائفة ..او يائسة .. او حزينة ..انما بكاء مرء فعل كل مافي وسعه و سعى  ...ولم يبق له الان إلا الانتظار ...انتظار ما سيحدث ...انا الان في قمم اللاشعور ..و كأن الزمن قد توقف ...لقد مر ثلاث أيام و أنا هنا

كل ما افعله يأتي رجل من أفراد الشرطة يأخذني للتحقيق و يطابقو اقوالي مع اقوال هيونا و أعود و لكن اليوم ...ستأتي تاليسا لتعطي افادتها مما رأت ...طلبت من الشرطي ان بعد ان ينتهوا من التحقيق معها ان أقابلها ...

أجل اريد رؤيتها فعندما كان لا يفصل بيني و بينها سوى متر و نصف كان قد *أرهقني النظر* إليها ولكن الان و لم يمر سوى ثلاث أيام إلا أنه *ارهقني البعد ...بعد المسافة ...فعندما كانت بقربي كان لا بعد بالمسافة و لكن كان هناك بعد بالتواصل ، كان البعد بيني و بينها كالبعد بين الصين و فلسطين*

ها أنا ذا في هذه الغرفة الصغيرة و الخالية لولا وجود الطاولة في المنتصف و كرسيان كل واحد منهما بجهة .. كنت محيطة رأسي بكلتا يداي و كأن حمله على رقبتي بات ثقيلا لكثرة الأفكار ...قطع شرودي فتح الباب و من ثم دخولها ...و اللعنة سيقف قلبي من فرحتي الداخيلة التي ضهرت على ملامحي بشكل البرود ...

تقدمت و جلست على الكرسي المقابل لي لترذف بتوتر ظاهر على لحن صوتها ...و نظرات بنيتاها

"أخبرني المحقق أنك تريدين رؤيتي ...م ..ماذا هناك؟"

"كيف حالك"
من دون ايا مقدمات او سوابق كلمات هذا ما خرج من ثغري ...لتجيب ولا يزال صوتها متوتر و به بعض خصال الخوف

"ب..بخير"

حتى انها لم تسألني كيف حالي ولكن لا يهم ما يهم انها الان تجلس أمامي و تحت أنظاري ..لارذف

"لما انت خائفة و مرتبكة ؟"

رمشت عدة مرات و كأنها تستوعب كلامي ...ابتلعت ما في جوفها ...ثم و لاول مرة تنظر صوب عيناي بنظرات مهتزة

"دارين ...لم أكن اتوقع ان تكوني هكذا ...بهذه الوحشية ...لقد حضرت كل نزاعاتك معها و مع صديقاتها و لكن كل مرة كنت انصدم و لكن الان حتى انك لم تتركي مكانا للصدمة "

"لم أفعل شيء ...دافعت عن نفسي "

لتجيب بصدمة و صوت مرتفع بعض الشيء و ارتباك

"دارين ...هل اذناك تسمع ما تتفوهين به ...الفتاة الان بوضع حرج ...لا تعلمي متى ستموت ..و... و ..."

"و ماذا ...اكملي ...؟"

"أنت ستصبحين قاتلة .. اتعلمين ماذا يعني ؟ يعني انك سلبتي روح انسان ... يعني انك اقتلعت هذه الروح من جسد بيداك اللتان لا يستوجب ان يتلوثة في الدم منذ هذا العمر "

هذا ما انهت به كلامها ...اهي تتحدث خائفة علي ...ام خائفة مني ...و لما اشعر انها تبالغ ففي بعض الكلمات كانت ترفع وتيرة صوتها و اخرة تخفضها و اخرة تتنهد قبل قولها لارذف

تسعة سنوات Where stories live. Discover now